لا توقظوا الفتنة أمسية في مركز مساواة

مراسل حيفا نت | 19/10/2017

لا توقظوا الفتنة أمسية في مركز مساواة
لمراسل “حيفا”
غصت ساحة “مركز مساواة ” في مدينة حيفا بالحضور الغفير بعد أن دعت “حركة تنوير الثقافية ” بالاشتراك مع “مركز مساواة ” إلى أمسية حوارية حول كتاب “لا توقظوا الفتنة” للشاعر سميح القاسم. وقد جاءت
الأمسية بمناسبة مرور ثلاث سنوات على رحيل الشاعر القاسم.
تحدث في الندوة كل من سيادة المطران “عطا الله حنا” والشيخ “رشاد أبو الهيجا ” والشيخ “نجيب علو” عضو رئاسة اللجنة الوطنية للتواصل، والكاتب “هادي زاهر” باسم لجنة المبادرة العربية الدرزية
التي أصدرت الكتاب “لا توقظوا الفتنة”. الذي استهل الأمسية بكلمة جاء فيها: إن هذا الكتاب جاء لمواجهة السياسات اللعينة، التي تعمل على خلق الشرخ، بين أبناء الشعب الواحد، والتي منها السياسة الإسرائيلية التي تعمل ليل نهار على تفرقنا إلى ملل ونحل كي يسهل عليها البطش بنا جميعا. إن الفتنة هي “أفعى
كبرى” تبتلع كل من يأتي في طريقها، و”الفتنة أشد من القتل”، صدق الله العظيم و”الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” كما قال الرسول (صلعم). وقد وضع شاعرنا كتابًا أخر، حمل عنوان “نحن الدروز” وهو خاص بالأطفال الدروز، وقع باسم لجنة المبادرة الدرزية، وقد جاء ذلك في مواجهة البرامج التدريسية الخاصة لشحن الطفل الدرزي بالكبرياء والحس القومي.. في مواجهة التربية على الشعور بالذلّ والعدمية القومية.
أما سيادة المطران عطا الله حنا فقال في كلمته: نحن في هذه البقعة المقدسة من العالم تم التآمر علينا، وهناك من سعى لتفريقنا وتمزيقنا، وتحويلنا إلى طوائف ومذاهب وقبائل متنازعة ومختلفة فيما بينها. وأتينا إلى هذا المكان لنقول إننا أسرة بشرية واحدة خلقها الله، والله لم يميّز في خلائقه بين إنسان وإنسان، بل البشر هم الذي يميزون.
ومضى يقول: نحن في هذه الأرض ننتمي إلى أمة عربية واحدة، وأعداؤنا بمسمياتهم وأوصافهم سعوا لتمزيق هذه الأمة وتفكيكها. وكل الكوارث التي حلّت بأمتنا العربية إنما كانت نتيجة لهذه الفتن ولهذه المشاريع المشبوهة التي أراد الاستعمار إدخالها إلى مشرقنا العربي. ونحن ننتمي للشعب الفلسطيني وكلنا أصحاب قضية عادلة، ولسنا ضيوفا عند أحد، ولسنا أقلية أو جالية أتي بها من هنا أن هناك لأننا نحن أبناء هذه الأرض الأصليون، العرب المسيحيون والمسلمون والدروز. وكم نحن في هذه الظروف إلى الوحدة والمحبة والتلاقي كي نكون أقوياء في الدفاع عن أنفسنا، وقضايانا وحريتنا وكرامتنا. ثم تحدث فضيلة الشيخ رشاد أبو الهيجا، مشيرا إلى أهمية وأد الفتنة في مهدها. وقال إن مظاهر الفتن التي تسللت إلى حياة الشعوب كانت سببا في تدميرها، ونحن كمجتمع ينبغي أن نتدارك أمورنا قبل وقوع ما لا تحمد عقباه، وأكد أنه يشدد في خطبه أمام المصلين وفي كل مكان على ضرورة توثيق اللحمة بين الإخوة، وسائر أفراد المجتمع الواحد. ودعا إلى العودة للعهدة العمرية منذ فتح القدس، واعتبارها مثالا للتعامل بين المسلمين والمسيحيين في احترام الأديان والكنائس والمساجد، وأورد أمثلة من القرآن الكريم والسيرة النبوية على معاملة الرسول (صلعم) للمسيحيين وخاصة الأقباط، حتى أنه تزوج بقبطية كي يثبت مسألة الاحترام للمسيحيين.
وكان ختام الكلمات ما قاله فضيلة الشيخ نجيب علو: قال شاعرنا الكبير سميح القاسم لا توقظوا الفتنة لأن الفتنة تأكل أهلها كما تأكل النار الهشير. ودعا الشاعر القاسم إلى قبول الآخر ومساواته، وقبول الآراء والمواقف المختلفة والخيّرة المفيدة للإنسان أينما كان. ومضى الشيخ علو يقول: إن الإنسان يعيش في دوائر مختلفة المساحة، فهو في بيته وفي قريته يعيش في دائرة ضيقة، وتكبر الدائرة في وطنه، ثم يخرج بفكره إلى دائرة العالم. ونحن اليوم إذ نعيش في عالم كقرية واحدة، وقد قربت المسافات، وتطورت وسائل الاتصالات وغيرها من التطورات والاختراعات جاءت لتقرب الإنسان من أخيه الإنسان. وأدياننا السماوية تدعو لأن يحب الإنسان أخاه الإنسان فيحض على الإنسانية والأخلاق والسلوك الصحيح النافع، وتدعونا لنبذ الشر والظلم.
وتخللت الأمسية فقرات فنية ملتزمة لجوقة “زغاريد العودة” من الفريديس بقيادة الموسيقي “نزار شايب”، وتولت عرافة الأمسية “سهاد كبها” رئيسة تنوير الثقافية”.
dddd

dddddd

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *