ثانويّة النجاح مدرسة نامية تستقطب اهتمام النشئ الجديد

مراسل حيفا نت | 17/02/2017

الأستاذ نشأت أبو داهش:
ثانويّة النجاح مدرسة نامية تستقطب اهتمام النشئ الجديد
لقاء أجراه نايف خوري
الأستاذ نشأت أبو داهش من سكان حيفا، كان مدرّسًا في مدارس جسر الزرقاء مدة عشر سنوات، عمل مدرسًا في شبكة مدارس “جمناسيا” منذ 6 سنوات، ومركّزًا للمجتمع العربي في هذه الشبكة. حصل على اللقب الأول في موضوع اللغة العبرية في الجامعة ويعدّ للقب الثاني. عمل مركّزًا في قسم المعارف في بلدية حيفا. واليوم يعمل مديرًا لثانوية النجاح في منطقة “تشيك بوست”، وهذه ثانوية حديثة للطلاب العرب. ووجدت إدارة “جمناسيا” ضرورة لإنشاء مدرسة “النّجاح” على غرار المخطّط التعليمي لشبكة “جمناسيا” ووزارة المعارف.

– بماذا تمتاز مدرسة “النجاح”؟
تمتاز بأنّ عدد الطلاب في الصفوف قليل ولا يتجاوز 15 – 16 طالبًا، وهذا يمنح المعلم قوة أكثر لإبداء الاهتمام الخاص والعناية المباشرة مع كل طالب. وهذا يعزز الثقة بالنفس ويدعم النمو الشخصي والنفسي للطالب.

– وماذا بشأن النواحي التعليميّة والتحصيل الدراسي؟
لا يمكن أن نغفل عن هذا، خاصّة أنّ العدد القليل للطلاب يفسح المجال لتقديم المساعدات التعليمية المباشرة لكل طالب، عن طريق الجلسات الخاصة، والاهتمام الفردي وتوفير ما يلزم من الوقت كي يتقدم الطالب في تعليمه. ونحن نعرف ما يعانيه الطلاب في دروسهم لمواضيع اللغات، والرياضيات ومواضيع أخرى تشكّل عائقًا أمام الطالب لتحصيل شهادة “البجروت”.

– بماذا تتميّز شبكة “جمناسيا”؟ هل هي مشابهة لشبكة “أورط” أو عمال أو غيرها من شبكات المدارس التعليميّة؟
إنّها شبكة مدارس في الوسطين العربي واليهودي، ففي الوسط العربي نجد هذه المدارس بمستوى كليّات في الناصرة وسخنين والآن في حيفا كمدرسة ثانويّة وهي ثانويّة “النجاح”. أما في الوسط اليهودي فتنشر هذه المدارس في أماكن عديدة ابتداءً من بئر السبع مرورًا بنتانيا والخضيرة وحتى الشمال ومنطقة الكريوت. فالكليّات التي تعمل في المجتمع العربي يتعلّم فيها الطلاب للصف الثالث عشر والرابع عشر، ويحصلون على شهادة هندسي أو فني مؤهّل في مجال الإدارة الصناعيّة.

– كيف بدأت عملك في شبكة “جمناسيا”؟
أنا بدأت العمل في هذه الشّبكة حين وجدت في مدارسها وأسلوبها التعليمي والتربوي ما هو مميّز ومختلف عن سواها. وهذا ما طبّقناه في ثانوية “النجاح” إذ تجد عندنا التعليم عاديًّا حتى “البجروت”، والطلاب هنا من الجنسين، ورغم قلّة عددهم إلّا أنّ هذا يمنحهم عدة ميزات بالتعليم. لأنّ الصفوف في المدارس العادية مكتظّة بالطلاب والأعداد كبيرة في كلّ صف، فأي معلم أو معلمة يمكنه أن يعتني بكل طالب ويوليه اهتمامًا خاصًّا في الحصّة؟

– وهل ينعكس هذا على الطلاب وتحصيلهم العلمي؟
الحصول على شهادة التخرّج من هذه الثانوية يسهّل على الطالب الدخول إلى المعاهد العلميّة العليا بسهولة أكبر، لأنّ الطالب يكون قد تأهّل تمامًا بعد تخرّجه كي ينخرط بسرعة في “التخنيون” مثلًا أو الجامعة.

– يبدو أنّكم تضعون الطالب وتحصيله العلمي في مركز عملكم.
بالضّبط، حيث التركيز عندنا في ثانوية “النجاح” على الطالب نفسه، لأنّ العلاقة مباشرة مع المعلم وتربطهما علاقة المودّة والتفاهم والتقرّب من نفسيّته ومنحه الثقة بالنفس. فإذا أحبّ الطالب معلّم الموضوع فسيحب موضوعه، أيضًا. وهذا يسهّل عليه استيعاب المادة والتعمّق بها أكثر. وإذا أخذنا اللّغة العربيّة على سبيل المثال، نجد معظم الطلاب يخشون دراستها ولا يحبّون الدرس، ويجدون اللغة صعبة التعلّم والدراسة، وكثيرًا ما يرسبون بتحصيل “البجروت” نتيجة صعوبة تدريس اللّغة العربيّة، وكذلك الأمر بالنسبة للرياضيات، أو أي موضوع آخر.. ولكن إذا أوضح المعلّم هذه اللغة وجعل الطالب يتفهّم بدافع المحبّة، فإنّ رد الطالب سيكون كذلك مشابهًا للمعلم ولموضوع التدريس.

– التركيز على الناحية العاطفيّة للمعاملة والعلاقة بين الطالب والمعلّم؟
صحيح؛ فالطّاقم التدريسي عندنا مميّز. ويتقدّم إلينا معلّمون بأعداد كبيرة للانخراط في الهيئة التدريسيّة، ولكنّنا نقبل المتميّزين فقط، والذين هم على استعداد لبذل كل جهد في سبيل التعليم ومحبّة الطلاب وتقريب المواضيع منهم.

– أي المواضيع يتمّ تدريسها في الكليّة؟
كافّة المواضيع العادية بحسب المنهاج العربي لوزارة المعارف ابتداءً من الصف التّاسع حتى الثاني عشر. طبعًا اللغات والرياضيات ومواضيع “البجروت” كلّها.

– أين تقع ثانويّة “النّجاح”؟
تقع في شارع الهستدروت 44 في منطقة “تشيك بوست”، ويمكن الوصول إليها بسهولة تامّة، فهي تقع تحديدًا مقابل المحطّة المركزية “ليف همفراتس”. علمًا أنّ هذه المدرسة في العام الماضي كان يتعلّم فيها طلاب عرب وطلاب يهود، وكانت منقسمة إلى جناحين، جناح للطلاب العرب، وهو شبه مستقل، ويتعلّم فيه الطلاب بحسب المنهاج العربي، وجناح للطلاب اليهود يتعلّمون فيه بحسب المنهاج العبري. أمّا هذا العام فنحن مستقلّون تمامًا، بعد أن قرّرنا فصل الجناحين لنعمل على توسيع القسم العربي، ويصبح مدرسة عربيّة كاملة وشبيهة بالمدارس الأهليّة في حيفا.

– ولماذا قرّرتم الفصل هذا العام؟
رأينا إقبالًا من الطلاب للتعلّم في مدرستنا هذا العام، ولذا نهدف إلى استقطاب اهتمام الطلاب من ناحية، والأهل من ناحية ثانية. وتلقّينا توجّهات عديدة من الطلاب الذين يرغبون الالتحاق بمدرستنا حديثة العهد نسبيًّا. كل ذلك جاء بعد أن رأى الأهل النتائج الفعليّة لأبنائهم، على المستوى التحصيل العلمي، وعلى المستوى التربوي ومحبّتهم للمدرسة وللمعلّمين.

– أنتم فتحتم باب التسجيل للطلاب للالتحاق بالمدرسة للعام الدراسي القادم، فهل بوسعكم استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب؟
يتعلّم لدينا اليوم في المدرسة حوالي خمسين طالبًا، يتعلّمون في ثلاثة صفوف حتى الآن، تاسع وعاشر وحادي عشر، وسيتقدّمون في العام القادم للبجروت كطلاب الصف الثاني عشر. ويمكننا استيعاب أي عدد من الطلاب، لأنّنا لا نطمح لأعداد كبيرة من الطلاب في الوقت الحاضر، بل يجب أن ننمو ونتقدّم رويدًا رويدًا. وإذا تسجّل عندنا ما بين 80 – 100 طالب فهذا جيّد ويلبّي تطلعاتنا الحالية. ولكنّنا سنحافظ على خصوصيّة المعاملة بين المعلم وطلّابه بعدد قليل من الطلاب في كلّ صف. وغالبيّة طلابنا اليوم من حيفا، وشفاعمرو وعكا واعبلين.

– ماذا يجب على المعلّم أن يفعل كي يحبّه الطلاب، وبالتّالي يحبّون موضوعه؟
يجب على المعلم أن يتقرّب من الطالب، ويرافقه في درسه بعناية مباشرة وخاصة، ويقف إلى جانبه، وهذا ما نقصده بالعناية الشخصيّة. ويجريان محادثات بينهما بصورة مستمرة، ويتعامل معه كصديق. ويرافق المعلّم طلابه في الرّحلات والنشاطات الاجتماعيّة، ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة في العمل الاجتماعي والتطوعي، كما فعلنا حين قمنا بزيارة تطوعيّة إلى مؤسّسة قلب يسوع في حيفا، ووزّعوا الهدايا بعيد الميلاد، وغيرها من النشاطات. كما سنفتتح مركزًا جماهيريًّا بعد ساعات الدوام، ليصبح مركزًا تعليميًّا لإثراء الطلاب في دروسهم، ولممارسة النشاطات الاجتماعيّة الأخرى، مثل تأسيس سريّة كشفية خاصّة بالمدرسة. وإقامة أيّام مميزة مثل يوم الرياضيات الذي نظّمناه قبل أسبوع.

– كم عدد الهيئة التدريسيّة في ثانويّة “النجاح”؟
حتّى الآن نحن تسعة معلّمين، وطبعًا سيزداد العدد في العام القادم.

– متى ساعات الدوام؟
نبدأ الدوام السّاعة الثامنة والنصف وينتهي في الثّانية والنصف. ففي أحد الصّفوف يتعلّم 16 طالبًا، وقبل “البجروت” قسّمنا الصف إلى قسمين كي وأعطى المعلّمون دروسًا مكثّفة في مواضيعهم، والتركيز الشديد على استيعاب الطالب للمادة المطلوبة في الامتحان، وتسهيل ما كان صعب الفهم. وخصوصًا أنّ الطلاب في مدرستنا لم يتسرّبوا من مدارس أخرى، بل تسجّلوا طلّابًا عاديين تمامًا. وجاء الطلاب من مدارس أهليّة وغير أهليّة من حيفا وخارج حيفا، بعد أن سمعوا عن مدرستنا وميزاتها، والنتائج التحصيليّة التي حقّقوها.

– ماذا بشأن الأقساط التعليميّة، فأنتم تعتبرون مدرسة أهليّة..؟
صحيح، ولذا فالأقساط كما هو الحال في المدارس الأهليّة. والشبكة توفّر لنا كل ما نحتاجه أكثر من الأقساط الشهريّة حتى نحقق النّجاح في عملنا التعليمي والتربوي.

– هل هناك نشاطات مع سائر كليّات “جمناسيا” وثانويّة “النجاح”؟
نعم، إنّنا نؤمن بالتّعايش فعلًا لا قولًا فقط، وسننظّم رحلات مشتركة مع الطلاب اليهود إلى إيلات، ونقيم نشاطات ولقاءات بيننا وبين المدارس اليهوديّة في حيفا، وكذلك مع مدرسة “حوار” الرسميّة العربيّة. وموضوع التعايش العربي – اليهودي سيظهر بكثافة أكثر في السنة القادمة. ونظّمنا هذا العام دورة في التهريج الطبي بدعم من بلديّة حيفا، وتطبيقها في مستشفى “بني تسيون” (روتشيلد).

– وأخيرًا، ماذا تقول للجمهور، والأهالي كي يسجّلوا أبناءَهم في ثانوية “النّجاح”؟
نحن مدرسة تتمتّع بخاصيّة متميّزة، والعدد القليل من الطلاب في الصّفوف، وهذا يعود بالفائدة الكبيرة على الطالب نفسه وعلى تحصيله العلمي، وعلى تكوين شخصيّته وبلورة ثقته بنفسه، وتحقيق النّجاح في المواضيع التعليميّة الناتجة عن حب المواضيع، والرغبة بالنّجاح فيها.

– نشكرك ونتمنّى النّجاح للمدرسة وطلّابها..
الشّكر لكم أيضًا.
نشأت4

نشأت3

نشأت2

نشأت1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *