· الهدف الحقيقي للفيلم الأمريكي القذر طمس جوهر الصراع بين الشعوب والاستعمار وتغذية العنصرية وتأجيج الطائفية
· "صراع الحضارات" بدعة لأنّ هناك حضارة إنسانية واحدة متعدّدة الثقافات والحضارة العربية الإسلامية جزء أساسي منها
يستنكر الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا الفيلم الأمريكي المنحطّ المسيء للرسول العربيّ الكريم، وما اشتمل عليه من مضامين سخيفة هي شهادة جهل وعنصرية لصنّاعه المباشرين وغير المباشرين وللواقفين من ورائه.
إنّ هذه الإساءة الوقحة لكل العرب، مسلمين وغير مسلمين، وللإنسانية المتحضرة، لا تمت بصلة إلى حرية الفكر وحرية الإبداع، بل هي تعدٍ صارخ على معتقدات ومشاعر أكثر من مليار إنسان في العالم.
ومن هنا نستنكر تملـّص الإدارة الأمريكية من واجبها منع هذا الفيلم، ونستنكر قيام حلفاء أمريكا والمتواطئين معها من أنظمة تحكم باسم العروبة والإسلام وأصحاب فتاوى، بالدفاع عن الولايات المتحدة وتبرئة ساحتها من المسؤولية.
إنّ الحضارة الإنسانية حضارة واحدة، تتعدّد وتتلوّن فيها الثقافات الدينية والقومية والوطنية والشعبية. والحضارة العربية الإسلامية جزء أساسي من الحضارة الإنسانية الجامعة هذه، بحلوها ومرّها، بقيمها الثورية والتقدمية وتلك التقليدية المحافظة.
إنّ الهدف الحقيقي من وراء هذا الفيلم، وفي هذا التوقيت بالذات، أي في ذكرى أحداث 11 أيلول 2001، هو طمس جوهر الصراع بين الشعوب، وشعوب المنطقة على وجه الخصوص، من جهة، والاستعمار، من جهة أخرى، وجرّ الشعوب العربية والإسلامية إلى ردود فعل عشوائية تغذّي أجواء العنصرية والاستعلاء في العالم الغربي.
ويحذر الحزب الشيوعي والجبهة من أنّ هناك من يسعى إلى زرع الشقاق وتأجيج الفتن الطائفية بين الشعوب العربية والإسلامية. فكل مخططات الاستعمار والاحتلال توازيها مشاريع فتنة، تارة بين المسلمين والمسيحيين، وتارة بين السنّة والشيعة، لتعمية الشعوب عن
عدوها الحقيقي، وجرّها إلى بدعة "صراع الحضارات" الهادفة إلى تغطية الهيمنة الإمبريالية في العالم، والهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية في المنطقة تحديدًا، وتبرير الحروب الإرهابية اللصوصية على العراق وأفغانستان، وطمس الطابع الإمبريالي للحرب الإرهابية لتفكيك سوريا على أسس مذهبية وطائفية، وبلطجية إسرائيل تجاه شعوب ودول المنطقة.
إنّ واجب كل القوى الغيورة على حقوق الشعوب ومستقبلها هو تصعيد النضال ضد سياسات الولايات المتحدة، وتآمرها على شعوب المنطقة، وفي مقدمتها شعبنا العربي الفلسطيني الذي تنتهك حقوقه وكرامته ومقدّساته الإسلامية والمسيحية يوميًا.