سامر فرح: أسعى إلى تأليف نادٍ لهواة راكبي الدرّاجات

مراسل حيفا نت | 17/12/2017

سامر فرح:
أسعى إلى تأليف نادٍ لهواة راكبي الدرّاجات
777
سامر فرح، من حيفا، درس الابتدائية في مار يوحنا، والثانوية في مدرسة المتنبّي، وبعدها سافر إلى اليونان ودرس فني أسنان لسنتين، وهو يمارس مهنته حتى اليوم. أما هوايته فهي السباحة وركوب الدرّاجات الهوائية. التقينا بسامر، واستمعنا إلى هذه الهواية المميزة، والتي يمارسها باستمرار.
– كيف بدأت هوايتك هذه، بركوب الدراجات الهوائية؟
– بدأت هوايتي منذ الطفولة، ولكني لم أتمكن من الحصول على درّاجة، حتى أني في طفولتي بنيت لنفسي درّاجة بدائية جدًا.
– هل تتذكّر كيف استطعت شراء أول درّاجة؟
– طبعا، وهذا لا ينسى، فقد بدأت العمل مع ابن عمّي في أعمال التنظيف، في الأماكن المختلفة، المنازل والدور السكنية، كي أجمع ثمن الدرّاجة وأتمكن من شرائها. وهكذا اقتنيت أول درّاجة. وأخذت أمارس هوايتي بصورة فعلية وأتقدّم من درّاجة إلى أخرى.
– كيف استطعت تنمية هوايتك هذه؟
– بعد إنهاء الدراسة، عدت إلى البلاد، وقد انقطعت حوالي عشر سنوات، تزوجت، ووُلدت لي طفلة، واقتنيت سيارة متواضعة، لكن صدف أني ارتكبت مخالفة سير، فسحبوا رخصتي، ولذا كان لا بدّ لي من التنقّل على الدرّاجة فقط. فبعت السيارة واشتريت الدرّاجة، وكنت أنقل طفلتي إلى الحضانة على دراجتي، كان ذلك عام 2000.
– بعد ذلك تطورت هوايتك، وأصبحت جزءا لا ينفصل من حياتك.
– بالفعل، هذا ما حصل، ولكن في البداية لم أهتم بجسمي تمامًا، ولم أحافظ على اللياقة البدنية كما يجب. ولكن بمجرد أن قررت ممارسة هوايتي بصورة منتظمة، رأيت أنه لا بدّ من القيام بالتدريبات اللازمة، فانقطعت عن كل ما يعيق، مثل المشروبات الروحية والتدخين وغيرها.
unnamed
– وبعد إعادة الرخصة، هل اشتريت سيارة لخدمتك؟
– نعم، بعد إعادة الرخصة اشتريت سيارة، وأخذت أعمل في مجال دراستي أكثر، ولكن بقيت الدراجة هاجسي الكبير، وبدأت باقتناء الدراجات، وكلما علمت بدراجة مفيدة لي في هذه الرياضة الهامة، كنت أبيع وأشتري هذا النوع أو ذلك النوع بحسب ما أحتاجه.
– اقتناء الدراجات يكلّف ثمنا باهظا أحيانا.
– طبعا تتفاوت أثمان الدرّاجات من الأبسط إلى البسيط إلى العادي إلى الثمين، وهكذا يرتفع ثمن الدرّاجة حتى أن بعضها يبلغ خمسين وستين ألف شيكل. والتقيت بمجموعة من هواة ركوب الدرّاجات أمثالي، وصرنا نتدرّب ونركب الدرّاجات في حيفا وخارجها، نحن اليوم نشكّل ناديًا يضمّ حوالي ثلاثين شخصًا.
55
– هذا يعني أنك بلغت درجة الاحتراف؟
– أعتقد ذلك، ويمكنني أن اكون مدرّبا. لذا أسعى إلى تأليف نادٍ للهواة، لراكبي درّجات “الشارع” المميزة. فلا يتوفر مدرّبون عربا لهذا المجال. كي نمارس هذه الهواية معًا.
– هل تشارك بالمسابقات أو المباريات على المستوى القطري؟
– بالتأكيد، شاركت في بطولة إسرائيل عدة مرّات، مع فريق المحترفين من حيفا، لأننا نتدرّب ثلاث مرّات في الأسبوع، وحتى خمس مرّات عندما تجرى المسابقات. هذا عدا عن ركوب الدراجة لمسافات طويلة.
44
– ماذا تعني بالمسافات الطويلة؟
– المسافات الطويلة تبدأ من مائة كيلو متر وما فوق. وأحيانا تبلغ المسافة 150 كيلو متر في الرحلة الواحدة. هذا ما نقطعه في أيام السبت، وفي الأيام العادية يتمّ التدريب بمسافة 40 – 50 كيلومتر. أما السباحة، وهي الهواية الثانية التي أمارسها، أستطيع اجتياز مسافة كيلومترين داخل الماء، إن كانت حالة البحر تسمح بالسباحة، وإلا أقطعها في البركة.
– أي المناطق تتدربون فيها؟
– عادة في الشمال، ويمكن القول إني أعرف كل الشوارع والطرقات والدروب والأزقة من حيفا حتى الجولان. وأحيانا نمضي بضعة أيام في الجولات المتواصلة، ونزلنا إلى إيلات مرتين.
– على الدراجة؟
– نعم، فإن رئيس النادي هو بمثابة المرشد الذي يعرف الطرقات والمسالك جيدًا، كما أنه يدرّب المجموعة على ركوب الدرّاجة بشكل صحيح، فهناك بعض الحركات في الدوّاسة والغيارات التي يجب القيام بها أثناء الرحلة، بالرغم من أننا محترفون، فإننا نتلقى التدريب على الدوام.
– الرحلة إلى إيلات كانت في يوم واحد ودفعة واحدة؟
– كلا، فقد شاركت مع مجموعة راكبين في طريقنا إلى إيلات، وقطعنا المسافة في ثلاثة أيام، وكان لنا مبيت في موقعين، في منطقة البحر الميت، ثم عراد وبعدها إيلات.
– هل يختلف ركوب الدرّاجة بين السهل والجبل؟
– بالتأكيد، ومعظم رحلاتنا تكون في الجبال والمرتفعات. سافرنا هذا العام إلى أوروبا، بهدف ركوب الدرّاجات في الجبال، وأذكر هنا الرحلة إلى إيطاليا. فقد سافرنا إلى شمال إيطاليا نحو الحدود مع النمسا، وهناك جبال الألب الشاهقة والمعروفة. ونزلنا في فندق صغير مخصص لراكبي الدرّاجات، حيث استضافونا، واشتركنا في مسابقة في صعود الجبال. وقطعنا مسافة 900 كيلومتر بغضون خمسة أيام.
– هل ينضم راكبو درّاجات عرب إلى مجموعات كهذه؟
– بما أنها هواية، فيمكن لأي شخص ممارستها، من عرب أو يهود. وأعرف عددا من الراكبين العرب الذين يتدربون في الشارع، وأما الذين يتدربون في الجبال قليلون.
– بما أنك اصبحت محترفا، فهل تميل إلى تدريب ركوب الدرّاجات؟
– أسعى في الوقت الحاضر إلى تأليف النادي الخاص براكبي الدرّاجات، كما ذكرت لك، ولكن سألتحق ببعض الدورات الخاصة لأصبح مدرّبا مؤهلا في هذا المجال. لأن مواصفات التدريب تتركز في التعامل مع الدرّاجة نفسها، منها ما يلائم الشوارع المعبّدة، ومنها ما يلائم الطرفات الوعرة، ومنها للجبال. وهكذا، يجب التعرف على كل هذه الأنواع، وتشغيلها، وصيانتها، حيث تصبح الدرّاجة قطعة من جسمك، لأنك تستخدم حواسّك، ومعظم أعضاء جسمك، إذا لم يكن كلّها. ولذا بحاجة لكي تكون أعضاؤك مطاوعة لك. ويحمل راكبو الدرّاجات جهازا خاصًا لفحص قلوبهم ونبضاتهم وأنفاسهم.
444
– ما هي أنواع الدرّاجات التي تتدرّبون عليها؟
– ليست أسماء الشركات هي المهمة في الموضوع، بل وزن الدرّاجة. ومن الأفضل أن تكون خفيفة الوزن قدر المستطاع، لأن هذا يسهّل الركوب والتعامل بصورة صحيحة. ويبدأ وزن الدرّاجة من 6 كيلو، وهذا النوع هو أخف ما يكون اليوم، وعندنا أوزان أكثر من سبعة وثمانية كيلو وحتى 12 كيلو، وهي للمحترفين.
– هل شاركت بمسابقات في ركوب الدرّاجات؟
– لم تكن المسابقات كثيرة، في البلاد شاركت أربع مرّات، ومسار هذا السباق كان في منطقة القدس، ومنطقة عراد. وشاركت في ثلاث مسابقات في الجنوب في المنطقة المحيطة بغزّة. ومن يفز بهذه المسابقات يمهّدوا له السفر للمشاركة بمسابقات في الخارج. واستطعت الحصول على المرتبة السادسة أو السابعة من بين 400 – 500 متسابق.
– ماذا تقول للجمهور بهذه المناسبة؟
– إن ركوب الدراجة رياضة ومتعة، ويمكن لكل إنسان ممارستها، وما أجمل أن نرى مجموعات من الشباب، أو النساء، أو الرجال، بغض النظر عن الأعمار والأجيال، وكلّهم يركبون الدرّاجات في ساعات العصر، أو الصباح الباكر، إما على شاطئ البحر، أو منطقة جبل الكرمل الجميل، أو جبال الجليل الرائعة. وركوب الدرّاجة يعتبر أفضل رياضة بعد السباحة. هذا عدا عن أن استخدام الدرّاجة يغنيك إلى حد ما عن استخدام السيارة، وتوفر عليك الوقود وتلويث الجو، بينما على الدرّاجة تتنفس الهواء النقي الطلق في البحر أو الجبل.
78

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *