”تل أبو هوام” كميل ساري – مدير قسم الرقابة ،الأبحاث وسياسة صيانة الآثار في سلطة الآثار

مراسل حيفا نت | 17/01/2010

لمحة عامة

موقع أثري يتواجد بالقسم الشمالي من مدينة حيفا قريبا من المنطقة الصناعية قرب الجسر المعروف تحت اسم "جسر باز" (גשר פז). أعمال التطوير والبناء المعاصرة, أزالت القسم الكبير من التل الأثري, لذا لا يمكننا اليوم مشاهدة آثار المدينة القديمة وهي ليست بارزة من على سطح الأرض. إلا أن الحفريات الأثرية التي أجريت بالموقع,  دلت على أن بداية الاستيطان تعود إلى عصر البرونز الأخير, حيث تواجد الموقع آنذاك على شاطئ البحر مباشرة. وقد أجريت عام 1963 بعض الفحوصات التي أشارت الى ان مياه البحرت في الألف الثاني قبل الميلاد وصلت حتى التل مباشرة, حيث عثر الباحث "عمانوئيل عاناتي" خلال الفحوصات التي أجراها, على جدار واقي بني في الجهة الغربية من التل الى عمق يزيد على متران تحت سطح الأرض الحالي, من جهته الخارجية كانت طبقة سميكة من رمل البحر الغني بالصدف وأدوات الفخار من عصر البرونز الأخير, تعلوها طبقة سميكة مكونة من المحار والمواد أخرى التي مصدرها مياه البحر.

وقد أشار الباحث "بنيامين مازار" بأن الموقع برأيه هو المدينة الأثرية "Mutatio Calamon" من الفترة الرومانية والتي ذكرت في المصادر التاريخية. إلا ان هذا الأقتراح لم يتم أثباته من خلال المكتشفات الأثرية حتى الآن.

الحفريات الأثرية

أجريت الحفريات الأولى على بعد ما يقارب الكيلومتر الواحد إلى الجنوب من التل الأثري. عام 1922 تم التنقيب عن آثار 22 قبرا, من الأرجح أنها تابعة للاستيطان على التل من العصر الحديدي (1200 ق.م). عام 1929 أصدر قسم الآثار التابع لحكومة الانتداب, تصريحا لشركة أعمال التطوير العامة في حيفا, بهدم جزء من الآثار بالموقع بهدف استعمال الحجارة الأثرية كمواد بناء. بأعقاب ذالك, أجرى الباحثان "مأير" و "مخولي" تنقيبات بمنطقة محدودة, وصلت الى عمق يزيد عن 5 أمتار تحت الأرض. من خلالها تم تحديد الطبقات الأثرية بالموقع, التي تعود إلى: الفترة الهيلانية والرومانية, الفترة الفارسية, العصر الحديدي (ما يقارب عام 1000 ق.م), العصر البرونز الأخير (ما يقارب عام 1400 ق.م)

أما الحفريات المنتظمة الأولى بالموقع فبدأت عام 1932, من بعدها أجريت تنقيبات بيد عدة بعثات خلال السنوات: 1952, 1963, وامتدت على مراحل متقطعة خلال اعوام الستينات. حفريات هامة جدا بدأت بالموقع عام 1984 بيد المدرسة الفرنسية للآثار. حفريات إنقاذ جرت بالموقع عام 2001 بيد جامعة حيفا وسلطة الآثار, إثر التخطيط لبناء جسر بالموقع

 

نتائج الحفريات

كما يبدو فكانت البداية لقرية من صيادي السمك التي تحولت مع مرور الزمن إلى مدينة لها ميناء محصن والذي بني على يد الفرعون المصري "ستي الأول" لتكون مرسى للأسطول الحربي المصري, إلا أنها دمرت خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

قرية صغيرة بنيت من جديد بالموقع أبان العصر الحديدي وقد هدمت خلال حروبات مملكة داهود وبنيت المدينة من جديد خلال القرن العاشر ق.م. وكانت محاطة بالأسوار, إلا أنها هدمت ثانية أبان الاحتلالات الآرامية في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد. خلال الفترة الفارسية نجد آثار مدينة صغيرة بالموقع. وتشير أدوات الفخار التي عثر عليها خلال الحفريات الأثرية إلى العلاقات التجارية للموقع خلال العصور, مع دول البحر المتوسط وبحر ايجا. وقد تم هجر الموقع نهائيا أبان الفترة البيزنطية.

وقد تم الكشف عن القسم الأكبر من المكتشفات الأثرية خلال الحفريات الأولى بالموقع, إذ عثر على مبنى كبير الحجم في القسم الغربي من التل تتوسطه ساحة مركزية حولها بنيت الغرف للحياه اليومية. أما في القسم الشرقي من التل فتم الكشف عن آثار معبد يعود لعصر البرونز الأخير.

أما الحفريات الأخير والتي أجريت عام 2001 فقد تمركزت خارج أسوار المدينة الأثرية وشملت نتائجها البعض من أدوات الفخار المزخرفة إلى جانب قناع مصنوع من الطين. دلت نتائج التحاليل التي أجريت لتلك الأدوات على أنها صنعت في قبرص وقد تم استيرادها ابن عصر البرونز الأخير إلى المنطقة عبر ميناء الموقع الأثري في تل أبو هوام. كما يبدو من تلك الفحوصات فأن العلاقات التجارية لتل أبو هوام كانت ممتدة إلى تركيا, قبرص, اليونان وغير ذلك.

الصور المرفقة:

1.     أدوات من الفخار مستوردة – عصر البرونز الأخير

2.     قناع من الطين

3.     المنطق التي كانت بعلاقات تجارية مع تل ابو هوام خلال العصور

الصور المرفقة من تصوير البروفسور "ميخال آرتسي" من جامعة حيفا – مشكورة على موافقتها لنشر هذه الصور الخاصة بحفريات جامعة حيفا والقسم لدراسة الآثار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *