دكتور خالد تركي في حوار خاصّ لصحيفة وموقع “حيفا”:

مراسل حيفا نت | 14/11/2015

دكتور خالد تركي في حوار خاصّ لصحيفة "حيفا":

رسائل الأدب والتّربية والطّبّ تتَّفق في الاستعداد للمستقبل ثقافيًّا وصحِّيًّا وتربويًّا

* "من حيفا هنا دمشق" يتضمّن مقالات في الأدب والسِّياسة والاجتماع والتَّربية، وتخليدًا لذكرى أعزَّاء علينا فقدناهم * قصّة "برهوم البلشفيِّ" هي سيرة ذاتيّة عن والدي الّتي لم أردها أن تكون عن والدي * "حماة الدّيار" هم أولئك الّذين يعيشون في الطَّبقة العاملة والقاعدة الأساسيّة للمجتمع * منذ طفولتي وأنا ملازم لعمّي داود، أبو عايدة، خاصَّة في مكتبته * يظنُّ الجمهور كأنّ المستشفى الإيطاليّ في حيفا هو المحطّة الأخيرة للمصابين بالأورام السّرطانيّة، وهذا خطأ * يجب الكشف المبكر عن السَّرطان، هذا المرض الخبيث واللّئيم * يجب عدم الإفراط بتناول السُّكريات، ولا نبالغ بالملح ولا بتناول المعلّبات والمأكولات المدخَّنة، والمصنَّعة، والمجفَّفة، لأنَّها كلّها تحتوي على مواد حافظة، ومواد كيماويّة * التّطعيم ضدّ الإنفلونزا يقي المريض من الإصابة بالإنفلونزا الشّديدة * نحن نعيش هنا بنضال مشترك، يهوديٍّ – عربيٍّ، وأنَّنا أبناء الشّعبين كالتّوائم السِّياميَّة *

 

حاوره: نايف خوري

صوّره: وائل عوض

الدّكتور خالد إبراهيم سمعان تركي داود. ولد عام 1958 في حيفا، درس الابتدائيّة في مار يوحنّا الإنجيليّ ومدرسة الأخوّة، والثّانويّة في الكليّة العربيّة الأرثوذكسيّة عام 1976. بعد حصوله على منحة الحزب الشّيوعيّ، درس الطِّبَّ في جامعة كومنسكي في براتسلافا في جمهوريّة سلوفاكيا الاشتراكيّة، التّابعة لجمهوريّة تشيكوسلوفاكيا الاشتراكيّة سابقًا. يعمل طبيبًا في قسم الأورام السّرطانيّة في المستشفى الإيطالي بحيفا، وطبيبًا للعائلة في صندوق المرضى بحيفا. عضو إدارة اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيِّين، عضو إدارة صحيفة "الاتِّحاد"، عضو قيادي في الحزب الشُّيوعيِّ والجبهة الدِّيمقراطيَّة للسَّلام والمساواة، ناشط اجتماعيٌّ في أحياء حيفا.

 

– نبارك لك أوّلاً بصدور الكتاب الجديد "من حيفا.. هنا دمشق".

شكرًا، وهذا واحد من ثلاثة كتب صدرت لي، الأوَّل بعنوان "يوميَّات برهوم البُلشفيِّ"، والثَّاني بعنوان "حماة الدِّيار".

 

– لنستعرض باختصار هذا الكتاب.

طبعًا، "من حيفا..هنا دمشق"، كتبته بشكل خاصٍّ حتى لا تكون دمشق لوحدها، وما المقصود؟ في عام 1956، في العدوان الثُّلاثيِّ على مصر، في الثَّاني من تشرين الثَّاني، ألقى الزَّعيم جمال عبد النَّاصر خطابًا من مركز الإذاعة المصريَّة التي نقلت وقائع هذا الخطاب، وكانت الإذاعة في صحراء "أبو زعبل" شمال القاهرة، وأثناء ذلك قطع البثُّ بسبب غارة جويَّة وقُصف المبنى. وفورًا سُمع من إذاعة دمشق صوت المذيع يقول: هنا صوت القاهرة من دمشق. وهذا التَّواصل يؤكِّد أنَّهم لن يتمكَّنوا من دمشق، فمن حيفا هنا دمشق، ومن كفر ياسيف هنا دمشق، ومن كلِّ مكان.. هنا دمشق. وأكَّد الزَّعيم عبد النَّاصر آنذاك أن مصر كانت وستبقى مقبرة للغزاة، فبقيت مصر وبقي شعب مصر واندحر الغزاة والطامعون. وستبقى سوريا بشعبها وجيشها وقيادتها الوطنيَّة وطبيب عيونها/عيوننا حرَّةً ويبقى المارقون مارقين ومردودين.. ومن هنا استوحيت فكرة الكتاب، وهو يتضمَّن مقالات في الأدب والسِّياسة والاجتماع والتَّربية، وتخليدًا لذكرى أعزَّاء علينا فقدناهم.

 

وما هي قصَّة برهوم البلشفيِّ؟

هي سيرة ذاتيَّة عن والدي التي لم أردها أن تكون عن والدي. واخترت كلمة برهوم لأنَّ اسم والدي إبراهيم. والبلشفي لأنَّه شيوعيٌّ، والمرحوم جدِّي، سمعان، كان يحبُّ البلاشفة. ومنذ قدوم العائلة، جدي أبو داود، إلى حيفا عام 1932، كان يعمل في بلدية حيفا بالصِّيانة، وأبي ولد عام 1933، ونشأ بطبيعة الحال في خضمِّ الحركة العماليَّة، وظهر حبُّه للطَّبقة العاملة منذ صغره، وأنا كذلك، فنحن منها، ونقف دائمًا إلى جانب العمَّال في كافة المعارك النِّضاليَّة. وبعد أن أصبح جدِّي من مؤيِّدي ثوار عام 36 حيث توفي ورصاصة في فخذه عام 1946، ومدفنه في مقبرة الرُّوم الملكيِّين الكاثوليك في شارع يافا في حيفا. وعرفت كل هذه الأمور من والدي، وقلت حريٌّ بي أن أوثِّقها وأضعها في كتاب.

 

– أمَّا حماة الديار؟

حماة الدّيار هم أولئك الّذين يعيشون من أبناء الطَّبقة العاملة والقاعدة الأساسيَّة للمجتمع الذين صنعوا مجد شعبهم في البقاء والصُّمود والنِّضال. لأنَّ القادة والزُّعماء كُتب عنهم كثيرًا، أمّا الطَّبقة الأولى فقلَّما كَتَبَ عنها أحد. وأنا معنيٌّ بإبراز دور هؤلاء الّذين قد ينساهم النَّاس أو يتناساهم التَّاريخ. ولولاهم لما كنَّا اليوم نعمل ونجتهد، وما كنَّا نجد قمة للهرم الاجتماعيِّ ولا القيادة. وهؤلاء هم الذين حموا ودافعوا عن جريدة "الاتِّحاد" عندما تعرَّضت للهجوم ومحاولة إحراقها وإغلاقها. كما أنّ هؤلاء كانوا المدافعين عن مقرَّات الحزب ومؤسَّساته. وهم جمهور المظاهرات والنِّضال الحقيقيِّ. وينبغي أن نحفظ لهؤلاء جميلهم وحسن صنيعهم، ونقرَّ لهم بالشُّكر والعرفان. فأجريت المقابلات واللّقاءات مع الشَّخصيَّات المختلفة من كافَّة أنحاء البلاد، من المثَّلث إلى يافا وحيفا والجليل. وكان هؤلاء أعضاء مؤسِّسين في الحزب الشُّيوعيِّ، منذ البداية في عصبة التحرّر. وكي لا يضيعوا بالتَّاريخ المحكي يجب تخليد اِسمهم وذكراهم.

  

– نعود إلى مهنة الطِّبِّ، فهل أنت تعمل في المستشفى الإيطالي بحيفا منذ تخرُّجك من الجامعة؟

أنا في المستشفى الإيطاليِّ منذ 1987، وقد بدأت فترة التَّدريب في مستشفى "رمبام"، وكنت سأصبح جرَّاحًا في قسم الصَّدر، غير أنَّهم لم يقبلوني هناك، لأنَّ عمي هو المناضل داود تركي زد على ذلك عضويَّتي في الحزب الشُّيوعيِّ.

 

إلى أيّ مدى تأثَّرت بعمِّك المرحوم داود تركي؟

منذ طفولتي وأنا ملازم لعمِّي داود، خاصَّة في مكتبته، فقد كانت له مكتبة عامرة تسمَّى مكتبة "النّور"، في زاوية شارعَي الخوري وصهيون، في حيفا. وهناك بدأت مطالعاتي، وتأثَّرت كثيرًا بحديثه وبشعره الّذي حفظت الكثير منه، وبزوَّاره من قرَّاء وأدباء وشُعراء. وفي إحدى المرَّات حصلت على جائزة من عمِّي، وكانت كتاب "الأم" لمكسيم غوركي. وكان هذا غير مألوف، أن يحصل المرء على كتاب كهديَّة حتَّى لو هدية عيد ميلاد!! وتشجيع المطالعة كان سائدًا في بيتنا، فوالدي ووالدتي من القرَّاء المداومين، ثم مكتبة عمِّي التي كانت مفتوحة أمامي، دومًا.

 

– كيف ظهر هذا التَّأثير؟

عندما كان عمِّي يكتب قصائده، كنت أقوم بطباعتها على الآلة الطّابعة وأبعثها إلى "الاتِّحاد" أو أيِّ صحيفة أخرى، وهكذا كنت دائم الاطّلاع على إبداع عمِّي داود الّذي رسخ في ذهني، حتَّى كنت أستعين بشيء من شعره في كتاباتي. 

 

– لماذا يتَّسم المستشفى الإيطالي بحيفا بأنَّه المحطَّة الأخيرة لمرضى الأورام؟

طبعًا هذا المستشفى لا يختصُّ بمرضى الأورام السَّرطانيَّة فقط، بل يتضمَّن أقسامًا أخرى كالجراحة التَّجميليَّة، وقسم الأمراض الباطنيَّة التي تعالج المقيمين في الأديرة من رهبان وراهبات، وقسم التَّأهيل للعظام بعد عمليَّات المفاصل والورك والركبتين، ثمّ قسم الأورام السَّرطانيَّة، الّذي يقدّم الخِدمات للمرضى من علاجات كيماويَّة وعلاجات بالأشعّة. ولكنَّ الانطباع غلب التَّطبع بين الجمهور، وكأنَّ المستشفى هو المحطَّة الأخيرة للمصابين بالأورام، وهذا خطأ شائع. علمًا أنّ الوفيَّات تحدث في جميع المستشفيات في البلاد وخارجها وفي كلِّ مكان.

 

– بالنّسبة للأورام نجدها اليوم قضيَّة رهيبة بين النّاس، ويخشاها الجميع. فماذا تقول للجمهور بهذا المجال؟

درهم وقاية خير من قنطار علاج، صحيح أنّ الله الخالق أعطانا عقلاً كي نستعمله ونتَّقي الشُّرور والمصائب، ولا يكفي أن نتَّكل على الله، بل يجب استخدام العقل والتّفكير، "اعقل وتوكّل". فلماذا لا نتّعظ من التَّجارب والأبحاث؟ هناك أبحاث تقول إنّه بعد جيل الأربعين إن كانت هناك أسباب وراثيَّة، يجب على المرأة إجراء فحص للثَّدي، وعلى الرّجل بعد سنِّ الخمسين أن يفحص الأمعاء الغليظة خشية الإصابة بسرطان القولون، وإن كانت هناك أسباب وراثيَّة فيجب الفحص قبل ذلك.

 

يعتقد كثيرون أنّ إجراء الفحص قد يكشف المرض ويفضّلون تجاهله.

طبعًا هنا المشكلة، ولذا يجب الكشف المبكِّر عن هذا المرض الخبيث واللّئيم قبل أن يتفشى ويقتل المُصاب به. فيجب استباق المضاعفات ومعالجة هذه الحالات، وكثيرون يتلقّون العلاج ويشفون تمامًا لأنَّهم كشفوا المرض باكرًا. وهذا ما نلاحظه لدى المصابين بمرض السُّكري، وضغط الدَّمِّ والكولسترول. وما دامت لدينا الإمكانيَّات لاستباق الإصابة بالمرض، فلماذا ننتظر حتّى نُصاب به ونعاني من مضاعفاته، وبعدها نأتي إلى العلاج، الّذي قد يصبح متأخِّرًا ولا نفع فيه. فالعلاج المسبّق والوقاية والعناية السّليمة بالصِّحَّة والامتناع عن التَّدخين وممارسة الرِّياضة والحمية الغذائيَّة، كلّ هذا يفيد صاحبه. ودائمًا في كلِّ المعارك ضدَّ الأمراض، وحتّى في الحروب فإنَّ استباق الأمور تمنح الغلبة والانتصار.

 

– ما مدى صحَّة المقولة عن المعلَّبات واللّحوم المصنَّعة بأنَّها تسبِّب الأمراض؟

أوّلاً يجب أن يتّبع المرء حمية ويحافظ على الاعتدال بالأمور، وعدم الإفراط بتناول السُّكريّات، ولا نبالغ بالملح ولا بتناول المعلَّبات والمأكولات المدخَّنة، والمُصنَّعة، والمجفَّفة، لأنَّها كلَّها تحتوي على مواد حافظة، ومواد كيماويَّة، "فش مثل الأكل الطَّازج" وأن ننتبه إلى عدم زيادة الوزن، ونمارس الرِّياضة. أمَّا بالنِّسبة لما قيل في وسائل الإعلام عن اللّحوم المُصنَّعة والمُعلَّبة، فالجمهور لا يعرف ماذا يوجد بهذه اللّحوم، وما نوع هذه اللّحوم، وتاريخ صلاحيتها. فهل نحن متأكِّدون من أنَّ المُصنِّع أو المُسوِّق كتب التَّاريخ الصَّحيح؟ أم أنَّه مسح التَّاريخ القديم وكتب تاريخًا جديدًا؟ وكيف علَّبوها، وأيُّ المواد الكيماويَّة فيها، والمُسرطِنة، والمواد الحافظة. ودلَّت الأبحاث على أنّ المُعلَّبات قد تزيد من أمراض النقرس الّتي تصيب المفاصل وأمراض معويَّة وسرطانيًّة. فكلُّ هذا يدعو إلى الشَّكِّ والارتياب من هذه المعلَّبات.

 

– اليوم نحن في أوج فصل الخريف، فصل الإنفلونزا والرَّشح وغيرها من الأمراض، فما هي نصيحتك؟

يفضَّل التّطعيم، واستباق المرض، لأنَّ التَّطعيم ضدَّ الإنفلونزا يقي المريض من الإصابة بالإنفلونزا الخطيرة أو الشَّديدة، وإن حصلت فتكون أعراض المرض أخفَّ بعد التَّطعيم ممَّا قبله. وينصح بالتَّطعيم لمن يعملون في المستشفيات من ممرِّضات وأطبَّاء وموظَّفين وكلِّ من يتعرَّض لمخالطة المرضى، كما يُنصح به للمصابين بالأمراض المزمنة كالرَّبو والقلب وذوي المناعة الضعيفة، وكذلك للمسنِّين والجمهور عامة. وهناك تطعيم كلَّ خمس سنوات ضدّ التهاب الرّئتين، وتطعيم آخر ضدَّ سرطان عنق الرَّحم.

 

ما هي الرِّسالة الأدبيَّة التي تحملها، وتنقلها عبر كتاباتك؟

إقرأ ثمَّ إقرأ ثمَّ إقرأ؛ وأنا أدعو الجمهور إلى المطالعة، وخير جليس في الزَّمان كتاب، ويسألونني كيف أجد الوقت الكافي للمطالعة والقراءة، أقول كما أنَّ الجمهور يجلس ساعات أمام التّلفزيون، فليخصّص بعضًا من هذا الوقت للمطالعة. ونحن نكون بأفضل حال لو أمسكنا الكتاب ونحن ننتظر أو أثناء سفرنا بالقطار أو الحافلة، أو عندما ننتظر دورنا لدى الطَّبيب. والكمبيوتر ووسائل اللّهو الأخرى هي غير مُثقِفة، بل تلهي وهي أداة لتضييع الوقت إذا أُسيء استعمالها. والخطر الأكبر هو أنَّنا نجد أنَّ العائلات تتفكَّك، وكلَّ فرد منهمك بجهازه بين يديه، فلا يلتفت الأب إلى ابنه ولا الأخ إلى أخيه ولا البنت إلى أمِّها.. وهكذا ينعدم الاتِّصال والحضن الدَّافئ، والتَّواصل المباشر بين أفراد العائلة الواحدة. وحبَّذا لو يجمع الأب، أو ربُّ البيت، كلَّ هذه الأجهزة من أيدي أولاده عندما يلتقون على الطّعام أو السَّهر أو أيِّ مناسبة بينهم، فيضعها جانبًا لمناقشة أمر ما أو التَّشاور في موضوع ما.

 

ما هي أعمالك القادمة؟

سأستمرُّ بالمسيرة. لديَّ العديد من المواضيع والأفكار الّتي سأسكبها على الورق. وتردُني الأفكار على الدَّوام في شتَّى المجالات.

 

وماذا تقول للجمهور في ختام حديثنا؟

أقول يجب أن ننتبه جدًّا لتربية أطفالنا، رجال ونساء المستقبل وعماده، والأمُّ مدرسة، وهي نصف المجتمع أو يزيد، يجب أن نحافظ على حريَّة المرأة، وأن نحافظ على سلامة وصحَّة البيئة التي نعيش فيها، ونمارس التَّربية الصالحة والحسنة، وألا ننهمك بأعمالنا ونغفل عن تربية أطفالنا. ونجد الأهالي يقدِّمون فلذَّات أكبادهم للمدرسة ولا يعودون يلتفتون إليهم، وكأنَّ تربيتهم من اختصاص المدرسة فقط، بل يجب أن نشارك، نحن الأهالي، بتربيتهم الصَّالحة بالتَّوازي، كما تهتمُّ المدرسة بكامل المتطلَّبات التربويَّة. عليكم أيُّها الأهل الأعزَّاء واجب التَّربية الحسنة والتَّسامح ومساعدة الآخر. وأنا أعمل وفقًا للمقولة إن الدِّين لله والوطن للجميع، "وكلٌّ من على دينه الله يعينه"، ويجب الابتعاد عن التَّزمُّت الدِّينيِّ، وما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرِّقنا. نحن نعيش في هذه البلاد سويَّة، لسان الضَّاد يجمعنا بغسَّانٍ وعدنان، ولنا تاريخ عريق ومجيد ومشرِّف، وحضارة مشتركة منذ بداية التَّاريخ. وعلينا أن نستمرَّ معًا. وأن نبتعد عن التَّشرذم، والطَّائفيَّة والمذهبيَّة، والتَّعصُّب الدِّينيِّ. ونحن نعيش في هذه البلاد شعبان وسنستمرُّ هنا بنضال مشترك، يهوديٍّ – عربيٍّ، وأنَّنا أبناء الشَّعبين كالتَّوائم السِّياميَّة في هذه البلاد، فلا أستطيع العيش بكرامة وجاري يعاني من الظِّلم والإجحاف، وإذا كنتُ أبغي العيش بأمان واستقرار وحياة مشتركة فعلاً يجب أن يحصل جاري على حقوقه. والقول "إذا جاري بخير، فأنا بخير" صحيح تمامًا، ولننظر إلى الأمام في العيش المشترك في هذه البلاد، لأنَّ السَّلام المنشود هو أن ينال الفلسطينيُّ حقوقه في دولته المستقلَّة وعاصمتها القدس العربيَّة إلى جانب دولة اسرائيل وعاصمتها القدس الغربيَّة، دولتان للشَّعبين..

 

– شكرًا جزيلاً ونتمنَّى لك التَّوفيق..

الشُّكر لكم.

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/94269195220151411115854"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *