المتنبي عنصر فعال في صنع الإنسان، وتفاعله في المجتمع

مراسل حيفا نت | 14/12/2017

المتنبي عنصر فعال في صنع الإنسان، وتفاعله في المجتمع
لمراسل “حيفا”
في أعقاب الاتفاق الذي توصلت إليه كلّ من وزارتي المالية والتربية والتعليم، مع منظمة المعلمين فوق الابتدائيين، التقينا بالأستاذ رائف عمري مدير مدرسة المتنبي، والمربية رقيّة عدوي والمستشارة التسويقية جورجيت حنا. ونظرًا إلى أن الطاقم التربوي في المتنبي يندرج في سياق هذا الاتفاق، طرحنا على الأستاذ عمري سؤالا حول مدى قبول هذا الاتفاق، وهل يلبّي النواحي التي يتعامل معها سائر المربّين. فأجاب: أعتقد أنه يجب تغيير المحاور المركزية أو على الأقل إعادة النظر في المحاور التي وضعتها وزارة المعارف، والتي بموجبها يتمّ تحديد أهداف التربية والتعليم في الدولة. ذكروا أولا أن الطالب في مركز العملية التربوية، حتى وصلنا إلى وضع بين المحزن والساخر، لأن طلاب المدرسة أضاعوا البوصلة ومعها هدف التربية والتعليم داخل المدارس. أصبح القانون، مع الأسف، مدعاة للسخرية، لأنه لم تظهر نقطة التوزان بين حدود الطالب لنفسه وبين القانون الذي يحمي الطالب. وذلك كي يبلغ عطاء المربّي أقصى درجة. وهنا تأتي مكانة المعلم والطالب معًا في المحور المركزي، ونظرا للظروف التي يعمل بها المعلم وهي ممتازة، فإن الرفاهية النفسية للمعلم، تكون كذلك، ما ينعكس فورًا على الطالب وتحسّن أداء الطرفين. فالطالب لن يستوعب المادة التعليمية إلا إذا كان جاهزًا لذلك، ويتقبّل عملية التعليم، ولذا يجب أن تكون الظروف كلّها مهيّأة بأفضل حال. والمعلم، حتى مرحلة التغيير الذي حدث، كان يعمل في ظروف صعبة وقاهرة، وتؤدي إلى التآكل السريع في العمل، والمدرسة بمثابة مصنع هايتك لكل شيء. فيعمل في مدرستنا المتنبي، نحو 60 عضو هيئة تدريسية، وكلهم أكاديميون ويحملون الألقاب الأولى والثانية ومنهم من يستعد للقب الثالث أيضا. ويجتازون دورات الاستكمال السنوية بهدف تعزيز أدائهم المهني، ويتحسّن عمل كل معلم بشكل دائم. وكل ما كانت الفوارق الاجتماعية واسعة في المجتمع، والفوارق كبيرة في دخل الأفراد، فإن الرفاهية النفسية في المجتمع تكون متدنّية. ولعل التحسّن الذي سيطرأ على رواتب المعلمين، ينعكس على تحسين العملية التربوية أيضا.
ومدرسة المتنبي كانت واعية لهذا الأمر، وجعلنا المعلم في المركز، ومما استحدثناه هذا العام كان توفير الراحة والوسائل الكفيلة، كي يؤدي المعلم مهمته التربوية. ولدينا تأهيل إضافي يسمى “التفكير الإيجابي”، وكإنسان وكمعلم، أن تجد النمو الذاتي في كل حالة، فإذا كان تحصيل الطالب 50% فيجب عدم إحباطه، بل يقوم المعلم بدعمه وتعزيز مكانته وتشجيعه حتى ينجز 50% الأخرى. والفرق واضح وشاسع بين التسبب بإحباط الطالب أو تشجيعه، ليرتقي بمستواه العلمي نحو الأفضل. هذا إلى جانب قيم أخرى كالاستقامة والجدّية والمثابرة والاجتهاد.
وإزاء كل هذا فالاختلاف والتميّز واجب، لأن التشابه يخلق رتابة ومللا، فحتى ترى الخير يجب أن تعرف الشر، وكي ترى اللون الأبيض يجب أن تقارنه بالأسود، نحن كبشر متساوون ولكننا غير متشابهين، وخيارنا في المدرسة هو أن نرسم الصورة الملائمة للعملية التربوية، وكيف نجمع قطع الصور لتؤلّف صورة واحدة، وهذا يتمثّل بالطلاب وبالمعلمين على حدٍّ سواء. ونحن نعيش في المتنبي حالة تناغم ووضوح وشفافية، بحيث لا نسلك بما يغاير العملية التربوية والقيم التي نبثّها في طلابنا. وهذا يظهر بالمساقات العلمية التي توفّرها المدرسة للطالب، نظرا للتميّز الذي يتحلّى به كل طالب وكل معلم. وكل طالب يمكن أن يبدع إذا أعطيته المساق الملائم له، وهكذا تتوفر المواضيع اللغوية والعلمية والأدبية والتكنولوجية بتوسع، لكل طالب يرغب بذلك بحسب ميوله. وبعد أن يطّلع الطالب على كافة المساقات في المدرسة، أصبح يدرك ميوله، وطموحه، ومستقبله وما يرغب أن يكون. ونحن نوجّه الطلاب بين الرغبة والقدرة على اختيار المساق المطلوب، وسد الفجوات عن طريق صفوف ذات عدد قليل من الطلاب، ونكرّس لهم الوقت الكافي ليختاروا الاختيار الصحيح.
وتقاس المدرسة بعدة أمور، وبتحصيلها العلمي أيضا، إذ كانت المتنبي قد أحرزت المرتبة الأولى من بين المدارس العربية واليهودية في حيفا وبمكانة رائدة في السباقات، وعلى مرتبة متقدّمة على المستوى القطري بمسابقات الرياضة وسباق الحقول، وعلى الصعيد العلمي فإن الأبحاث والدراسات العلمية التي يجريها طلابنا يناقشها التخنيون كمعهد علمي أكاديمي، والمعلمة المشرفة على هذه الأبحاث ستحظى في الأسبوع القادم بشهادة تكريم على مستوى البلاد كلها.
ونحن نقوم بفعاليات قبيل الأعياد الميلادية، بجمع التبرعات والرزم للعائلات المستورة، وأصدرنا كرّاسا بعنوان “حوارية المتنبي” وهو مشترك مع طلاب مدرسة حوار، والصالون الأدبي الذي نستضيف فيه أثناء الاجتماعات للهيئة التدريسية، أحد الأكاديميين، والكتاب والشعراء، ليستزيد المعلمون ثقافة وعلمًا. وحصلت المتنبي على جائزة وزارة المعارف في مجال المكافآت للمعلمين بناءً على النجاح في معدّلات البجروت. ونحن نحافظ على نزاهة الامتحانات، بحيث تم تصنيفنا كمدرسة خضراء.
وفي المجال التعليمي فقد وضعنا عدّة أهداف، كتقوية النهج العلمي وبناء صفوف متميّزة ابتداء من الصف التاسع، وفي العام القادم سنفتتح صفًا إضافيًا للتميّز العلمي. وتقوية كافة التخصصات الأدبية الموسّعة في الرياضيات، واللغات الإنجليزية، العبرية والعربية، وتخصصات في الإلكترونيكا وتعزيزها، الصحافة والإعلام، التذوّق الفني، علم الحاسوب وسائر التخصصات. وتقوية وتدعيم العلاقة بين المدرسة ولجنة أولياء الأمور، وسائر المؤسسات المجتمعية، كمراكز الشبيبة، والجمعيات الخيرية، ومؤسسات ثقافية وجندرية والتي تعالج آفات مجتمعية، وسياقة آمنة، والعنف المجتمعي بكافة أشكاله وصوره، وهذه تبني الجانب الإنساني، مع الجانب التعليمي.
وما هي المستجدات التي تضعها المدرسة نصب أعينها، تقول المستشارة جورجيت حنا مركزة التسويق في المدرسة، نحن أدخلنا موضوع التسويق إلى المدرسة قبل أي مدرسة عربية أخرى في المجتمع العربي، ونحن نضع أنفسنا على الخارطة التنافسية ونحدد أهدافنا، ونضع خطّة استراتيجية ونطبّقها، وبعد أسبوع سنقدّم خطّة مستقبلية لهذه السنة. وما يتعلق بالإعلام سيكون ضمن الخطّة المستقبلية. والهدف هو أن يتحول الطالب إلى كائن اجتماعي، ولديه الرغبة بالتفاعل المجتمعي، وتقوية انتمائه للبيئة المحيطة به، وأعمال تطوعية مجتمعية.
وعلى صعيد احترام الآخر وقبوله تقول المربية رقيّة عدوي إن المدرسة هي عالم مصغّر عن المجتمع القائم خارج المدرسة، ولذا تقوم المدرسة بدور هام في العملية التربوية والمجتمعية، ونحن نضع نصب أعيننا إمكانية تعليم الديانات، والثقافة الدينية بكل مركّباتها، وكشف الطلاب على عادات وتقاليد متنوعة وجذورنا التراثية، لأن المجتمع يفتقد لمعرفة واحترام الآخر، وإذا انكشفنا، كل منّا على ثقافة الآخر وديانته ومعتقداته كمجتمعات متعددة، فإننا نؤكّد ثقافة الاختلاف واحترام الآخر وقبوله.
thumbnail (4) (1)

thumbnail (2) (3)

thumbnail (3) (3)

thumbnail (1) (1)

المتنبي (1)
الفيلم الترويجي “طريق السعادة” لمدرسة المتنبي يحرز المرتبة الأولى بمسابقة الأفلام
لمراسل “حيفا”
تحت رعاية بلدية حيفا، وبحضور مجموعة كبيرة من الإعلاميين والرواد في مجال التسويق والعلاقات العامة، استضافت قاعة السينامتك في حيفا كوادر من مدراء مدارس ومعلمين، مركزي تسويق وطواقم تسويقيّة طلابيّة من كافة المدارس الحكومية في حيفا، من الوسطين اليهوديّ والعربيّ.
وكان الطلاب قد اشتركوا في دورة إنتاج أفلام ترويجيّة تحضيرًا لمسابقة ischool، التي نظّمتها بلدية حيفا. وقد حازت مدرسة المتنبي على الجائزة الأولى في هذه المسابقة عن الفيلم الترويجي “طريق السعادة”، الذي تناولته وسائل التّواصل الاجتماعيّ وغطّته كافة وسائل الإعلام المرئيّة، المسموعة والمكتوبة.
وذكرت مديرة جهاز التربيّة والتعليم البلديّ إيلانا تروك، أنّ الفيلم حرّك مشاعر المشاهد، وكان الأكثر تأثيراً ووقعًا في جذب أكبر عدد من المشاهدين والمصوّتين. وقد حاز فيلم “طريق السعادة” على أعلى نسبة تصويت بين جميع المدراس المشتركة في المسابقة، حيث بلغ عدد المصوّتين 4370 صوتا عبر الفيسبوك والإنستغرام.
ومن الجدير بالذكر، أنّ طاقم الطلاب التسويقيّ في مدرسة المتنبي هو الاوّل في البلاد، ورغمّ حداثته فقد استطاع العمل بجدّية ومهنيّة أثارت إعجاب اللجنة المهنيّة، التي كان لرأيّها 40% من القرار بالفوز، مقابل 60% للتصويت عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.
وقد أشاد المربي رائف عمري مدير المدرسة بهذا الإنجاز قائلا: “عندما شاهدت الفيلم لأوّل مرة، وسمعت كلمات الطلاب شعرت بأهمية عملنا في مجال التربيّة. ليس من المفهوم ضمنًا أن تعطى الحرية الكاملة لفريق تسويق باختيار موضوع فيلم ترويجيّ للمدرسة، لكن عندما تفوق النتيجة التوقعات، يعجز اللسان عن التعبير عن شعور بالفخر، الاعتزاز والسعادة. إنّ رسالتنا التربويّة وصلت الطلاب، وهم قادرون على إيصالها بطريقتهم الشفافة إلى أكبر عدد من المشاهدين. عبّر الطلاب عن إحساسهم بالاحتواء والدعم من قبل المدرسة بكلماتهم البسيطة: “أنا لست شفّافا، أنا لست رقمًا.. أنا إنسان ولي كيان”. هذه الكلمات قد أثرّت في كلّ من سمعها، ابتداء منّي شخصيا. أما التحديّ الأكبر كان أمام لجنة التحكيم، التي اعتمدت مقاييس مهنيّة بحت في تقييم العمل. وقد أعلنت اللجنة أن الفيلم كان الأشدّ تأثيرا، والرسالة الأوضح بين جميع الأفلام المشتركة في المسابقة. كلّي فخر بالطلاب المشتركين، بالتزامهم بحضور جميع اللقاءات في الدورة، العمل المشترك، والمجهود الكبير الذي بذلوه في إنتاج الفيلم, وكذلك بطلاب المدرسة جميعا ومعلميها، بالمشاركة في نشر الرسالة وتسويق الفيلم تعبيرًا عن شعورهم بفخر الانتماء ووحدة الصّفّ.
ومضى الأستاذ عمري يقول: إن تدخّلي الوحيد كان في توعية الطلاب لأهمية العمل باستقامة، حيث أنّها الحدّ الفاصل بين المسموح والممنوع، بين المقبول تربويّا كقيمة إنسانيّة أساسيّة وبين تجاوزها، من منطلق الغاية تبرر الوسيلة، فليس هنالك شعور أفضل من الفوز في منافسة شديدة والحفاظ على طهارة ونقاء العمل. وبذلك فقد مارس طلابنا ما تعلّموه من قيّم إنسانيّة وأثبتوا انّهم بالكدّ والعمل الدؤوب يستطيعون تحقيق أعلى المراتب بشهادة الجميع.
وقد أثنى الدكتور ماجد خمرة، مدير وحدة النهوض بالتعليم العربي في بلدية حيفا، على الفوز وأضاف “لا شكّ بأن فوز مدرسة المتنبي هو إشارة وعلامة جامعة لمجمل النشاط التربويّ والتحصيليّ للطاقم التربويّ وللطلاب. فعند اجتماع الخامات الطلابيّة الواعدة والبيئة المدرسيّة الهادفة، لك أن تصعد الجبال وتمتطي صهوة النجاح. فالقول “أنا مش شفاف أو رقم”
أسرت قلوبنا عاطفياً، واستحوذت على رُشْدِ عقولنا. هنيئاً لكم ولنا بهذا الفوز والى الأمام لجوائز أخرى في المستقبل.
وقالت السيدة سامية عرموش رئيسة لجنة الأهالي في المدرسة: “إن تبوّء المرتبة الأولى في مسابقة إنتاج أفلام مدرسيّة ترويجيّة، ليس بالأمر المفهوم ضمنًا، إذ أنّه يحمل رسالة عميقة، تشير إلى أن المدرسة هي التي تصنع منتجي الغد! فبلا شك، أن المدرسة التي تعي بأن رسالتها، هي بناء الجيل الواعد، ستمكّنه حتمًا من تحطيم السقف الزجاجيّ، وتمنحه كافة الأدوات للخروج من خانات التفكير المتقوقع نحو الإبداع. وليس هذا فحسب، فالمدرسة التي تعي بأن رسالتها هي بناء الإنسان، تتكاتف مع أولياء الأمور لإنجاح كلّ مسيرة وكلّ مشروع. وهذا ما حدث فعلا عند إنتاج هذا الفيلم الرائع، الذي اقشعرّت له الأبدان عند مشاهدته، نظرًا لصدق كلماته المنبثقة من الطلاب، فانا عن نفسي كأم لطالب شارك في الفيلم، أؤكّد بأنّ إتاحة تجربة كهذه أمام الطلاب، عززّت من ثقتهم وقدراتهم، ووضعت أمامهم التحديات التي أتت بهم إلى النجاح. فهنيئا لطلابنا وهنيئا للكوادر التعليميّة المميّزة وهنيئا لأولياء الأمور الذين كانوا جزء فعّالا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *