نبذة تاريخية وجغرافية
تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا وتبعد عنها 29كم وترتفع 125م عن سطح البحر وهي قرية حديثة أقامها نازلوها الذين يعودون بأصلهم إلى قريتي عرابة وأم الفحم، منذ أقل من قرنين وكلمة (السنديانة) فارسية الأصل وهو نوع من الشجر ، بلغت مساحة أراضيها 15172 دونمأً وتحيط بها أراضي قرى قنير ، المراح، أم الشوف ، صبارين والبريكة . قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي 276 نسمة ، وفي عام 1945 حوالي (1250) نسمة ، يحيط بالقرية العديد من البقاع والخرب الأثرية منها :خربة العجمي ، خربة الست ليلى، وخربة الخضيرة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1450 نسمة ، وكان ذلك في12-5-1948وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة "أفيئيل عام 1949.
القرية اليوم
الموقع مسيج بأسلاك شائكة, وتشاهد أكوام من الحجارة وأنقاض المنازل المدمرة مبعثرة بين الأشواك ونبات الصبار وشجر التين والزيتون والنخيل. ويستخدم الإسرائيليون الأراضي المحيطة بها مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1949, أنشئت مستعمرة أفيئيل ( 149215) على أراضي القرية, إلى الجنوب الغربي من موقعها.
جولة في قرية السنديانة د.مصطفى كبها
وقفنا على أطلال البيت الكبير للحاج علي الميتاني الشخص الثري الذي عقد في بيته إجتماع مصالحة بين المعسكرين المتناحرين في السابع من أيار 1948 ( خمسة أيام قبل التهجير ) لكنه لم يوفق بمسعاه وفشل الاجتماع ولم تطلق على المهاجمين يوم الإقتحام طلقة واحدة في حين شارك سبعة عشر مسلحاً من القرية في معركة كفر قرع قبل ذلك باسبوع فقط.
مررنا من ساحة الطوابين فوجدنا الرماد (السكن ) ما زال كما هو وكأن الخابزات تركنه قبل برهة من الزمن وفي طريقنا وجدنا دامراً من الخشب استعمله أحد أثرياء القرية في البيت الذي عمره عام 1945 وقد استورد خشب الأرز من صور وما زال الدامر صامداً أمام نوائب الدهر ولم تقدر عليه الحرائق الكثيرة التي هبت في المكان.
من هناك أنطلقنا نحو البيادر الفوقا وديوان صبري الحمد عصفور الذي كان مكوناً من طابقين وعليّة. وقد هجره صاحبه في العقد الأخير من عمر القرية لنشاطه في الثورة التي كان قائداً لفصيلها في منطقة الروحة.
في الطرف الشمالي الشرقي تقبع أطلال بيت سعيد الزيدي الفخم، كان البيت مكوناً من طابقين وحوله سور من جميع الجهات أجر الطابق الأرضي لمدرسة خاصة عملت في القرية في حين سكن وعائلته الطابق العلوي. وقد حدثني حفيد الرجل عن نقلة جمل من بحص قيساريا ما زالت مبعثرة في باحة البيت حيث كان قد أحضرها جده في مطلع أيار لتوسيع جدار البيت لكن القدر عاجله بالرحيل إلى قرية برطعة ( حيث أقاربه) والموت هناك فقيراً معدماً بعدما كان من أغنى أغنياء السنديانة.
من هناك اتجهنا صعوداً نحو المدرسة الواقعة في الطرف الشمالي للقرية (على طريق زمارين والطنطورة ) فوجدنا صفوفها الستة قد طالها التفجير ولم يبق من معالمها إلا ثلاث أشجار باسقة من السرو وجدار من الحجارة وحيطان تنامى حولها السرّيس ونبت في حناياها الزعتر.
في طريق عودتنا نحو الجنوب عرّجنا على المسجد المهدوم ثم بيت المختار توفيق الحاج حسين (بواقنة ) فمقهى محمد السرحان فمقيل العجّال الذي حدثني عنه مصطفى المياتنة قصة مؤثرة حصلت معه يوم التهجير حيث عاد وقريب له من قلنسوة مساء يوم 1948.5.12 فوجدا اليهود في بيت الحاج مرشد نزال، فآثرا التوجه نحو المسجد فوجدا كتبه ومصاحفه قد بعثرت وقد أخذت تعبث بها الرياح، في حين تردد في أسماعهم صوت البقر الباحث عن أصحابه وقد عاد لتوه من المرعى وقد تأخر عنه أصحابه ولم يحضروا لاستلامه كالعادة.