نشر الصحافي محمود أبو رجب في موقعه الإلكتروني بارنت وفي صحيفته "الأخبار" وفي مواقع إلكترونية مختلفة عدة مقالات يهاجم فيها مجمع اللغة العربية ويطعن في مصداقيته وينسب إليه تجاوزات خالية من الصحة والموضوعية.
ونحن كمؤسسة فاعلة ومسؤولة في المجتمع لا نرى أن الدخول في مهاترات هو في صالح مجتمعنا وثقافتنا. ولكننا في نفس الوقت، وانطلاقًا من روح المسؤولية والشفافية، رأينا أن من حق الجمهور أن يعرف. وبعيدًا عن التجريح والقدح والذم، نضع أمامكم الحقائق التالية ردًا على ما ورد في مقالات أبو رجب بأقل الكلمات ودون الدخول في سراديب مظلمة.
1- مجمع اللغة بتركيبته الجديدة كان بمبادرة مجموعة من المثقفين الذين اتصلوا بأعضاء الكنيست، منهم الوزير السابق غالب مجادلة وعضو الكنيست مالكيئور وعضوة الكنيست نادية الحلو وغيرهم من مختلف الأحزاب لإقناعهم بسنّ قانون في الكنيست لإقامة مجمع للغة العربية أسوة بمجمع اللغة العبرية.
وقد أُقرّ قانون المجمع في الكنيست عام 2007. وسواء وافق عليه البعض أو لم يوافقوا، فهو في رأي الكثيرين خطوة هامة وتاريخية لمساواة اللغة العربية باللغة العبرية. ولعل السيد أبو رجب يعلم أنه المجمع الوحيد في دولة غير عربية، وهذا إنجاز لا مجال إلى تجاهله.
2- لقد تمّ انتخاب إدارة المجمع بانتخابات نزيهة في 12/1/2008، كما تمّ تجديد الثقة بها في 12/1/2012. وليس لأية مؤسسة أو جسم حكومي أو غير حكومي حق التدخل في شئون المجمع الذي هو مؤسسة دستورية مستقلة تعمل بوحي من ثقة الجمهور وبدعم الأصدقاء المخلصين وأعضاء المجمع الذين يُختارون بنزاهة وشفافية.
إن مجامع اللغة، أينما كانت، تخضع لرقابة الدولة، لأنها مؤسسات دستورية تحصل على مخصصاتها من ميزانية الدولة. ونحن أسوة بمجمع اللغة العبرية يخوّلنا القانون بالحصول على ميزانية من الدولة. وهذه الميزانية مراقبة من مراقب الدولة ومن مراقب داخلي ومن لجنة للرقابة تتألف من أعضاء المجمع.
3- شعار المجمع هو بالعربية والعبرية والإنجليزية: "مجمع اللغة العربية". وأعتقد أننا المجمع الوحيد الذي يحمل شعاره ثلاث لغات. وأن يحمل الشعار اللغة العبرية معناه أنه في إسرائيل. ثم نحن لا نتستر ولا نخجل ولا نوارب ولا نتاجر بالشعارات، فنحن مجمع للغة العربية في إسرائيل، ويمكن للقارئ الكريم أن ينظر في معظم منشوراتنا، في مفكراتنا وفي أعداد المجلة مثلاً ليرى "إسرائيل" في الصفحات الأولى وباللغات الثلاث.
ولكننا نستعمل عادة "مجمع اللغة العربية في حيفا" أسوة بباقي مجامع اللغة العربية التي تضيف إلى اسمها اسم المدينة الواقع فيها المجمع لا الدولة، كمجمع اللغة العربية في القاهرة أو دمشق أو الجزائر وغيرها. كما أن مجمع اللغة العبرية في شعاره ومراسلاته لا يستعمل إسرائيل أبدًا.
4- أما بخصوص حضور المجمع لمنتدى النهوض باللغة العربية فقد وُجّهت الدعوة لمجمع اللغة العربية في حيفا، والجهة الداعية تعرف أين تقع مدينة حيفا، والمضيف القطري هو من أصدر تأشيرة الدخول لرئيس المجمع الذي يحمل جوازًا إسرائيليًا. فكفى مزايدات يا أستاذ أبو رجب على حساب الأمة العربية وثقافتها ولغتها!
5- أن تختصر فعاليات المجمع بمفكرة ومؤتمر فأقلّ ما يقال عنه أنه تزييف للحقائق. ويكفي أن ينظر القارئ الكريم في موقع المجمع ليرى ستة كتب أكاديمية صدرت بمستوى لا ينافس، وثلاثة أعداد من مجلة المجمع وعشرات الأيام الدراسية والمؤتمرات والندوات والنشرات والفعاليات الميدانية وخمس مفكرات ذات قيمة ثقافية وعلمية.
6- المجتمعات المتطورة تسعى إلى تنمية روح العمل التطوعي كجزء هام من الوعي الجمعي. أننا نعمل بشكل تطوعي فهذا مثبت، وأن جميع الأعضاء بمن فيهم الرئيس يدفعون من جيوبهم فهذا مثبت، ليس فقط على المستوى المادي، بل يدفعون من وقتهم وجهدهم لخدمة المجتمع.
كما أن قانون المجمع ودستوره لا يجيزان الدفع للأعضاء ولا للرئيس مقابل عملهم الذي يعتبر عملاً تطوعيًا. إن حضور المؤتمرات وقراءة التقارير ومراجعة المقالات والكتب وكل ما يقوم به أعضاء المجمع من فعاليات هو بدون أي مقابل مادي. وكل ما يقال أننا نتقاضى مقابل الجلسات هو محض افتراء. الأعضاء يتقاضون بدل سفرهم لحضور الجلسات فقط (1.4 شيكل مقابل الكيلومتر الواحد).
وعلى سبيل المثال وليكون الأمر واضحًا للجمهور، من يسافر 50 كيلومترًا لحضور جلسة يحصل على 70 شيكلاً تخصم منها الضرائب. ونظرًا لكون الجميع يعملون، فهذا يعني أن ما يتبقى هو في حدود 30 شيكلًا. هذه هي الأموال التي يقتتل عليها أعضاء المجمع. ومن الجدير بالذكر أن رئيس المجمع يتواجد أسبوعيًا في المجمع مرة وأحيانًا مرتين في الأسبوع لمتابعة الفعاليات اليومية، وفي معظم الأحيان بسيارته الخاصة ولا يتقاضى مقابل سفره هذا أغورة واحدة.
7- مؤتمراتنا وأيامنا الدراسية لها جمهورها الخاص، وهي ليست حفلات ترفيهية تضم الآلاف، بل يأتيها العشرات وأحيانًا المئات من المختصين والمهتمين باللغة والأدب والثقافة.
8- أنك لا تعرف من هم أعضاء مجمع اللغة العربية فهذا نقص كبير فيك كصحافي يمكنه بسهولة أن يدخل إلى موقع المجمع والمواقع الإلكترونية والصحف ليعرف كل شيء ويرى النشرات التعريفية وكل ما فعلنا من اليوم الأول حتى اليوم. هذه مشكلتك لا مشكلتنا.
أما أن تستهين بالشهادات التي يحملها الأعضاء، وبالدرجات العلمية التي حصل عليها هؤلاء بكدّهم وجهدهم وبسهر الليالي، وما أنجزوه في مجالات تخصصهم، فهذا غير لائق بحضرتك كصحافي من المفروض أن يحترم المهنة التي انحدر منها.
9- الأمثلة التي تندّرتَ بها حول ألفاظ ومصطلحات هي من نشرة طلبتْها منا وزارة المعارف لاختيار وتثبيت بعض الألفاظ والمصطلحات في كتب للتدريس؛ إنها ليست اختراعًا لألفاظ، فبعضها موجود في المعاجم ولا ندعي اختراعها، ولعلك لو نظرت فيها جيدًا لتأكدت أننا لا نرفض اللغة العبرية. إن الرجعيين والمحافظين لا يقبلون كلمات مثل شنيتسل وباجيت ودانييلا وبيجلا.
وهذا هو جوهر التناقض والارتباك والخلط في مقالاتك، إذ لا يعرف القارئ ماذا تريد بالضبط: التجديد والانفتاح على اللغة العبرية أم المحافظة وعدم الأخذ عن اللغات الأخرى! وحبذا لو نظرت في النشرات الأخرى وما جاء في المفكرتين الأخيرتين قبل أن تشنّ هجومك غير المبرر.
ولعلمك نحن من أكثر المجامع العربية تقدمًا وأقلها محافظة. وحبذا لو تابعت مشاركتنا في منتدى النهوض باللغة العربية في الدوحة لترى ما قدّم مجمع اللغة العربية هناك وكيف استُقبل وماذا قيل ويقال عنه!
10- مجمع اللغة العربية دعم العديد من الأبحاث في مجال اللغة على مدى أربع سنوات بمئات آلاف الشواكل. وكل ذلك معروض بشفافية في نشرات المجمع مع أسماء وأرقام.
11- تم تقديم عشرات المنح للطلاب الجامعيين الذين يدرسون اللغة العربية ومواضيع ذات صلة بما لا يقل عن 400 ألف شيكل.
12- نحن ندير معركة جماهيرية مقدّسة للمحافظة على اللغة العربية من الضياع ولإبرازها في المشهد الثقافي ولتوعية الجمهور، سواء من خلال الاتصال بالمؤسسات، أو من خلال إقامة الورشات في المراكز الثقافية والمدارس والتبادل الثقافي مع دول العالم وغيرها. ويؤسفنا أشد الأسف أنك لم تسمع بكل ذلك.
13- بقي أن نشير إلى أن بعض التهم التي ألصقها أبو رجب بأعضاء المجمع وبمؤسساته تتضمن عنصر القذف والتشهير، وسيقوم المجمع بمقاضاته أمام العدالة على هذه التهم الخطيرة.
لمتابعة فعالياتنا ندعو الجمهور الكريم لزيارة موقعنا: http://www.arabicac.com/