لقاء حصريّ مع خرّيج المتنبّي الممثّل المتألّق والمخرج المسرحيّ جورج إسكندر

مراسل حيفا نت | 22/02/2019

المتنبّي حكاية أجيال وراية بقاء

لقاء حصريّ مع خرّيج المتنبّي الممثّل المتألّق والمخرج المسرحيّ جورج إسكندر:
المتنبّي صمّمت شخصيتي وما أحوج مدارسنا لتذويت تعليم المسرح والفنون

كتَبَت وحاورت: رقيّة عدوي: مُدّرِسة في مدرسة المتنبّي

له حكايته الخاصّة، التي يحكيها بعزيمة شابّ صادق لا يعرف الكلل ولا يعترف بالملل ولكنّه يفقهُ تمامًا ماذا أراد وماذا يحقّق. هي حكاية صادقة مفاتيحها الشغف وأوّل سطر فيها تحدّي الصِعاب الجِسام والسباحة وحيدًا حيث يُريد ولإن كان ذلك عكس التيار. يُشبه بطل فيلم “سينما براديسو” الذي له نجم يتبعه فيرحلُ حيث يحمله الشغف، يحلّق بجناحي الأمل والعمل ليصير يومًا ما أراد ففوق الأرض ما يستحقّ العمل والحياة. عاش فترة من التخبّط عقب الفراغ من صفوف المتنبّي، ولكنّه في اللحظة التي حدّد فيها توجّهه المهنيّ وآمن بالفنّ وسيلة وطريقًا ووسيلة نضال وتعبير حقّق الكثير من الإنجازات، حتّى صار نجمًا لامعًا من نجوم الصفّ الأوّل ورقمًا صعبًا عليكَ أن تُفكّر مليًّا قبل أن تتجاوزه. هو جورج إسكندر بقامته وفنّه وحضوره، جورج إسكندر كما لا يُشبه إلّا نفسه، معبّرًا عنها بفنّ وشفافيّة دون رتوش أو ماكياج يكون من أدوات الممثّل، صدق ومهنيّة وشغف عزّ نظيره.

هل لكَ أن تُعرّفنا على شخصك الكريم؟

جورج إسكندر. أبلغ من العمر 39 عامًا. ممثّل ومخرج مسرحيّ.

ما هي مساحتك المهنيّة-الفنّيّة اليوم؟ وكيف انخرطت في صفوف الفنّ حتّى صرت اسمًا لامعًا فيه ورقمًا صعبًا يصعب تجاوزه؟

تخرّجتُ من مدرسة المتنبّي عام 1997، وكنتُ أبحثُ عن عنوان لي أو هوّيّة مهنيّة واضحة لي، كمعظم الشباب تفرّغت في تلك الفترة وبعد انهاء الثاني عشر للعمل، استمرت رحلة “التخبّط” والبحث حوالي الست سنوات، إلى أن قرّرت أن أدخل مجال المسرح والتمثيل. بالفعل في عام 2003 بدأت بدراسة التمثيل في مدرسة خاصّة لدراسة الفنون العالية والمسرح في رمات غان، بدأت رحلة التميّز بالمجال والحصول على منح مختلفة. تسنّى لي العمل في عدّة مسارح داخل وخارج البلاد، كبرلين مثلًا، أمّا اليوم فأنا أعمل في مسرح السرايا في يافا. حصدت الجوائز الهامّة جدًّا ففي عام 2014 حصدت جائزة أفضل ممثّل في مهرجان عكّا للمسرح الآخر وفي نفس العام توّجت بجائزة القنفذ الذهبي عن دوري في المسرحيّة الغنائيّة أم كلثوم وفيها قمت بدور الشاعر أحمد رامي وفي عام 2015 حصدت نفس الجائزة، القنفذ الذهبي، للمرّة الثانية عند دوري في مسرحيّة الطاؤوس. عندي دائمًا تجدين شغف التعلّم، التقدّم والتطوير، كما ولي مشاركتين في مسلسلين عالميين وحاليًا أعكف على تسجيل برنامج المتاهة لصالح قناة مكان.

لكَ كذلك الحضور الاجتماعيّ المرموق في حيّ المحطّة، حدّثني.

حاليًا أرأس لجنة أهالي حيّي “المحطّة”، الحيّ العربيّ العريق وهو من أوائل التجمّعات السكانيّة وأكثرها اكتظاظًا في حيفا، وهو الحيّ الذي وُلدت فيه. عملت سنوات كثيرة للفت نظر السلطات المحلّيّة والبلديّة إليه، للرقيّ والنهوض به وبساكنيه. نحن نستحقّ دومًا الحياة الأفضل، الحياة التي تليقُ بنا.

المتنبّي؛ أين هي المتنبّي في ذاكرتك وما هي حدود مساحتها؟

أنتِ تُعدينني إلى الوراء مسافة طويلة، على الذاكرة أن تتململ الآن لتستحضر ولو جزءًا من ذكرياتي في ذك الصرح التربويّ العريق. كانت المتنبّي مساحة آمنة لي وفيها الذكريات الجميلة جدًّا وقد كنت محبوبًا بين الجميع وعندي القبول والحضور اللطيف أمام الطلّاب الزملاء وطاقم المعلّمين على حدّ سواء. كنت صورة مغايرة عن طالب مجتهد وفعّال، يحبّ المبادرات وينخرط بالفعاليّات غير المنهجيّة كثيرًا، يشترك في المسرحيّات والأمسيّات المختلفة والأيّام الرياضيّة كوسيلة للتعبير عن نفسه وتفريغ طاقاته. المتنبّي استطاعت في تلك الفترة، أي فترة دراستي فيها، تصميم شخصيّتي وفقًا للمعطيّات الموجودة فيها. كنت كذلك فعالًا جدًّا في لجنة الصفّ وكذلك مجلس الطلّاب ممّا عزّز من شخصيّتي أكثر وأكسبني عامل الثقة بالنفس والحضور بالإضافة الكثير من الأدوات القياديّ التي أثّرت عليّ وتنبّهت لها لاحقًا.

ماذا عن الفنّ في مدارسنا، وهي من رسالة أخيرة؟

مدارسنا ليست بخير ما لم تدمج تدريس وتعليم الفنون بمنهاجها التدريسيّ. علينا أن ننتبه إلى أهمّيّة الفنّ أكثر، أهمّيّة دمجه في حياتنا ومدارسنا والحديث لا يدور عن فنّ بعيْنه، بل الفنون بكافّة أشكالها وأنواعها الكثيرة والمختلفة كالتصوير، النحت، الفنّ التشكيلي والتمثيل وغيره. الفنّ يعطي الطالب مساحة واسعة لتحريره ولضمان ثورته الناجحة على الكبت وهي منصّة للتعبير عن ذاته، مشاعره وحاجاته المختلفة كما ويعزّز الفنّ من ثقة الإنسان بنفسه وهو وسيلة راقية من وسائل معالجة العنف والانتصار على أشكاله المختلفة، تعليم المسرح تحديدًا يمنح الطالب الكثير من الأدوات التي من شأنها أن ترقى به.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *