أكدت مصادر علمية بان تركيا وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى إسرائيل طالبتها من خلالها بالغاء مهرجان النبيذ الذي ستقيمه شركات إسرائيلية بمطلع الشهر المقبل بساحات المسجد الكبير في بئر السبع.
وقام اليوم الخميس وفد من سفارة تركيا في تل ابيب يتقدمه القائم باعمال السفير التركي بزيارة ميدانية الى المسجد الكبير ببئر السبع الذي حولته إسرائيل إلى متحف للتراث اليهودي، وتجول الوفد في المسجد الذي حول الى متحف بشكل يتنافى حتى وقرار سابق للمحكمة العليا الإسرائيلية التي أقرت بشهر حزيران من العام الماضي بتحويل المسجد لمتحف للتراث الإسلامي.
دعوات للرباط بالمسجد وتصعيد النضال الشعبي والقضائي
وتعالت الأصوات بالمجتمع العربي التي تطالب إسرائيل بالغاء المهرجان، حيث بعثت شخصيات سياسية ودينية واعضاء كنيست عرب برسائل إلى المسؤولين في إسرائيل طالبوا بمنع اقامة المهرجان بساحات المسجد، إلى جانب ذلك حركت جمعيات حقوقية منها عدالة ومركز الميزان مسارات قضائية حيث يحضر مركز الميزان استئنافا للعليا لمطالبتها باستصدار امر احترازي لمنع اقامة المهرجان الذي يمس بمشاعر وكرامة المسلمين.
وحذر مركز "عدالة" في رسالة وجهها للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، ولمستشار بلدية بئر السبع القضائي، من المساس بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وطالبه بمنع إقامة "مهرجان النبيذ" في ساحة المسجد الكبير في مدينة بئر السبع.
وطالب مركز "عدالة" في رسالته بوقف كل نشاط ينتهك حرمة المسجد ويمسّ بكرامة آلاف المسلمين من سكّان المدينة، وعموم المسلمين، الذين يتوافدون إليها يوميًا لقضاء مصالح مختلفة.
المطالبة بإعادة فتح المسجد للصلاة والعبادة ومنع تدنيسه
ووجهت مؤسسة النقب للأرض والانسان في بيان لها الدعوة للمسلمين في منطقة النقب وبئر السبع وخاصة التجار وأصحاب المصالح وسكان بئر السبع العرب لإقامة الصلوات في ساحات مسجد بئر السبع بدلًا من الاماكن المعتادة للصلاة، والتواجد على شكل افراد وعائلات وقضاء العطل الاسبوعية في الساحات القريبة من المسجد.
كما وجهت مؤسسة النقب بنداء عاجل الى كلّ الحقوقيين والمنظمات الانسانية والقانونية للمطالبة بمنع هذه الجريمة التي تمس بمشاعر المسلمين وتعتبر تحديًا وإهانة لكرامة المسلمين وتدنيسًا لقدسية المسجد كما ستعمل مؤسسة النقب بالتعاون مع مكتب مؤسسة ميزان في النقب لمتابعة هذا الملف والمشاركة في الحملة الجماهيرية التي تتبناها الاطر الشعبية في النقب لمنع المهرجان والمطالبة بإعادة فتحه للصلاة والعبادة ومنع تدنيسه المستمر من قبل بعض المؤسسات اليهودية والشركات التجارية.
استخدام باحة المسجد لشرب النبيذ هو أحد الخطوط الحمراء الممنوعة بشكلٍ قاطع بالنسبة للدين الإسلامي
وجاء في الرسالة التي أعدها المحامي أرام محاميد من مركز عدالة وبعث بها الى المستشار القضائي للحكومة، أنه قد أُعلن مؤخرًا عن مهرجان النبيذ "Salute" الذي سيُقام بتاريخ 5 أيلول 2012 في ساحة المسجد الكبير في بئر السبع، حيث ستعرض خلاله منتجات من نحو 30 خمّارة نبيذ من كافة أنحاء البلاد، إضافةً إلى منتجات من شركات لاستيراد النبيذ من خارج البلاد. كما سيتضمن عروضا موسيقية متنوعة.
قال المحامي محاميد في الرسالة أن "هذه قضية حساسة وخطيرة بالنسبة لكل المواطنين العرب في الدولة". وأضاف: "استخدام باحة المسجد لشرب النبيذ هو أحد الخطوط الحمراء الممنوعة بشكلٍ قاطع بالنسبة للدين الإسلامي، وهو عمل يتناقض كليًا مع كون المبنى مسجدًا للصلاة".
وتضيف الرسالة أن معرض النبيذ، مثل المعارض الأخرى المقامة في المسجد وساحته، يتناقض كليًا مع قرار المحكمة العليا الصادر في حزيران 2011، والذي أمر بتحويل المبنى إلى متحف متخصص بالثقافة الإسلامية. وجاء قرار المحكمة سالف الذكر في أعقاب التماس قدمه مركز "عدالة" عام 2002، وطالب من خلاله بفتح المسجد أمام المصلين من جديد. وقد قدم "عدالة" هذا الالتماس بالاشتراك مع "جمعية الدفاع عن حقوق البدو في إسرائيل"، و"اللجنة الإسلامية في النقب" بالإضافة إلى 23 شخصاً من مدينة بئر السبع ومحيطها.
معرض بعيد كل البعد عن الثقافة الإسلامية
وتستخدم السلطات الاسرائيلية المبنى (المسجد) في هذه الأيام كمكان لعرض صور فوتوغرافية لمؤسسات عامة، ومحاكم من حقبة الاستعمار البريطاني، وكذلك من فترة ما بعد إقامة إسرائيل عام 1948، وكذلك صورًا من الحاضر، وهو معرض بعيد كل البعد عن الثقافة الإسلامية، كما أنه يعرض أفلاما تلخص تاريخ مدينة بئر السبع، دون التطرق ولو بكلمة لتاريخها العربي.
يذكر أن "المسجد الكبير" في بئر السبع شُيدَ في العام 1906 في عهد الدولة العثمانية، وبقي حتى عام 1948 مفتوحًا للصلاة، واستخدم عقب ذلك (حتى العام 1952) كسجنٍ وجزء من مبنى المحكمة. من العام 1953 وحتى 1991، استخدم المبنى تحت اسم "متحف النقب"، من العام 1991 وحتى عام 2002، حين تقدم مركز "عدالة" بالتماس لفتح المسجد، كان "المسجد الكبير" خاليًا، مهجورًا ومهملًا دون أي استعمال.