أوّل ألبوم غنائيّ للفنّانة رنا خوري يصدر إلى الأسواق

مراسل حيفا نت | 17/08/2018

أوّل ألبوم غنائيّ للفنّانة رنا خوري يصدر إلى الأسواق
لقاء مع الفنّانة أجراه: نايف خوري
بدأت رنا خوري الغناء منذ نعومة أظفارها، حيث تعلّمت في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا، وظهرت في عدد من الحفلات والمناسبات المدرسية. ثمّ انتقلت لتواصل دراستها الموسيقية في جامعة حيفا، وحصلت على اللقب الأوّل، إضافة إلى دروس إثراء خاصّة في حقل الغناء وعلم الأصوات، كما حصلت على اللقب الأوّل في إدارة الأعمال.
التقينا الفنّانة رنا، واطّلعنا على تفاصيل الألبوم الغنائيّ الجديد الذي أصدرته.
هل احترفت الغناء منذ مدّة طويلة؟
قد يتعذّر في بلادنا أن يعيش المطرب أو أيّ فنّان من أعماله الفنّية، ويتفرّغ لإبداعه، ولذا تجد الفنّانين يحترفون مهنة أو وظيفة أخرى كمصدر رزق. وأنا كذلك، أمضي وقتي في عملي خارج إطار الفنّ، وأهتمّ بعائلتي، زوجي الفنّان درويش درويش وولديّ، سالم وجود. ويتاح لي بين هذا وذاك ممارسة الغناء والتدريبات التي تستغرق وقتًا، أيضًا.
رنا
كيف تبيّنت أنّ صوتك جميل؟
قد يكون ذلك أمرًا وراثيًّا، فأبي، المصوّر المعروف هنري خوري، ذو صوت جميل، ووالدتي كذلك. وحظيت بالتشجيع منذ الطفولة، إذ ظهرت في الحفلات والمناسبات المدرسية، وكنت أجد التشجيع من المدرسة، وخصوصًا من الأستاذ الموسيقيّ غسّان حرب، ومن الجمهور، كي أمارس الغناء. وهذا دفعني لدراسة الموضوع في الجامعة وحصلت على اللقب الأوّل فيه. ووجدت نفسي أخوض عملية الغناء كممارسة أكثر من مجرّد تجربة.
زوجك درويش درويش موسيقيّ معروف..
صحيح، فهو فنّان موسيقيّ، موزّع، ملحّن وعازف، وتزوّجنا منذ عشر سنوات، عدا فترة تعارفنا السابق، في ظروف الأعمال الفنّية المشتركة. وهو يرافقني في مشواري الموسيقيّ والغنائيّ لسنوات طويلة.
ابنك سالم موسيقيّ موهوب، أيضًا..
سالم يتعلّم العزف على البيانو، ولكنّه موهوب بقدرته على اكتشاف النوتة الموسيقية من اللحن بالصوت. فإذا سمع لحنًا يمكنه أن يعرف النغمة ويكتبها كنوتة موسيقية. وقليلون هم الذين يتمتّعون بهذه الموهبة.
اللّقاء مع زوجك درويش، كان عن طريق الأعمال المشتركة؟
بدأنا حياتنا معًا، بترتيب مشروع غنائيّ كبير لتأسيس فرقة فنّية منذ عام 2004. وأطلقنا عليها – في بادئ الأمر – اسم “جنون”، وقد اتّسمنا بطابع الجرأة والحداثة، ثمّ اتّجهنا إلى الأغاني الخاصّة، وأصبح لنا لون غنائيّ وطابع فنّيّ خاصّ بنا. وقد تلقّينا عروضًا عديدة للظهور في الحفلات والمهرجانات.
ما مدى تأثير درويش على أسلوب غنائك؟
أوّلًا درويش موسيقيّ معروف بمستواه الرفيع، ولذا أعتمد على رأيه الصحيح والمتمكّن على الدوام، وهو يتمتّع بخبرة سنوات طويلة من العمل في مجال الموسيقى، وكلّ ملاحظة يقولها آخذها بعين الاعتبار وأطبّقها تمامًا، لأنّه حريص على زوجته لتقدّم أفضل ما عندها.
رنا 3
بالنسبة للعروض والمهرجانات، أين أقيمت؟
في البلاد والخارج، وكثيرًا ما ظهرت في مهرجان “وين عا رام الله” الذي يُقام كلّ عام في رام الله، ومهرجان يبوس في القدس، مِهرَجانات في شِمال البلاد، مثل احتفالية كريسمس ماركت، ومناسبات أخرى، ما أتاح لي الظهور في معظم القرى والبلدات في الشِّمال. وقبل عامين ظهرت في عرض كبير في حيفا والناصرة وسخنين وغيرها.
هل كانت العروض بمجرّد الظهور والغناء، أم أنّه كان هناك برنامَج فنّيّ معيّن؟
نعم، أعددنا برنامَجًا للحفلات، بتقديم الأغاني المعروفة للجمهور، وبعضها غير معروف، كما دأبنا على إضفاء قيمة أخرى على العرض بتجديد الأسلوب والآلات الموسيقية والعزف المتنوّع وغيرها. فمثلًا، أخذنا الأغنية المعروفة “لاموني اللي غاروا منّي” وقدّمناها بطابع وتوزيع مغايريْن عمّا اعتاد عليه الجمهور. ونحن لا نزال في بحث دائم عن الأغاني المميّزة، سواء أكانت تراثية أم حديثة، لكي نقدّمها بتوزيعات جديدة، ولعدّة ثقافات. فأنا أقدّم الأغاني الجزائرية مثلًا، والتونسية، والعراقية، بلهجة أهل تلك البلاد، وهي غير معروفة للجمهور الفِلَسطينيّ، أو العربيّ عمومًا.
هل نشرت على المستوى العامّ مثل هذه الأغاني؟
نعم، نشرت في يوتيوب أغنيتين إحداهما وهران – رنا خوري، وهي أغنية جزائرية لاقت استحسان جمهور المستمعين. فالأغنية جميلة بغضّ النظر عن فهمنا أو عدم فهمنا لكلماتها، لأنّي قدّمتها باللهجة الجزائرية بدون تحريف أو إعداد للهجتنا المحلّية الفِلَسطينية. فهدفنا هو تقديم القيمة المضافة للمجتمع، حتّى يتمتّع جمهورنا بألوان الفنون المختلفة.
وهل قدّمت أغانيك الخاصّة؟
طبعًا، قدّمت. ورصيدي من الأغاني الخاصّة كبير. وقبل أشهر قليلة عملنا، درويش وأنا، على ألبوم جديد، صدر مؤخّرًا، يتضمّن مجموعة خاصّة لي. ونحن اليوم نعمل على تسويق الألبوم ونشره في أوساط الجمهور.
كم أغنية يتضمّن الألبوم؟
عندنا 12 أغنية، لا بل هي 10 أغانٍ ومعزوفتان. وهذه الأغاني تمّ تأليفها ووضع موسيقاها لي بشكل خاصّ. ومن الشعراء الذين كتبوا لنا هذه الأغاني رامي العاشق، وهو شاعر فِلَسطينيّ عاش في سورية، وهو اليوم مغترب في ألمانيا. والشاعر علي مواسي، وحبيب شحادة حنّا، الذي كتب ووضع لحنًا خاصًّا للأغنية التي كتبها. وكذلك أشرف إلياس، ودرويش.
وهذا هو الألبوم الأوّل لك؟
هو الأوّل كألبوم جميع أغانيه لي، ولكنّي شاركت من قبل في ألبومات أخرى مع مطربين آخرين. هذا، ولا تحمل الأغاني طابعًا واحدًا، بل هي متنوّعة. وأنا لم أحصر نفسي في قالب معيّن، بل أحبّ الشمولية والتنوّع. فعندي الأغاني الطربية والحديثة والغربية، والتي تمثّل ثقافات أخرى، حتّى إنّك تجد لحنًا موسيقيًّا أقدّمه بصوتي بدون كلمات، أو لحنًا بطابع الفلامنكو الإسبانيّ، لأنّي أغنّي ما يحلو لي من القصائد أو الموسيقى.
طالما تحدّثنا عن الألبوم فما هي نوعية الأغاني التي يتضمّنها؟
الأغاني التي يتضمّنها الألبوم طربيّة بمعظمها وهي هادفة، وتتطرّق إلى العواطف، كالحبّ والطفولة، والحياة الاجتماعية في ظلّ المتغيّرات الاقتصادية والسياسية. فلا تعرض الأغاني هذه الأمور مباشرة بل تظهر في الخلفية. وهناك أغنية بعُنوان “اِرجع”، تتحدّث عن حبيبين، وقد هاجر الشابّ من البلاد، وتطالبه محبوبته بالرجوع، ولكن بطريقة غير مباشرة.
ما هي الرسالة التي تحملها أغانيك؟
أوّلًا الموسيقى رسالة بحدّ ذاتها، والأغاني تؤثّر في الجمهور بشكل مباشر وغير مباشر، ولذا فهي تخدم جمهور المستمعين. وهنا تجب الإشارة إلى الأغاني التي تخدم القضايا الوطنية، حيث لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها، فالحسّ الوطنيّ متجذّر في نفوسنا وينعكس على أعمالنا كانتماء وممارسة. وأكبر رسالة أحبّ نقلها إلى الجمهور هي الإنسانية. وأحاول أن تعرض أعمالي الشأن الإنسانيّ والجماهيريّ.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
نحن الآن في أوج عملنا على تسويق الألبوم، وهذا العام سنعدّ بعض الـﭭـيديوهات من أغاني الألبوم، كما أصدرنا كليـﭙـات منه. فلا يمكننا أن نبني مشاريعنا كأبراج في الهواء، بل على أرض الواقع، كلّ خطوة ندرسها ونجهّز أنفسنا للّتي تليها.
نتمنّى لك كلّ التوفيق والنجاح!
شكرًا لكم!
رنا 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *