رشيد نمارنة عدّاء من طراز خاصّ

مراسل حيفا نت | 17/11/2017

لمراسل “حيفا”
رشيد نمارنة؛ شابٌ واعد، ممشوق القوام وحيفاويّ الروح. يُغريك بسُمرَتِه الشرقيّة ومظهره الهادئ الذي يُداري به عشقًا يتفجّر في الملعب وعند الشاطئ وقُرب الحارة. رشيد طالبٌ في الصفّ الثاني عشر في مدرسة المتنبّي الحيفاويّة متخصّص بالإعلام والصحافة مولعٌ بالأنشطة الرياضيّة ويُتقِنُ مداعبة الكرة بين قدميه. استطاع رشيد مؤخّرًا أن يُتَوَّج بالمرتبة الرابعة من أصل حوالي 100 مشترك، والأولى عربيًّا في سباق ركض الحقول المُقام في كريات يام بمشاركة واسعة من مدارس عربيّة ويهوديّة في لواء حيفا.
كان لنا هذا اللقاء مع رشيد الذي عاد إلى مدرستِه، مُحتَضِنًا نجاحه ويحمل شهادة التميّز التي أحرزها. – رشيد، حدّثنا عن السباق الأخير
– هو سباق ركض حقول في كريات يام. كانت المسافة 5 كيلومتر وخلال 16 دقيقة و50 ثانية كنت قد أنهيت المسافة محرزًا بذلك المكان الرابع.
unnamed (1)
– في تلك اللحظة المفصليّة؛ عندما وصلت خطّ النهاية بماذا شعرت وبماذا فكّرت؟
– في الحقيقة لا أعرف أو ربّما لم يكن شيء معيّن؛ بل كان همّي أن أصل وأن أُنهي السباق. كان أمامي فقط ثلاثة متسابقين وكنت أنا رابعهم.
unnamed (3)
– في لحظة الإعلان عن النتيجة، من تذكّرت وماذا خطر ببالك؟
– كنت مرتاحًا، لأني كنت من الفائزين، أي أنّ كلّ شيءٍ قد انتهى. عند لحظة سماع اسمي تذكّرت أستاذي محمّد عبد الفتّاح الذي شجّعنا، كطلاب صف، وطالَبَنا بإحراز مرتبة متقدّمة، فقطعتُ العهد أمامه على أن أكون في المراتب الأولى.
– لو عُدنا بك إلى البدايات، حدّثنا عن رشيد الطفل الذي كبُر في حيّ الحلّيصة.
– أنا ابن الشارع والحيّ؛ أعني كنتُ أخرج من العاشرة صباحًا حتّى منتصف الليل، كنت أمضي النهار بالركض خلف الكرة دون كلل أو ملل وأبحثُ عنها بين الأزقّة وتحت السيّارات المركونة في الحيّ. اكتشفتُ شغفي بلعب كرة القدم منذ كنت في السادسة من عمري. علاقتي بالرياضة علاقة أبديّة كبرتُ وإيّاها، هذا ما أحبّ أن أعمله في الحياة، ارتاحُ كثيرًا في ممارسة الرياضة والكرة كانت حلمًا لي وأنا أركض خلف حلمي.
– ماذا عن الأُطر التي ساهمت في تطوير موهبتك وصقلها؟
– في البداية التحقت بفريق كرة القدم في نادي الحلّيصة وتابعت تدريباتي الأسبوعيّة بمفردي، طبعًا وجدت الدعم والتشجيع من أهلي ومن الأصدقاء والمعارف، ولكنّ قضيّة التدريب هي جزء من مسؤوليتي الذاتيّة تجاه نفسي أوّلًا وشغفي وربّما تجاه المجتمع ثانيًا.
unnamed (6)
– ماذا عن المجتمع يا رشيد؟
– أنا ابن المجتمع أصلًا! رغم أنه يعجّ بالكثير من المظاهر السلبيّة التي يجب أن نُحاربها كتدخين السجائر والنرجيلة، عدا عن المخدرات وغيرها، وكلّها مظاهر تنال من صحّة وعافية أبناء الشبيبة الذين هم عماد هذا المجتمع وبُنيَتِهِ الأساسيّة.
– ماذا عن مدرسة المتنبّي وتحديدًا درس الرياضة؟
– المتنبي مدرستي، في نهاية العام سأتخرّج منها إلى معترك الحياة. المتنبّي حضن دافئ، طوّر موهبتي، وسررت أني أُمثّلها، وأعيش لحظات الفوز، وأنا أتلمّس الشعور بالإنجاز والفخر بين أروقتها. أمّا عن درس الرياضة فلا يكون الدرسُ ناجحًا بدوني، هو الدرس الذي أحب، وعالمي الذي أشعر بالانتماء إليه. هذه فرصة لأتقدّم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لمدير المدرسة الأستاذ رائف عمري، وأستاذي محمّد والطاقم التدريسيّ والتربويّ في المدرسة، على دعمهم الدائم واحتضانهم لنا كطلّاب، وأبناء لهذا المجتمع. المتنبّي ساهمت وتساهم بصقل شخصيّة الطلّاب وتنمية قدراتهم وتشجّعهم على الاستمرار والتشبّث بالأمل.
– ماذا عن رشيد غدًا، رشيد الطموح والغد؟
– في العام الماضي كتبت لي معلّمتي على إحدى البطاقات “سأصبح يومًا ما أريد”، أنا أحتفظ بهذه البطاقة. وسأصبح مدّرس تربية بدنيّة، وأغدو لاعب كرة قدم ذا شهرة عالميّة، وأطمح كذلك على تطويع الرياضة ودمجها بالمجتمع لمكافحة العنف وتبنّي نمط حياة صحيّ وسليم.
مثّلَ مدرسة المتنبي وفد من الطلاب الرياضيين الرياديين في مجال سباق الحقل وهم:
رشيد نمارنه (المرتبة 4)، زاهر محاميد (المرتبة 17)، سماح سرحان، ميسرة أبو قمير، نورهان زيبق، منور عطية، مارك فران، بيرلا خازن، يارين مصري، هاني حجازي، حمودي عودة.
والمتنبّي تُهنّئ طالبها رشيد نمارنة المتميّز الخلوق الذي يضرب اليوم أروع الأمثلة على أنّ العقل السليم بالجسم السليم، وأنّ حكاية المتنبّي مستمرة.. وتندرج تحت شعار: “معًا نكتبها بشتّى السبل والمجالات.. معًا نكتب حكاية المتنبّي.. من يكتب حكايته يَرِثُ أرض الكلام ويملك المعنى تمامًا.

المتنبي (1)

المتنبي (2)

المتنبي (3)

thumbnail (2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *