المتنبّي؛ ندوة أكاديميّة تتناول الإسلام السياسيّ

مراسل حيفا نت | 15/02/2018

المتنبّي؛ ندوة أكاديميّة تتناول الإسلام السياسيّ
“الفكر البشريّ؛ حين يتحرّر ويخرج عن التقاليد لا يستطيع أن يحتفظ بطابع اليقين على أيّة صورة.” (علي الورديّ)
المتنبي
حيفا – لمراسل خاصّ – استضافت المتنبّي، منتصف الأسبوع المنصرم، ضمن فعّاليّات الصالون الأدبيّ، الأكاديميّ والمحاضِر الجامعيّ الـﭙـروفسور إسحاق ﭬـايسمان، المختصّ بالإسلام السياسيّ والحركات الإسلاميّة المعاصرة، وذلك لإلقاء محاضرة تناول فيها الخلافة الإسلاميّة منذ عهد النبيّ محمّد حتّى ظهور تنظيم داعش.
اِفتتح مدير المدرسة، المربّي رائف عمري، الندوة مشدّدًا على ضرورة صناعة معلّم واعٍ ومثقّف، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجتمعه فكريًّا، ثقافيًّا، وتربويًّا. ومن أجل هذا الهدف السامي تمّ استحداث صالون المتنبّي الأدبيّ، صالونًا من خلاله تستضيف المتنبّي أكاديميين وأدباء وأصحاب تجارب مُلهمة ومميّزة، وذلك لمحاورة عالمهم، تقريب وجهات النظر المختلفة، وتناول مواضيع شتّى من شأنها أن تشحذ الذهن لتبني إستراتيجيّات نقديّة مغايرة.
تناول الـﭙـروفسور ﭬـايسمان في معرِض محاضرته تاريخ بداية الدعوة الإسلاميّة، دور النبيّ في تثبيت أركانها، تداول الخلافة من بعده كالراشديّة فالأمويّة، العبّاسيّة والمملوكيّة فالعثمانيّة، وصولًا إلى تداول فكرة الخلافة من بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى وانهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة والحراك السياسيّ-الفكريّ الذي تبنّته الحركات السلفيّة المعاصرة وآليّات وأسباب تطوّره وميله نحو الجهاديّة. وقد فُتح باب الأسئلة على مصراعيه عقب المحاضرة، متطرّقة إلى ربط ظهور تنظيم داعش مع مظاهرات “الربيع العربيّ”، الصور الاستشراقيّة لمفهوم الخلافة والخليفة الحاكم وسماحة الإسلام. وقد بيّن الـﭙـروفسور ﭬـايسمان في الختام الفروقات الجوهريّة بين التوجّهات الدينيّة-الحسّيّة والتوجّهات العلميّة-البحثيّة.
يُذكر أنّ الـﭙـروفسور ﭬـايسمان محاضر أكاديميّ مرموق، محاضر كبير في قسم دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة حيفا، اهتمّ في أبحاثه الأولى بالإسلام في سورية من الصوفيّة حتّى ظهور السلفيّة، ولاحقًا تناول الإسلام في الهند وزار العشرات من الدول الإسلاميّة المختلفة ووثّق ذلك في معرِض أكاديميّ، ومؤخّرًا تتركّز أبحاثه حول التيّارات السلفيّة المحافظة التي تتبنّى الفكر الجهاديّ-التكفيريّ، محاولًا بذلك تفسير التحوّل الجوهريّ من فكر سلفيّ-معتدل-ليبراليّ تمخّض عن مثقّفين مسلمين عاصروا أواخر القرن التاسع عشر، محاولين الملاءمة بين الحضارة الغربيّة وسماحة الإسلام وطريق السلف، إلى فكر يُلوّح لاحقًا بعصا التكفير والقتل.
نهج المتنبّي؛ تحرير العقل من أوهامه والفكر من هفواته لتنتقي سبل التقدّم والإصلاح… معًا نكتب حكاية المتنبّي… “من يكتبْ حكايته يَرِثْ أرضَ الكلام ويملِكِ المعنى تماما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *