نايف خوري
باختتام موسم كرة القدم لهذا العام، لوحظ أنّ الفريق الّذي يدرّبه حنّا فرهود، "هپوعيل روبي شاپيرا"، قد حقّق نجاحًا بصعود الفريق من الدّرجة الثّالثة إلى الدّرجة الثّانية. ولا يقلّ جهدًا ونجاحًا ما قام به المدرّب أيمن خلايلة الّذي أدّى إلى ارتقاء فريقه "هپوعيل إكسال" من الدّرجة الثّانية إلى الدّرجة الأولى.
في لقائنا الّذي أجرناه مع المدرّبَيْن فرهود وخلايلة وقفنا على بعض من أسباب النّجاح.
حنّا فرهود مدرّب فريق "هپوعيل روبي شاپيرا" – حيفا
– شهدنا في الآونة الأخيرة أنّك حقّقت نجاحات في مجال التّدريب.
فرهود: الحمد لله، أنا اليوم مدرّب لفريق "هپوعيل روبي شاپيرا" – حيفا، وهذا الفريق مع المشجّعين، خاصّة أنّه غير مفهوم ضمنًا أنّي لاعب عربيّ يدرّب فريقًا ليس من الوسط العربيّ، وهذا إنجاز بحدّ ذاته؛ صعد الفريق إلى مستوى الدّرجة الثّانية، وفي السّنة الّتي قبلها صعدت مع فريق باقة الغربيّة للدّرجة الثّانية، وهذا ثاني موسم أصعد مع الفرق الّتي أدرّبها، وهذا الموسم مستمرّ مع فريق " هپوعيل روبي شاپيرا" – حيفا، وأبني فريقًا من أجل الوصول إلى الدّرجة الأولى. وهم أعطوني فرصة التّدريب في هذا الموسم، أيضًا، لفريق " هپوعيل روبي شاپيرا"، ممّا يدلّ على تقديرهم لنجاحي ونجاح خُطّة العمل الّتي أقوم بها، واؤكد، أنّه ليس مفهوم ضمنًا أنّ مدرّبًا عربيّـًا يدرّب فريقًا من اليهود.
– أنت لست حديثَ العهد في مجال التّدريب والرّياضة، فقد بدأت حياتك كلاعب، وكان والدك لاعبًا أيضًا..
فرهود: صحيح، أنا أواصل مسيرتي الرياضيّة كمدرّب؛ وآمل أن أكون مدرّبًا ناجحًا كما كنت لاعبًا ناجحًا، وأنا في الطّريق الصّحيح، وأتمنّى أن أكون كذلك في الموسم القادم، وأتمكّن من التّدريب بأعلى المستويات في البلاد.
– إذن أنت صعدت مع فريق باقة وها أنت مع فريق " هپوعيل روبي شاپيرا"، كيف تفسّر ذلك؟
فرهود: أنا أدرّب الفرق منذ ثلاثة مواسم؛ في الموسم الأوّل كنت مع فريق باقة الغربيّة، وهذا الموسم مع "هپوعيل روبي شاپيرا"، والموسم القادم أنا معه أيضًا، وهذا أمر غير سهل، والحمد لله أقوم بمهمّتي على أحسن وجه، وارتقيت بالفريقين من الدّرجة الثّالثة إلى الدّرجة الثّانية. وأخطّط للموسم القادم الاستمرار في رقيّ الفريق من الدّرجة الثّانية إلى الأولى. وهذا يدلّ مرّة أخرى على رضاهم عن خطّة العمل التي أمارسها. وطبعًا لا ينقص المدرّبون ولا تنقص الميزانيّات للفرق، وبإمكانهم التّعامل مع أيّ مدرّب آخر. ولكن الحمد لله ما أقوم به حقّق نجاحًا.
– كيف شعرت بتجاوب الفريق مع تدريباتك؟
فرهود: كان التّجاوب معي على أفضل حال، والاحترام الّذي أجده يشجّعني على المتابعة بكلّ النّشاط، وخاصّة الجمهور الّذي يقف وراء هذا الفريق مع الإدارة، فقد أعربوا في مناسبات عديدة عن ثقتهم بقدراتي كمدرّب، والشّهادة الّتي يحصل عليها المدرّب هي تمامًا كالطّالب الّذي يحصل على شهادته في نهاية السّنة الدّراسيّة؛ والمدرّب يعمل طيلة الموسم ويتكلّل جهده بالنّجاح في النّهاية، ويتمثّل ذلك بالصّعود مع الفريق إلى درجة أعلى.
– هل ستبقى مع هذا الفريق في الموسم القادم أم ستنتقل إلى فريق آخر؟
فرهود: قد وقّعت اليوم على اتفاقيّة مجدّدة مع فريق "هپوعيل روبي شاپيرا" لهدف الصّعود بالفريق إلى مستوى الدّرجة الأولى، وبين أيدينا ميزانيّة كبيرة، وأحضرت ستّة لاعبين معروفين بمستوى أدائهم الرّفيع، وإن شاء الله سننتقل بالفريق إلى الدّرجة الأولى. وهذا ليس بالأمر السّهل، بل يعني الصّعود إلى درجة أعلى كما كان سابقًا. وقبل التّوقيع مع هذا الفريق كانت لي ثلاثة عروض من فرق الدّرجة الأولى، ولكنّي لم أتخلّ عن هذا الفريق.
– كيف تتعامل مع الفرق العربيّة؟
فرهود: أتعامل مع الفرق العربيّة بصورة جيّدة جدًا، ولكن سيأتي يوم لأدرّب فيه فرقًا عربيّة، هذا أكيد؛ ولكن اليوم أنا مع فريقي هذا، وكلّ طاقتي وجهدي سأضعها بهذا الفريق لأحقّق له النّجاح ويبلغ أعلى المستويات.
– هل يلعب في صفوف فريقك لاعبون عرب؟
فرهود: يلعب في فريقي اللّاعبان مارادونا ديبي وحمّودي بشتاوي من حيفا، وحارس المرمى عنان فرّو من عسفيا.
– بالتوفيق والنّجاح.
أيمن خلايلة مدرّب فريق "هپوعيل إكسال"
أيمن خلايلة، مدرّب فريق "هپوعيل إكسال"، وكان قبلها مدرّبًا للفريق وصعد به من الدّرجة الثّانية إلى الدّرجة الأولى، وقبل سنة صعد مع مجد الكروم من الدّرجة الثّانية إلى الأولى.
– ما هو السّر الّذي تعمل بموجبه مع الفرق وتحقّق نجاحات؟
خلايلة: أوّلًا يجب أن يكون العمل صحيحًا، يجب أن يكون المدرّب في بعض الأحيان أبًا وأخًا للّاعبين، وأن يعرف مشاعرهم ونفسيّتهم، خاصّةً أنّ مستوى التّدريب الّذي أمارسه مع الفريق عالٍ جدًا، وهو أعلى من الدّرجة الأولى ومن الدّرجة الثّانية، فيجب أن يكون الفريق بلياقة عالية. وزد على ذلك الطّاعة الّتي يتحلّى بها أعضاء الفريق، ونحن نراعي الاحترام المتبادل مع الفرق ومع الأعضاء. وحتّى لو كنتَ تلعب في درجة غير محترفة فإنّي أطالب الفريق بالاحترام، ولا يصحّ أن يتصرّف لاعب في الدّرجة الأولى أسوأ من اللّاعب في الدّرجة الثّانية، أو أن يعيش حياته الرّياضيّة كلاعب غير مسؤول؛ إضافة إلى الإدارة الحكيمة، الّتي كانت ترافقني بالدّعم وتهيئة كلّ الأمور من ناحية الميزانيّة، وهكذا نجد أنّ الفريق سينجح.
– هل توفّرت لك ميزانيّات لكي تصرف على الفريق وتؤدّي إلى نجاحه؟
خلايلة: لم تكن ميزانيّات وفيرة، ولكن بميزانيّة 450 ألف شيكل استطعنا تحقيق النّجاح، وهذه الميزانيّة ضئيلة جدًا إذا ما قارنّاها بالمتطلّبات للصّعود بالفريق إلى درجة أعلى، لأنّي تسلّمت الفريق وقد كان في وضع محرج للغاية، وكان أوّلًا في المرتبة الخامسة ويبعد عن المرتبة الأولى ما يقارب 11 نقطة. ولم يكترث بنا أحد من فرق الدّوري، حتّى أنّ كثيرين قالوا سيُكتب للفريق الفشل المؤكّد. ولكن عن طريق الـ"پلاي أوف" صعدنا وحقّقنا المرتبة الثّانية.
– ما هو برنامجك للعام القادم؟
خلايلة: في العام القادم سأبقى في ""هپوعيل إكسال"، وقد أصبح الفريق قويّـًا ويحسب له حساب، ويمكنه أن يكون ندًا لكلّ الفرق؛ وهدفنا في العام القادم ليس الصّعود إلى الدّرجة الأعلى، بل سنعمل على المحافظة على مكانة مرموقة في ذات الدّرجة الأولى وبشكل مُشرّف.
– بما أنّك كنت أوّلًا مع فريق مجد الكروم، وأنت الآن مع إكسال، فهل لاحظت الفرق بين الفريقين؟
خلايلة: الفرق بين الفريقين هو أنّ فريق مجد الكروم كان من النّاحية الإداريّة متعلّقًا بشخص واحد ويعتمد عليه وهو سمير منّاع، الّذي صرف من أمواله الخاصّة وكرّس وقته وأعماله، وكان يتوقّع دعمًا من أصحاب رؤوس الأموال والرّعاة والدّاعمين الآخرين للفريق من أهل مجد الكروم، ويساعدونه على النّهوض بالفريق ليرتقي إلى الأعلى، ولكن للأسف الشّديد لم يجد التّجاوب ولا الإمكانيّات، ولا حتّى من المجلس المحليّ، فتضعضع الفريق جدًا من النّاحية الماديّة، وأخذ اللّاعبون ينسحبون من الفريق، كما انسحبت أنا منه، ولم يبقَ هناك أيّ شيء يُذكر، وكثيرون يتوقّعون الدّمار للفريق. أمّا في إكسال فكان الوضع مُعاكسًا تمامًا، هناك كثيرون ممّن دعموا الإدارة وجمهور المشجّعين الواسع، والمجلس الّذي لا يتخلّى عن الفريق، وهكذا فإنّ ميزانيّته جيّدة، وكافّة الإمكانيّات متوفّرة بصورة جيّدة.
– هل واجهت صعوبة بالتّدريب مع إكسال؟
خلايلة: بالطّبع هناك صعوبات، ونواجهها طيلة السّنة، وهي كثيرة جدًا؛ ولكن الجمهور والإدارة تعاونوا كلّهم للتغلّب عليها، ومن يظنّ أنّ الأمور تسير على الجانب المريح فهو يوهم نفسه. ولذا يجب على المدرّب أن يتوقّع الصّعوبات والعقبات ويذلّلها، وإلّا لن ينجح أبدًا. وها نحن تجاوزنا العقبات وحدّدنا القوانين والأنظمة وترتيب الأمور، لأنّ الفريق لم يكن يعمل بنظام معيّن ولا بفروض الطّاعة، فوضعتُ الأنظمة وفرضتُ الطّاعة أوّلًا وقبل كلّ شيء، لأنّ هذه من مسبّبات النّجاح قبل اللّعب، وقبل الصّعود إلى الدّرجة الأولى، ولاحظت تجاوبَ الجميع مع هذا النّظام، حتّى لو انسحب منه هذا اللّاعب أو ذاك. المهم هو تحضير الفريق للعام القادم.
– إذن هدفكم هذا العام هو البقاء في الدّرجة التي أنتم عليها..
خلايلة: بالضّبط، ففي العام الماضي بنينا الفريق من أجل الصّعود إلى الدّرجة الأولى، في الموسم القادم، ولكن حقّقنا هذا الهدف هذا العام. وسنحافظ على مرتبتنا هذا الموسم. واللّاعبون في الفريق من إكسال وخارجها، هم من العرب وثلاثة لاعبين يهود، نقوم بواجبنا على أكمل وجه. ولم تعد الفرق تعتمد على لاعبين من ذات البلد، أو ما يُعرف بلاعبين من البيت، المهم هو رفع مستوى الفريق ومستوى اللّعب فيه، ونحن هذه الأيّام نجري اتّصالاتنا مع اللّاعبين الّذين سينضمّون نهائيّـًا للفريق.
– كيف ترى وضع كرة القدم في الوسط العربيّ بشكل عام؟
– لو تحدّثت معي قبل سنة لقلت لك إنّ الوضع غير مريح البتّة، ويميل إلى الفشل، لأنّ كثيرًا من الفرق هبطت من درجة إلى درجة أقلّ، وهذا يدلّ على الانهيار، ولكن هذا العام شهدنا نهضةً لا بأس بها، وكان هذا الموسم مُثمرًا أكثر بحيث ارتقت عدّة فرق ممّا كانت عليه إلى درجة أعلى، مثل فرق ""هپوعيل كفر كنّا" الّذي صعد من الدّرجة الثّالثة إلى الثّانية، وباقة الغربيّة و"هپوعيل إكسال"، وغيرها. وهذا يبشّر بالخير للوسط العربيّ، ونأمل أن تتحسّن الأوضاع الماديّة وتزداد الميزانيّات، في كلّ البلاد، وأكبر مثال على ذلك "مكابي نتانيا"، الّذي كان في الدّرجة العُليا، ولم يتقاضَ اللّاعبون فيه رواتبهم طيلة أربعة أشهر.
– يبدو أنّك متفائل من الوضع للموسم القادم..
خلايلة: مقارنة مع الموسم الماضي وما ينتظرنا في الموسم القادم، فأنا متفائل فعلًا، وأتمنّى أن يزيد هذا التّفاؤل للمستقبل، وليس لسنة واحدة أو لموسم واحد.
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/118117499420150507103640"]