كان يوم الجمعة الأخير يوما ولا في الخيال،فقد قضيت يومي برفقة فلاديمير ابن 42 عاما الذي يعيش في مغارة في حي وادي السيّاح في مدخل حيفا الجنوبي .وصل البلاد كقادم جديد في عام 1992،احترق بيته،مطلّق من زوجته.يعيش لوحده في هذه المغارة منذ 8 سنوات.
لا عائلة ولا بيت،ظروف قاسية لا يمكن أن يحتملها انسان في عصرنا المتطور.يشرب ويغتسل من نبع وادي السيّاح الذي تتدفق مياهه من جبال الكرمل وتمر ببستان الخياط التاريخي،مياه نقيّة عذبة يسمع خريرها على بعد أمتار.
أما طعامه فهو لا يعرف من أين يأكل ،أحيانا يحنّ عليه جيرانه العرب الذين يسكنون في الحي على بعد مئات الأمتار من مغارة فلاديمير منذ عشرات السنين، أو من أصدقاء يشفقون عليه.وطبعا تسألون كيف عرفت بوجود هذا الرجل والظروف التي يعيشها؟
فلي صديق يدعى عيسى سلامة يأتي أحيانا لمنطقة وادي السياح للتنزه ومرة من المرات التقى بهذا الرجل واستغرب من قصته التي يمكن أن نجعل منها فيلما خياليا.واتصل عيسى بي وأعلمني بهذا الخبر ،فلم اتردد وتوجهت الى وادي السياح ورغم بُعد المغارة عن الشارع الرئيسي تسلّقت الجبل وأجريت معه مقابلة. واطّلعت على حياته المأساوية في المغارة التي يعيش فيها ومن ثم توجهنا الى نبع السياح الذي يبعد مئات الأمتار عن المغارة وهناك شرب،وغسل ثيابه،وملأ عددا من عبوات المياه.وأخيرا كيف كنتم تتخيلون الحياة في المغارة في قمة الجبل؟شاهدو هذا التقرير والفيديو المصوّر.
رجل المغارة في وادي السيّاح منذ 8 سنوات، يشرب من النبع، لا بيت ،لا عائلة،يأكل ما تيسّر من حسنات…صدّق أو لا تصدق!
مراسل حيفا نت | 07/03/2009