.jpg)
تقرير وتصوير: رزق ساحوري
تحتضن حيفا معسكر التّواصل الثّاني القطري لصيانة وترميم المقدّسات والأوقاف الإسلاميّة بعد 22 عامًا على المعسكر الأوّل.
وسيتوّج معسكر التواصل الثاني، يوم السبت القادم في السّابع من تمّوز، بالمشروع الأكبر الّذي سيجمَع المئات من المتطوّعين من جميع أرجاء البلاد في السّابعة صباحًا في ساحة مسجد
الجرينة؛ فبعد تناول وجبة الفطور، سيتمّ الشروع بأعمال الترميم والصيانة، ليُختتم اليوم بمهرجان حافل – بعد صلاة الظهر – في ساحة مسجد الحاج عبد اللّه في حيّ الحليصة، بعد تناول طعام الغذاء، يتضمّن كلمات خطابيّة.
يقف من وراء المشروع الحركة الإسلاميّة في البلاد بقيادة الشّيخ رائد صلاح، والقائم على المشروع "مؤسّسة الأقصى للوقف والتراث" – وهي مؤسّسة قطريّة تابعة للحركة الإسلاميّة، حيث ستنفّذ مشاريع ترميم وصيانة للمساجد والمقابر في ثمانية مواقع، وبرعاية لجنة المتولين ولجنة الأمناء في حيفا.
والجدير ذكره أنّ مشروع معسكر التواصل يُقام كلّ عام في مدينة من مدن السّاحل؛ ويهدف إلى الحفاظ على المقدّسات والأوقاف وصيانتها وحمايتها من الهدم والضياع، فهذه الأوقاف تُشير إلى تراثنا وتاريخنا.
ففي عام 1990 أقيم معسكر التّواصل الأوّل في حيفا، على مدار ثلاثة أيّام، حيث نام حينها المشاركون في المشروع في المساجد والمقابر، وكان الشّيخ رائد صلاح يبيت في مسجد الحاج عبد اللّه في الحليصة على مدار ثلاثة أيّام؛ حيث تمّ صيانة وحماية المساجد، وأكبر مثال على
ذلك مسجد الحاج عبد اللّه الّذي كان آيلًا إلى السّقوط، بحسب تقرير الخبراء، والّتي كانت أساساته البنائيّة واهنة. فقام المعسكر الأوّل في حيفا بتثبيت أعمدة الجامع، وببناء أسوار تحيط بالمسجد، كما جرى العمل في مسجد الإستقلال والمقابر الإسلاميّة.

وفي حديث لنا مع فؤاد أبو قمير (ممثّل الحركة الإسلاميّة في حيفا)، قال: "نتوجّه إلى أهلنا في حيفا، من مسلمين ومسيحيّين، ولكافّة الأحزاب العربيّة، والمؤسّسات والجمعيّات المختلفة للمساهمة في إنجاح هذا المشروع لهدف الحفاظ على مقدّساتنا وتراثنا.
نحن نريد من الجميع أن يساهم في صيانة وترميم الأوقاف والمساجد، كي يذكر التّاريخ عبر العصور المحبّة والتآخي بين سكّان حيفا العرب".
وأضاف أبو قمير: "أمّا ما سنقوم بترميمه وصيانته في معسكر التّواصل الثّاني في حيفا، لهذا العام، فيشمل ثماني محطّات، هي:
– مقبرة عزّ الدّين القسّام في بلد الشيخ ("نيشر")؛ سيتمّ تنظيف المقبرة وصيانة القبور وإصلاحها.
– مقبرة كفار سمير الإسلاميّة، حيث سيتمّ بناء معرّش على مساحة 100 متر، للوقاية من الحرّ والشتاء خلال الصلاة على الفقيد أو الفقيدة، ولحماية المشيّعين من الشمس الحارقة في الصيف وهطول المطر في الشتاء.. بالإضافة إلى تركيب مقاعد تحت المعرّش، كما سيتمّ إعادة صيانة وترميم غرف غسيل الموتى في هذه المقبرة.
– مقبرة الإستقلال التّحتا؛ سيتمّ إعادة صيانة سور المقبرة المحاذي لشارع العراق، وسنقوم بتنظيف وصيانة المقبرة.
– مقبرة الإستقلال الفوقا؛ سنعمل على تنظيف وصيانة السّور الخارجي الّذي يطلّ على جامع الإستقلال، وصيانة القبور كذلك. كما أنّ هناك خزّان للمياه بمحاذاة مقبرة الإستقلال الفوقا سنقوم بصيانته وترميمه.
– مسجد الجرينة؛ سنقوم ببناء وحدات الوضوء للرّجال، وصيانة ساحة الجامع الداخليّة، وصيانة الجدران الخارجيّة للمسجد.
– مقبرة الباشوات؛ سنقوم بترميم وصيانة مقبرة الباشوات لعائلة الخليل، والّتي تقع بمحاذاة جامع الإستقلال وتنظيفها، وإعادة شواهد القبور المحطّمة".
وأكّد الشيخ أبو قمير بأنّ الحدث التاريخيّ الأهمّ والأكبر هو فتح الجامع الصغير المحاذي من جهة عمارة «بيزك»، والمُغلق منذ عام 1948، حيث سنقوم بافتتاحه وإعداده للصلاة من صيانة وفرش سجّاد وتركيب أبواب.
فالمسجد كان مهملًا، وقد حان الوقت لافتتاح هذا المسجد الّذي هُدمت أجزاء كبيرة منه. فهذا مسجد تاريخيّ، بُني في فترة الظّاهر عمر قبل نحو مِائتي عام..
وقال: "نحن توجّهنا إلى لجنة الأمناء وأعلمناهم، ونسّقنا معهم بخصوص فتح المسجد القديم أو الصغير وترميمه، ونأمل ألّا تكون هناك أيّ مشاكل أو تأخيرات بخصوص فتح هذا المسجد".
واختتم الشيخ أبو قمير حديثه قائلًا: "مشروع معسكر التواصل يصبّ في مصلحة أهل حيفا، والّتي هي جزء منها، ومن خلال الشّرفاء وأصحاب الضمائر سنعمل على إنجاح المشروع.
وأتوجّه بالشكر العميق لمؤسسة الأقصى الّتي لا تبخل في الحفاظ على مقدّساتنا، وإلى لجنة الأمناء ولجنة المتولّين".
وتوجّه عبر صحيفة "حيفا" إلى كلّ شخص يمكن أن يمدّ يد العون في أيّة محطة من محطّات الصيانة والترميم، ودعا الجميع للمشاركة في العرس الحيفاويّ في الحفاظ على المقدّسات والأوقاف، مسيحييّن ومسلمين، للمشاركة في هذا المشروع؛ كما توجّه إلى المؤسّسات والجمعيّات بالمساهمة.
أمّا بالنسبة لتمويل المشروع فستقوم الحركة بحملة تبرّعات قطريّة لإنجاح المشروع الّذي تصل تكلفته مبالغ طائلة.





