لمراسل حيفا
انعقد يوم الثّلاثاء الأخير (2012/9/4)، في المركَز الجماهيريّ «ليئوبك» في حي وادي جمال، لقاء حضره نحو 30 ناشطة وناشطًا في الأحياء العربيّة والمشتركة في إطار الدورة التدريبية الّتي تنظّمها جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ لتعزيز قدرات لجان الأحياء، إكسابها مهارات العمل المدنيّة.
وقد اتّضح أنّ النشطاء جاءوا من مختلف الأحياء العربيّة والمختلطة بحماس وبرغبة في التعلّم الذاتي من الخبرات والتّجارب، وممّا يتضمّنه برنامج الدورة. افتتح اللّقاء التعلّمي بكلمة ترحيب قصيرة لمدير جمعيّة التطوير، الأستاذ حسين إغباريّة، الّذي أبدى الارتياح من المشاركة الواسعة وأمله في تحقيق الغايات المرجوّة من خلال هذه الدورة، وأهمها بناء إطار جامع للجان الأحياء ونشطائها يستطيعون من خلاله تطوير آليّات عملهم وتعزيز التّعاون المشترك والمشاركة البنّاءَة لما فيه فائدة لأحيائنا ومجتمعنا.
استمع الحضور بدايةً إلى مداخلتين عن حي وادي الجمال من ناشطَي وعضوَي لجنة الحي، فهد عبود وفدوى سروجي وقد أعطيا صورة لعمل اللّجنة وللقضايا الّتي تواجه الحيّ.
انتقلت المجموعة بعد المداخلتين للبحث في استراتيجيّات العمل المدنيّة بتوجيه المستشار التنظيميّ مرزوق حلبي، الذي استعرض بدايةً حقول العمل المدنيّ واستراتيجيّات تستعملها مؤسّسات المجتمع المدني لإحداث التّغيير. وقد فعل ذلك بحوار مع المشاركين في الدورة ومن خلال التعلّم من تجارب النّشطاء والنشيطات.
وتمّ التركيز على أهميّة أن تعمل لجان الأحياء بتفويض من السّكان، ومن خلال إشراك الجمهور ودمقرَطة أدائها وتعاطيها مع الأمور. وحاول الإجابة على إشكاليّة عدم تجنّد الجمهور بالقدر الكافي في نضالات جماهيريّة من خلال تفكيك نماذج عينيّة وأنماط سائدة في العمل المجتمعيّ.
وفي إطار الحديث عن ضرورة المبادرة إلى الفعل وإلى إطلاق مشاريع أهليّة، اتّضح أنّ النشطاء في حيفا حقّقوا إنجازات لا بأس بها، مثلما هو الأمر في حيّ الألمانيّة، حيث بادر النشطاء إلى إطار عمل في مجال التّشغيل وتوفير فرص عمل للرّاغبين، وإلى توفير مسار خاصّ بالدرّاجات الهوائيّة لهواة هذه الرياضة. واتّضح، أيضًا، أنّ النّساء في حي سوق "تلپيوت" استطعن بنشاطهنّ، إلزام البلديّة على إقامة حديقة ألعاب لأطفالهن، وفتح روضة أطفال في الحيّ.
وتأكّد من الحوار بين المشاركين والمشاركات:
– أهميّة تخطيط العمل المدنيّ، والانتقال من الارتجال والعفويّة إلى التّخطيط والمنهجيّة.
– أهميّة تشخيص الاحتياجات ودراستها من خلال المسوحات الميدانيّة، واستطلاع آراء الجمهور المعني، وتجميع المعطيات والاستعانة بأصحاب الخبرات والمهارات في الحيّ، لإعداد خطّة العمل وتجنيد الرّأي العامّ.
– أهميّة عدم الخضوع لإغراء النشر والإعلام قبل اتّخاذ خطوات تنظيميّة حقيقيّة، وتدابير تُفضي إلى تغيير في الواقع.
– ضرورة المبادرة إلى مشاريع ونشاطات، بناءً على القدرات المتوفّرة، وعدم الاكتفاء بردّ الفعل.
– أهميّة تطوير علاقات حواريّة داخل اللّجان الأهليّة، وبينها وبين الأهالي والمؤسّسات.
– أهميّة العمل اليهوديّ – العربيّ المشترك، في القضايا المشتركة، على أساس المواطنة والعيش المشترك في الحيّ نفسه والمدينة نفسها.
– أهميّة الاستعانة بمؤسّسات المجتمع المدنيّ القائمة في المدينة، والاستفادة من مواردها وإمكاناتها، لتدعيم العمل في الأحياء.
وانتهى اللقاء بأجواء حماسيّة كما بدأ، انعكس في تعقيب المشاركات والمشاركين وتأكيد الفائدة من هذه اللّقاءات الّتي تحمل قيمًا إضافيّة، مثل التّشبيك بين لجان الأحياء، والتّمهيد لأعمال وتعاون مشترك فيما بينها.