الجمر تحت الرّماد- وحكماء ما بعد.!! بقلم: فوزي ناصر

مراسل حيفا نت | 26/06/2009

 

بعد أحداث شفاعمرو المؤلمة الأخيرة حيث قامت فئة تنتمي لطائفة من طوائف شعبنا ضد طائفة أخرى قامت قيامة رجال الدين والمجتمع والسياسة قائلين ان هذا الحدث بعيد عن تعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا وشعبنا، وتكثر الخطب واتهام الأغراب وكأن القادم من خارج شفاعمرو لا ينتمي لشعبنا وذنبه في الهجوم على طائفة أخرى مغفور أو أن المحليين الذين استنجدوا به معفيون من المسؤولية..

قبل شفاعمرو كانت الناصرة وكانت البقيعة وكانت طرعان وكانت أبو سنان وكانت المغار، وانتفخ بعد كل حدث عدد من الزعماء وألقوا من الكلمات معسولها وتكاد لا تجد فرقاً بين خطبة وخطبة، بين شعار وشعار.. ويعيد نفر من أبنائنا الاعتداء نفسه في مكان آخر ليبرر الحكماء مَرّة أخرى بعد فوات الأوان.. وسرعان ما ينسى هؤلاء أن هناك أمراً غير سوي في مجتمعنا، في تربيتنا، في ممارساتنا الحياتية الثقافية والاجتماعية..

إني لا أرى عملاً جدّياً بعد انخماد النار وكأن الرّماد الساخن والجمر المدفون فيه غير موجود لأنه لا يري لهيباً ولا يُسمع صوتاً..

أقول، وأنا مسؤول عن قولي هذا الذي ربّما يثير أناساً كثيرين، إن في وجود مدارس أحادية الطائفة ونوادٍ أحادية الطائفة وحارات أحادية الطائفة ودروس أحادية الطائفة، دفيئة لما حدث في شفاعمرو وما حدث في أماكن أخرى قبلها وسيحدث في أخرى بعدها،a والمسيحيين طائفتي ولن أخرج من أهلي ولا من عشيرتي ولا من طائفتي، عملت في كل المواقع التي أتيح لي العمل فيها على زيادة الوعي الوطني والانتماء للشعب الواحد واللغة الواحدة والتاريخ الواحد والحضارة الواحدة والألم الواحد والأمل الواحد..

أنتظر عملكم أيها السادة المسؤولون ولا تحاولوا تغطية الشمس بعباءتكم وتعلنوا غيابها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *