صحيفة “حيفا” تلتقي باحث الآثار د. كميل ساري بعد عودته من افتتاح معرض لتحف من الخزف الحيفاوي في الصين

مراسل حيفا نت | 07/03/2019

صحيفة “حيفا” تلتقي باحث الآثار د. كميل ساري بعد عودته من افتتاح

معرض لتحف من الخزف الحيفاوي في الصين

افتتح يوم الجمعة الفاتح من آذار الجاري، في متحف حدائق “سوجو” في الصين، معرض تحف من الخزف الحيفاوي بحضور ومشاركة د. كميل ساري، مدير في دائرة الآثار، وبهذه المناسبة كان لصحيفة “حيفا” هذا اللقاء معه.

د. كميل هل لك أن تعرف القراء على المعرض الذي شاركت فيه؟

يشمل المعرض المذكور تحفا من الخزف، من صناعة الفنان الراحل يسرائيل بنكير، الذي عاش في حي وادي الجمال في حيفا. شارك في حفل الافتتاح مدير المتحف في سوجو، نائب المدير العام للهيئة الإدارية لحدائق سوجو، مندوبون من السفارات: الروسية، أوزبكستان ألمانيا وغيرها، وسيبقى المعرض مفتوحا للجمهور حتى تاريخ 15-04-2019.

أشرت إلى أن المعرض يقام في متحف حدائق سوجو، فما هي هذه الحدائق وأين تقع؟

تتواجد سوجو الى الشمال الشرقي من شنجهاي (تبعد عنها قرابة 100 كم)، ويعود تاريخها الى قرابة 3500 عام قبل أيامنا. اشتهرت بحدائقها المعروفة باسم “حدائق سوجو الكلاسيكية” التي تم بناؤها قبل 2000 عام، والتي تهدف الى إعطاء الزائر فيها الشعور على أنه يتجول في الطبيعة وليس في المدينة. من هنا، فهي تجمع بين الماء (جميعها مبنية على ضفاف الأنهر)، النباتات (الأشجار والزهور)، وبعض المناطق لاستراحة المبنية وفقا للتراث الصيني القديم. وقد أعلنت منظمة اليونسكو في العام 1997عن الحدائق موقع تراث ذا أهمية عالمية.

كيف تم تنظيم معرض الخزف في حدائق سوجو، وماذا يشمل المعرض؟

داخل الحدائق يتواجد متحف حدائق سوجو الذي يعرض تاريخ الحدائق وتطورها على مر 2000 عام. خلال السنة الأخيرة اتخذ قرار في إدارة المتحف على البدء بإدخال المعارض لمواضيع أخرى مثل الفن والآثار. من هنا أتت الفكرة لاستضافة معرض لتحف من الفخار للفنان الحيفاوي يسرائيل بنكير، بواسطة العلاقات القائمة بيني وبين مدير التحف في سوجو.

يشمل المعرض تشكيلة من أعمال الفنان خاصة تلك التي لها علاقة بالتراث الصيني، مثل ألوان مطلية بالطلاء المزجّج المعروف في الصين ولدى الخزفيين باسم “السلدون” (Celadon)، وهو نوع من الطلاء الزجاجي لونه ما بين الأخضر الفاتح والأزرق الفاتح، يشبه لون الحجر المعروف في الصين باسم “حجر الجيد” (Jade) وفي العربية اليشم. تم العثور في الحفريات الأثرية على مثل هذا الطلاء الزجاجي في الصين منذ القرن الأول قبل الميلاد.

من هو الفنان بنكير وما هي أهم أعماله والذي يميزها؟

ولد يسرائيل بنكير عام 1943 في روسيا، وقدم الى إسرائيل عام 1950. عام 1954 سافر الى البرازيل وعند عودته عام 1964 سكن في كفار سمير حيث تعرف هنالك على عائلة عطالله المشهورة بصناعة الخزف. افتتح في عام 1967 ستوديو الفخار الخاص به في حي وادي الجمال، وتوفي عام 2014.

اشتهر في أعماله الفنية بعدة أمور تميزه عن باقي فناني الفخار منها: استعمل في صناعة الفخار وأنواع الطلاء المتنوعة مواد محلية وليست مستوردة، تأثر بالفن الكلاسيكي القديم، ومن هنا فإن جميع أعماله مصنوعة على شكل القوارير الكلاسيكية، وهي تصلح للفن والزخرفة فقط وليس للاستعمال اليومي. أجرى بحثا على مدار 7 سنوات لاكتشاف اللون المعروف لدى الأثريين باسم “التيرا سيجيلاتا”، وهو طلاء أحمر اللون استعمله اليونانيون والرومانيون القدامى قبل قرابة 2500 عام. وقد اكتشف بنكير سر هذا الطلاء واستعمله بطريقة مميزة له لم يستطع أحد اكتشافها حتى أيامنا. إضافة الى ذلك طور أنواعا متعددة من الطلاء الزجاجي من بينها ما يدمج بداخله المعادن، او الكربون أو حتى الأشكال الزخرفية، وهذا النوع يسمى طلاء “الزجاج المبلور” لأنه يشبه البلور عندما يتصلب. أجرى بحثا عن الطلاء الزجاجي الصيني وقام بصناعة العديد من الألوان التي تشبه الخزف الصيني، التي عثر عليها في الحفريات الأثرية في الصين، ويعود تاريخها الى قرابة 2000 – 1000عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *