“عبثًا أٌغنّي”

مراسل حيفا نت | 21/08/2017

محمد بكرية
“عبثًا أٌغنّي”.
عبثَا أُغنّي في هذا الّليلِ الواسعِ على سحابِ السماءِ
عبثًا أُغنّي.
ضوءُ عَيْنِكِ اختفى مع سرابِ الحدود البعيدة،
فانكسرَ نورُ ليلي من شمعتي الوحيدةِ .
وصوتُكِ البعيدُ يموجُ في دمي كقاربِ صَيْدٍ
أنا الغريقُ أنا ومجدافي ضاعَ منّي،
عبثًا أُغنّي.
هذا ما تبقّى هنا، عصفورٌ ساهرٌ على خدّ وردةٍ،
نثارُ قُطْنِ الرّوحِ ونَفَسٌ ليس منّي،
عبثًا أُغنّي.
حاولتُ أنْ أغزِلَ ذاكرةً ، وأنا إذْ ابتعَدْتِ
أنا الغريبُ عنّي.
كانَ سفَري خلفَ موانئِ ايجةَ طويلًا كليلي،
كسُلّمِ يمتدُّ إلى السماء،
أمّا الريحُ على الروحِ مالَتْ,
لمّا لعنةُ الآلهةِ على مركبي سالَتْ،
صِحْتُ يا إيجةَ مَهلًا وصَبْرًا،
عشرُ سنينَ تكفي ليصفرَّ القلبُ منْ وجعٍ أنزَلَه آله الحرب،
عشرُ سنينَ أمتدّ سفرُ الذاكرةِ مع زهورِ الّلوتُس،
يا إيجةَ ترفّقْ بي،
قد هدأتْ نارُ طروادةَ،
لا حاجةَ لي ببطولةِ القلب،أعِدْني إلى بلدي،
أوْ ارمِ على شاطِئِها جسدي,
لا فرقَ إنْ عدتُ جُثّةً هامدة أوْ جسدّا هرِمًا.
هنا، خارجَ ثوبِها أصابَ خلَلٌ وتينَ القلبِ من غربتي العنيدة،
لم يَعُدْ كما العودِ ينقُرُ لحنَ التمنّي،
هنا بعيدَا عنكِ ،
عبثَا أُغنّي،
عبثَا أُغنّي.
ללא שם

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *