لماذا سأفتقد المطران بقعوني؟!

مراسل حيفا نت | 14/11/2018

لماذا سأفتقد المطران بقعوني؟!

وديع أبونصار
Image_413
انتخب سينودس (مجمع أساقفة) كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك مساء الخميس الماضي المطران جورج بقعوني رئيسا لأبرشية بيروت بعد أن كان قد خدم خلال الاعوام الاربعة الماضية رئيسا لأبرشية الجليل.
بهذه المناسبة، رأيت من المناسب مشاركة الناس ببعض الجوانب للمطران بقعوني، خاصة اثر اعتقادي بأن الكثيرين يجهلون هذه الجوانب بشخصية هذا الانسان المميز:
1) رجل الله وليس رجل دين: المطران بقعوني أثبت بأنه “رجل الله” من الطراز الاول، حيث يركّز دائما على كونه راعيا أكثر من كونه مديرا. وهو بهذا يذكرني بالسيد المسيح الذي أراده البعض “ملكا أرضيا” في حين كان يحدث الناس عن ملكوت الله!
2) فرض احترامه على الجميع: استطاع المطران بقعوني، ببسمته واخلاقه الطيبة، فرض احترامه على الجميع، وحتى اولئك الذين ينتقدونه يقرون بأنه ليس فقط “نظيف اليد”، بل أيضا محب للجميع، بما يشمل اولئك الذين اساءوا له!
3) متواضع إلى أبعد الحدود: التواضع هو من أبرز سمات المطران بقعوني، فهو لم يلبس “الجبة النيلية اللون” (التي تميز الاساقفة في الكنائس البيزنطية) بل غالبا ما يلبس “الجبة الرمادية اللون” (التي غالبا ما تميز الرهبان البسطاء)، كما كان منفتحا للصغير قبل الكبير!
4) مبادرا ونشيطا: لقد بادر المطران بقعوني لزيارة بيوت ابناء ابرشيته دون تمييز، كما ساهم بتنشيط الكثير من الفعاليات في ابرشية الجليل، بالذات في صفوف الشباب، الذين رافقهم بالعديد من الرياضات والمناسبات الروحية محليا وعالميا.
5) منفتحا وصبورا ولا يبحث عن المشاكل: من أبرز سمات المطران بقعوني هو انفتاحه على الآخرين، حتى الذين ينتقدونه أو يطرحون أفكارا التي لا تتوافق مع فكره. كما أنه صبورا، إلى أبعد الحدود، ويعمل كل ما بوسعه لتجنب المشاكل، واذا اضطر لمواجهة ما فهو يقوم بذلك بصبر ومحبة.
6) متعاونا مع الجميع: اضافة الى مهامه كراعي لابرشية الجليل، تسلم المطران بقعوني مهام رئاسة مجلس الاساقفة الكاثوليك في الارض المقدسة، وذلك منذ استقالة بطريرك اللاتين من منصبه قبل عامين. من خلال هذه المنصب، اثبث المطران بقعوني ما كان معروفا عنه من قبل، بأنه رجل متعاون ليس فقط مع اتباع كنيسته بل مع اتباع جميع الكنائس والديانات.
7) لم يسع لفشل الآخرين: حتى في حين لم يقتنع المطران بقعوني ببعض الأفكار والمبادرات، فإنه سمح باطلاقها، مستندا إلى ما جاء في سفر اعمال الرسل: “اذا كانت المبادرات من الله فلن استطيع ايقافها، واذا كانت من البشر، فستنهار لوحدها.”
8) البسمة الدائمة: من أكثر ما يميز المطران بقعوني هو بسمته الدائمة. وفي الكثير من الاحيان كنت أدرك أية تحديات يواجه، وعلى أكثر من صعيد، إلا أنه لم يستسلم للحزن، بل وضع أمله بالله وتفاءل خيرا دائما.
9) العمل المتواصل: استطيع أن اشهد بأن المطران بقعوني يعمل دون كلل أو ملل، حتى خلال الفترات التي يكون فيها الكثيرون باجازة. ودائما مستعد للتجاوب، لاسيما عند الحديث عن قضايا تهم المؤمنين.
10) الثقة بالآخرين: من الامور التي اشهد بها لصالح المطران بقعوني هو ثقته بالعديد من الناس، من كهنة وعلمانيين، وتشجيعهم على لعب دور بتطوير عمل الكنيسة، في مجالات عدة كالعمل الرعوي والاداري وغيره.
كما يمكنني الحديث عن جوانب عديدة أخرى أيجابية في شخصية المطران بقعوني (مثل الاهتمام بالضعفاء وعدم البحث عن المناصب وغيرها)، لكن حديثي في هذا الصدد قد يشمل بعض الجوانب التي يمكن وضعها بخانة “لا تجعل يمينك تعرف ما تقوم به يسارك”!
باختصار، بودي شكر المطران جورج بقعوني على كونه “رجل الله” الذي تعلمت منه الكثير، وأن اتمنى له المزيد من الصحة والعطاء، وأهنىء اخوتنا واخواتنا في بيروت بمطرانهم الجديد، وأصلي بأن يرسل الله مطرانا لأبرشية الجليل يقودها نحو المزيد من الرفعة والازدهار في جميع المجالات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *