“عمري مع الفنّ” رحلة نجاح الفنّان عبّودي برهوم ما بين آلة الـﭽـيتار ﭘـاس والإنتاج الموسيقيّ

مراسل حيفا نت | 18/11/2018

“عمري مع الفنّ”
رحلة نجاح الفنّان عبّودي برهوم ما بين آلة الـﭽـيتار ﭘـاس والإنتاج الموسيقيّ
يداعب أوتار القيثار [الـﭽـيتار] بكلّ حرفية ورقّة، لينسج لنا ألحانًا موسيقية تدخل القلب بلا استئذان، يأخذنا إلى زمن بعيد حيث بلاد الأندلس و عراقة الماضي، وبكلّ مهارة يعود بنا إلى زمن الحداثة، حيث ابتكاراته الموسيقية الخلّاقة التي تسلب الألباب وتخطف العقول؛ وقد كان معنا في الحوار التالي:

كيف بدأت قصّة عشقك للموسيقى؟ وكيف أصبحت تمتهن الإنتاج الموسيقيّ؟
بدأت قصّة عشقي للموسيقى منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، حيث كنت أحبّ كلّ شيء يتعلّق بالموسيقى، وعلى حسَب أقوال عائلتي إنّني كنت أحبّ سماع الموسيقى كثيرًا، فإذا ذهبنا إلى عرس كنت أجلس بجوار الفرقة، وإذا كنّا في الكنيسة كنت أظلّ بجوار الأورﭺ، وفي سنّ معيّنة بدأت أصنع آلات موسيقية من أشياء بسيطة، و دائمًا أطبّل؛ حيث كان عشقيَ الأوّل لآلة الدرامز.
لم أتعلّم على آلة الدرامز، بل تعلّمت على آلة الـﭽـيتار، وبدأت أعزف وأتقدّم على مرّ السنين، حتّى اتّجهت للعزف على الـﭽـيتار ﭘـاس، ولا أزال مستمرًّا، حتّى يومنا هذا.
فعليًّا لم أمتهن الإنتاج الموسيقيّ، إنّما أنا محترف في الـﭽـيتار ﭘـاس، لكن في السنوات الأخيرة أنتجت عدّة أعمال موسيقية لاقت نجاحًا كبيرًا، وكانت ذات طابع مميّز وخاصّ.

لماذا اخترت العزف على آلة الـﭽـيتار ﭘـاس؟
عندما كنت صغيرًا كنت أتمنّى أن أعزف على آلة الدرامز، وبالفعل اشتريت درامزْ ليومين فقط، ثمّ قام أهلي ببيعه لأنّه تسبّب بإزعاج الحيّ كلّه…
بعدها بدأنا أنا وأصدقائي العزف في غرفة في منزل صديق، ثمّ اتّجهت أنا للعزف على الـﭽـيتار وأحببته كثيرًا، وبدأت التعلّم في مرحلة متأخّرة أكثر، و طلبني الفنّان حسام حايك لجولة عروض، وطلب منّي أن أعزف الـﭽـيتار ﭘـاس، ومن وقتها لم أعد أقدر على ترك آلة الـﭽـيتار.

هل لاقيت تشجيعًا على دخولك إلى مجال الإنتاج الموسيقيّ؟
بالتأكيد.. كان المشجّع الأساس على موضوع الإنتاج هو آلتي، ﭼـيتارة الـﭙــاس؛ فهذه الآلة الموسيقية عادة ما لا تأخذ حقّها بين الآلات الأخرى، كونها آلة مرافقة وليست آلة عزف منفرد، حيث بدأت بأعمال إنتاج موسيقيّ واستخدمت آلة الـﭽـيتار ﭘـاس بشكل مركَزيّ وأساس في العمل الموسيقيّ، هذا على الصعيد التقنيّ.. أمّا من ناحية الدعم المعنويّ فكان التشجيع من زوجتي وأصدقاء فنّانين أعزّاء، وأخصّ بالذكر الفنّانة نانسي حوّا التي أنتجت معها عملين مهمّين بالنسبة لي.

في كلّ مجال هناك نجاحات وهناك إخفاقات، ما هي أبرز نجاحاتك وأسوأ إخفاقاتك في المجال الفنيّ؟
أهمّ نجاحاتي هو أنّني استطعت أن أوظّف الـﭽـيتار ﭘـاس في مكان جديد، حيث طوّرت في تقنيّات وأسلوب العزف الخاصّ بي في الموسيقى الشرقية، ما أدّى إلى أن تأخذ الآلة مكانها في موسيقانا، بالإضافة إلى الإقبال الشديد خصوصًا من قِبل جيل الشباب على دراستها.

أنتجت العديد من الأغاني المحلّيّة لمجموعة من النجوم، هل من الممكن أن تذكر لنا أسماء هؤلاء الفنّانين؟ وهل، فعلًا، حقّقوا نجوميّتهم برفقتك؟
بالفعل، أنتجت بضعة أعمال موسيقية منها أغنية “ينتابني” مع الفنّان زهير فرنسيس، و “صمتي” مع الفنّان زهير فرنسيس والفنّان تامر نفّار، وأغنيتان رائعتان مع الفنّانة نانسي حوّا؛ أغنية “البنت الشلبيّة” التي كانت قفزة نوعية بآلة الهارموني واستخدام آلة الـﭽـيتار ﭘـاس، بالإضافة إلى أغنية “أنا كلّي ملكك”.
كما أنتجت – قبل سنوات – مشروعًا مع أخي الفنّان طوني برهوم، وهو دمج بين الشرقيّ وأنواع مختلفة من الموسيقى، ولكنّ هذا المشروع لم يستمرّ طويلًا بسبب سفر أخي طوني بعد حصوله على منحة دراسية في جامعة بركلي ببوسطن. وفي الحقيقة لا أستطيع أن أقول بأنّ هؤلاء النجوم حقّقوا نجوميّتهم معي، لأنّهم نجوم معي أو بدوني، لكن يمكنني القول بأنّ العمل المشترك حقّق نتائج إيجابية لي ولهم.

من هو النجم المفضّل لديك؟
هذا سؤال صعب جدًّا لأنّني إجمالًا أحبّهم كلّهم، لكن إذا تحدّثنا عن العلاقة الشخصية فلا أستطيع أن أنكر أنّ الفنّان زهير فرنسيس هو أخي وصديقي، ونحن قريبان جدًّا، وعلى الصعيد الفنّيّ له مكانته الخاصّة عندي.

كأنّ الموسيقى هي دليلك إلى العلم والفنّ وفهم الكثير من أمور الحياة؟ هل هذا كلام دقيق؟
نعم، إنّه كلام دقيق.. بلا شكّ؛ إنّ التعامل في مجال الموسيقى والفنّ ودراستها يطوّران لدى الشخص قدرته على التحليل وفهم الأمور.

هل هناك علاقة بين الموسيقى والمكان كعلاقتهما بالزمن؟
من المؤكّد أنّ للموسيقى علاقة مباشرة بالمكان، كما من الطبيعيّ أن يتأثّر الفنّان بهذا المكان الذي وُلد وعاش فيه بشكل مباشر أو غير مباشر، ومثال على ذلك فنّانو بلادنا الذين يتمتّعون بقدرات عالية لأداء أكثر من لون موسيقيّ؛ الفِلَسطينيّ والمصريّ واللّبنانيّ والسوريّ والتركيّ أيضًا، وأعتقد أنّ السبب وراء ذلك هو المكان أو الموقع الجِغرافيّ الذي نعيش فيه.

هل يمكن أن نقول بأنّ الفنّان عبّودي برهوم متخصّص بنوع موسيقيّ محدّد؟
أنا متخصّص أكثر شيء بعزف الموسيقى الشرقية، لكن كثيرًا ما ركّزت على دراسة الهارموني وموسيقى الجاز والموسيقى اللّاتينية، لأنّها أساس غنيّ بالمعلومات، وتحثّ العازف على التطوّر في كلّ الاتّجاهات.

كيف جاءت فكرة أغنية “صمتي”؟
عندما أسمع باسم هذه الأغنية أشعر بالفرح لأنّني أعتبرها نجاحًا كبيرًا؛ ففكرة التعاون بين زهير وتامر كانت موجودة منذ زمن لسبب الصديق ربيع جمّال، مدير أعمال الفنّان زهير فرنسيس، الذي بدوره عرّفني بتامر، لكن الفكرة كموسيقى واختيار الأغنية وتوزيعها وبناء المشروع كان بالصدفة، كان عبارة عن فكرة أتت في مخيّلتي، وفورًا اتّصلت بزهير الذي يُعرف بجرأته وحبّه للتجديد، وأخبرته بمشروع عمل أغنية “صمتي” مع دمج راب؛ ورغم أنّه لم تكن لديّ أيّ فكرة موسيقية بعد عن كيفيّة إتمام العمل، زهير – بدوره – رحّب بالفكرة، ومن هناك أخذت أبني وأطوّر فيها حتّى بدأنا التسجيلات… في الحقيقة أخذ العمل منّا وقتًا طويلًا، لأنّ عملية الدمج بين نوعين مختلفين من الموسيقى لم تكن سهلة قطّ، وقد تطلّبت صبرًا وتأنّيًا، وفي النهاية نشكر الله على أنّ العمل لاقى نجاحًا ووصل إلى الجميع.

ما هي مشاريعك وأعمالك القادمة؟
قريبًا جدًّا سيكون لديّ إنتاج جديد مشترك مع الفنّان تامر نفّار في أغنية “سلام يا صاحبي”، إذ تحمل الأغنية مضمونًا اجتماعيًّا مهمًّا جدًّا، وتتضمّن أداء موسيقيًّا جميلًا.

كلمة أخيرة تحبّ أن توجّهها إلى جمهورك عبر صحيفة “حيفا” وموقع “حيفانت”؟
أحبّ أن أشكر صحيفة “حيفا” وموقع “حيفانت” والقائمين عليهما، والشكر موصول لك، الصديق الإعلاميّ عمري حسنين، ولجمهوريَ العزيز.. كلّ الاحترام لكم! وانتظروني في أعمال قادمة ناجحة، إن شاء الله! وبما أنّنا في انتظار عام جديد خلال أسابيع، فأتمنّى سنة جديدة سعيدة مليئة بالنجاح والتقدّم للجميع.
عمري (1)

عمري (2)

عمري (3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *