سرطان الپروستاتا

مراسل حيفا نت | 17/07/2016

د. أشرف جهاد أبو شقارة
الپروستاتا /الموثة هي عبارة عن غدّة تناسليّة ذكريّة حجمها عند الشّخص السليم 3 سم طولًا و4 سم عرضًا، ووزنها نحو 25 غرامًا. تتواجد في أسفل البطن تحت المثانة وتحيط بالحالب (ureter) عند خروجه من المثانة.
الدّور الفيسيولوجي التي تلعبه الپروستاتا يمثّل عاملًا ضروريًّا في خصوبة الذّكور، بما أنّها تفرز سائل الپروستاتا الذي يشكّل 30% من السّائل المنوي بحيث يحتوي على سائل حامضي شفّاف اللّون، أملاح وبعض الانزيمات الّذين بدورهم يحافظون على تغذية الحيوانات المنويّة وفاعليّتها (للتّذكير فقط: الحيوانات المنويّة تتكوّن في الخصيتين وليس داخل الپروستاتا).
هنالك عدّة حالات مرضيّة يمكن أن تصيب الپروستاتا، منها:
1 – إلتهاب غدّة الپروستاتا ( prostatitis).
2 – احتقان الپروستاتا (يحصل عند سنّ البلوغ، وذلك نتيجة زيادة الإفرازات الغدديّة وتدفّق الدم في المناطق التناسليّة مع كلّ إثارة جنسيّة، لكن من دون عمليّة تفريغ؛ وتحصل عادةً لدى غير المتزوّجين في سنّ البلوغ.
3 – تضخّم الپروستاتا الحميد (BPH)؛
يصيب غالبًا الرّجال فوق جيل الـ 50 ويؤدّي إلى مشاكل عدّة في التبوّل ، الألم وتقطّع التبوّل، إضافةً إلى الاحتباس البوليّ في بعض الأحيان.
4 – سرطان الپروستاتا: سرطان الپروستاتا يشكّل أحد أهم وأكثر السّرطانات شيوعًا عند الرّجال فوق جيل الـ 50 عادةً، ويتطوّر سرطان الپروستاتا بشكل بطيء ويكون محصورًا في حدود الغدّة، وفي مثل هذه الحالات لا تظهر أيّ عوارض تساعد على تشخيص المرض مبكّرًا، لكن هنالك بعض أنواع سرطان الپروستاتا، قد تكون شرسة وسريعة الانتشار في الجسم.
هنالك عوامل من الممكن أن تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الپروستاتا، ومنها:
1) تجاوز سنّ الخمسين عامًا.
2) وجود حالات لسرطان الپروستاتا لدى أحد أفراد العائلة (العامل الوراثي).
3) إفرازات الهرمونات الزّائدة، وبالأخصّ هورمون (التستستيرون) الّذي يزيد من تكاثر خلايا الپروستاتا ويؤدّي إلى احتمال زيادة تطوّر السّرطان في الجسم.
4) التغذية الغنيّة بالدّهنيات والفقيرة بالألياف والخضار.

** عوارض المرض:
عوارض المرض تتعلّق عادةً بالمرحلة التي يمرّ بها المريض.
في المراحل الأولى التي يكون المرض محصورًا في الغدّة لا تظهر أي أعراض تساهم في تشخيص المرض.
أمّا في الحالات الأكثر شراسة، والّتي فيها نرى أنّ المرض قد تطوّر، تظهر بعض العوارض، ومنها:
1) صعوبة في التبوّل (Dysuria).
2) تبوّل بشكل متقطّع.
3) ضعف في تدفّق البول.
4) الشّعور بعدم التّفريغ الكامل للبول من المثانة، بل والحاجة إلى التبوّل مرّةً أخرى.
5) ظهور دم بالبول (Hematuria).
6) أوجاع في العمود الفِقري، الحوض، العظام، وتورّم في السّاقين. وتتعلّق هذه الأمور في مكان انتشار المرض في الجسم.

** مضاعفات سرطان الپروستاتا:
– فقدان السيطرة على التبوّل.
– ضعف الأداء الجنسي أو العجز الجنسي التّام.
– أوجاع العظم (العمود الفقري، الحوض والكسور المتردّدة.. وهم دلالة على انتشار المرض في الحوض أو العظم).
– الاكتئاب.
– انتشار المرض في باقي أنحاء الجسم (Metastasis).

** التّشخيص:
تشخيص المرض يبدأ عادةً باستجواب بسيط للمريض الّذي يحوي تاريخه الطّبي إمكانيّة وجود إصابات سرطانيّة في العائلة، أو أي من العوارض المذكورة أعلاه.
فحوصات أخرى قد تساعد على التّشخيص، منها:
– فحص بالإصبع للغدّة عن طريق المستقيم، حيث يمكن جسّ وفحص الغدّة ومدى التّضخّم القائم في حال وجوده.
– فحص البول لاكتشاف الالتهابات أو فحص الدّم في البول.
– فحص الكشف عن المستضد الپروستاتي النّوعي (PSA).
– التّصوير بالموجات فوق الصّوتيّة (Ultra-Sound).
– أخذ عيّنة من الپروستاتا وفحص أنسجتها، للكشف عن نوع المرض ومعرفة المرحلة.

** تصنيف المرض:
بعد التّأكّد من وجود سرطان، يمرّ المريض في فحوصات إضافيّة ليصنّف المرض، المرحلة، ومدى الانتشار:
– مسح العظم (מיפוי עצם).
– التصوير المقطعي المحوسَب – سي تي (CT).
– التّصوير بالرّنين المغناطيسي MRI.
– أخذ عيّنة من الغدد اللّمفاوية المجاورة، وذلك لفحص مدى تطوّرها بالنّسبة للمرض.

** العلاج:
العلاج يتعلّق بنوع السّرطان، مرحلة تطوّره ومدى انتشارة (محصورة بالغدّة أو منتشرة في أنحاء أخرى من الجسم).
– يشمل العلاج أربعة أنواع:
(1) العلاج الهورموني.
(2) العلاج الكيماوي.
(3) التدخّل الجراحيّ.
(4) العلاج بالأشعّة.
بدء العلاج، وكيفيّة العلاج ونوعه تختلف عادةً من مريض إلى آخر، بحسب مرضه وشدّة المرض.
وفي النّهاية نذكّر كلّ رجل بلغ الخمسين وما فوق، ويعاني من أوجاع خلال التبوّل، التبوّل المتقطّع أو عدم يشعر بعدم التفريغ الكامل خلال التبوّل، التوجّه فورًا للطّبيب، لإجراء الفحوصات والتأكّد من سلامة الغدّة.. وفي المحصّلة، سلامتكم هي سرّ نجاحنا.
69279_102713296578557_733905153_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *