غيّب الموت في حيفا المناضلة الشيوعية والفنانة حايا توما التي رحلت عن عمر ناهز 78 عاما . وقد تركت حايا توما بصماتها الفنية الملتزمة بقضية السلام العادل والحرية وحقوق الشعوب في لوحاتها الجدارية المنتشرة على جدران مدينة حيفا من حي وادي النسناس وحتى حي وادي الصليب. وبقيت حايا توما حتى أيامها الاخيرة عضوا فاعلا في ادارة معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية. وكرفيقة درب الشخصية الوطنية البارزة والقائد والمؤرخ الشيوعي الراحل الدكتور اميل توما. وضعت حايا جهودا جبارة الى جانب رفاقها في الحزب الشيوعي وفي معهد اميل توما ، منذ رحيله عبر قرابة ربع قرن من أجل الحفاظ على تراثه الفكري والثقافي والسياسي ووضعه في متناول الاجيال الصاعدة.وسوف تجري مراسم دفن الفقيدة ، اليوم الثلاثاء الساعة السادسة من مساء اليوم الثلاثاء في مقبرة الروم الارثوذوكس في كفار سمير في حيفا.تقبل التعازي يومي الخميس والجمعة من هذا الاسبوع من الرابعة ب.ظ وحتى التاسعة ليلا في معهد إميل توما – شارع لوحمي هغيتاؤوت 27 .
اميل توما
ولد اميل توما في عام 1919، وتوفي في عام 1985 في حيفا ، مسقط رأسه. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الأرثوذوكسية في حيفا وأنهى الثانوية في كلية صهيون في القدس عام 1937.التحق بجامعة كمبردج وقطعت دراسته مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939. وفي هذا العام انتسب الى الحزب الشيوعي الفلسطيني ، وكان من المبادرين لتأسيس عصبة التحرر الوطني في عام 1943، وفي 14 أيار 1944 صدر العدد الأول من جريدة الاتحاد وكان اميل توما صاحبها ورئيس تحريرها الأول.
اعتقل في لبنان في نيسان 1948 وأفرج عنه في ايلول من نفس العام. وفي نيسان 1949 عاد الى حيفا ليتابع عمله في الحزب الشيوعي وتحرير الاتحاد. وفي عام 1965 التحق بمعهد الاستشراق في موسكو حيث نال شهادة الدكتوراه على كتابه "مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية".كتب مئات المقالات في السياسة والثقافة والتاريخ وصدر له خمسة عشر كتابا، من أبرزها " تاريخ مسيرة الشعوب العربية"، "جذور القضية الفلسطينية"، "منظمة التحرير الفلسطينية"، "الصهيونية المعاصرة"، "طريق الجماهير العربية الكفاحي في اسرائيل".