عند الامتحان يُكْرَمُ المرء، لا يُهان!! بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر

مراسل حيفا نت | 04/12/2009

هذا الأسبوع صادفت صديقي محمود الذي يعمل مدرسًا، سألته عن أخبار الامتحانات في مدرستهم، فقال لي: عزيزي، أنا من خلال الامتحان لا أختبر الطلاب، بل اختبر نفسي!

ماذا تقصد؟ سألته، فأجاب: إذا لم يستطع الطلاب الإجابة على سؤال ما فهذا لا يعني أنهم فشلوا، بل ربما لم أحسن تمرير المادة، ربما تسرّعت، ربما أخطأت في شيء فتعذّر على الأولاد فهم المادة.. أعجبني هذا الأستاذ الذي يختبر نفسه، قبل أن يختبر طلابه… مع أن السواد الأعظم من معلمينا يعتقدون، كيف لا، أنهم فوق هذه الامتحانات…

ترعرعنا على ترديد المقولة: "عند الامتحان، يكرم المرء أو يُهان"، وآن الأوان لنقول: "عند الامتحان، يكرم المرء، لا يُهان".

يجب علينا أن نوضّح لأولادنا أهمية النجاح في الامتحان. لكن القضية ليست أن تكون أو لا تكون. ليست أسود أو أبيض. وإذا نجحت أو فشلت فإنك تبقى ابننا ونحن نبقى نحبك. فحبنا لك يا عزيزي، هو في السراء والضراء، وليس مرهونا بفشلك أو بنجاحك. نحن نحبك دائما وبدون قيد أو شرط. المهمّ أن تكون أنت قد بذلت قصارى الجهود من أجل تحقيق النجاح. المهم أن لا يستهتر الولد بهذه المهمة. لكنها تبقى مهمة مهمة، وممنوع أن تكون هي المهمة المصيرية والحاسمة التي لا حياة بعدها. الامتحان من أمامكم والبحر من ورائكم. المهم أن تكون أنت وقت الامتحان راضيًا عن نفسك. وأن تقول لضميرك: كل ما أستطيع فعلَهُ فعلتُهُ. أنا لست مقصِّرًا في شيء. لا تَدَعْ ضميرَكَ يؤنِّبُكَ ويعذبك.

فعند الامتحان، يكرم المرء ولا يهان. وإذا حققتَ النجاح المأمول فهذه فرصة لنقول لك: عفارم، برافو، كل الاحترام، نشجعك ونطري عليك ونثني على أدائك. ودائما لك ولكل الأبناء والبنات ندعو "بالنجاح الباهر". أليست هذه هي العبارة التي يكتبها معلمونا على نموذج الامتحان دائمًا؟….

ملاحظة ..

في المقال الأخير حدثتكم عن طابور الآباء والأمهات الذين تجمعوا أمام غرفة معلمة الرياضيات لتصحيح علامات أبنائهم…

إحدى الأمهات أخذت شهادة أمها وغادرت بعد أن ودعت كل المحتشدين على مقربة من غرفة المعلمة. لكنها بعد حوالي ربع ساعة عادت إلى المدرسة. عندما دخلت من جديد من بوابة المدرسة سألتها أم زميل ابنها: لماذا عدت بهذه السرعة؟ فقالت لها: أخذت الشهادة معي، ولأنني كنت "مركزة" كثيرًا بالعلامات، فقد وصلت إلى البيت ونظرت إلى المقعد الخلفي في السيارة، فلم أجد ابني. عُدْتُ لآخذه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *