أنت “الأزعم” يا صاحب المعالي!

مراسل حيفا نت | 10/07/2017

أنت “الأزعم” يا صاحب المعالي!
د. منعم حدّاد
أنت “الأزعم” من كلّ الآخرين يا صاحب المعالي رئيس الحكومة المعظم والموقّر السيد نتنياهو!
أنت “الأزعم” وقد لا يدانيك أو يشبهك أحد من جميع رؤساء حكومات إسرائيل منذ إقامتها وحتى اليوم، ربما سوى دافيد بن غوريون، الرئيس الأول لحكومة إسرائيل، والذي يعتبر أحد مؤسسي الدولة، حيث ترأس حكومات إسرائيلية لحوالي أربع عشرة سنة، وأنت – ما شاء لله! – ترأست الحكومة بين عامي 1996 و 1999 ومنذ العام 2009 وأنت تتربع على سدّة الرئاسة، أي أنك وباختصار ثاني صاحب أطول مدة في رئاسة الحكومة، والعمر أمامك والرئاسة في جيبك الأصغر، والحبل على الجرّار، و”خمسة بعيون العدوّين”!
والرؤساء الآخرون انتقل معظمهم إلى رحمته تعالى، وأحدهم اغتيل على مرأى من الجماهير، وزوّجوا قاتله وهو يقبع في السجن، وأنجب…!
أما الرؤساء الأحياء الآخرون فأين هم؟
أين إيهود باراك وماذا يعمل؟
وأين إيهود أولمرت؟ ألا يزال مقيّد الخطوات بعد الإفراج عنه؟
وأين هرتسوغ الذي حاول منافستك على سدة الرئاسة منك؟ ألم يخسر حتى رئاسة حزبه؟
واين يائير لبيد؟
بل أين هم رؤساء الحكومات في بلدان العالم المختلفة والذين بدأوا يشغلون مناصبهم في العام 1996 أو حتى في العام 2009؟
من بقي منهم وما زال يتربع على سدة الحكم حتى اليوم؟
ألست “الأزعم” يا صاحب المعالي؟
وها قد استضفت رئيس أعظم دولة في العالم، وهاتفت الرئيس الروسي، ورحّبت بالرئيس الهندي ورافقته في جولة “شاطئية”.
وأثبتت السنون حنكتك السياسية، فبقيادتك الفذّة جمعت حولك خلال السنين “النخبة والصفوة” من الغيورين المخلصين على المصلحة العامة…، والذين لا يهمهم شيء سوى مصلحة الجماهير العامة، والدولة والوطن…!
لقد أدنيتهم منك وقربتهم لك، فحفظوا لك الودّ وردّوه لك أضعافاً في الصعاب وأمام التحديات، وساروا – ويسيرون – معك، وكما يقال بالعبرية، في النار والماء…لا يثنيهم شيء عن مرافقتك والسير في ركابك إلى حيث تسير، ويقيناً أنهم لن يتخلّوا عنك في الملمات والمحن، إذا أزفت – لا سمح الله – ساعتها!
واخترت “رجالك” من أعوان ومساعدين و”حاشية” وانتقيتهم “على الفرازة أو على الطبلية”، كما يقولون، وهم يردّون لك الجميل ويبذلون الغالي والرخيص من أجلك، وكل شيء قد يهون في سبيلك، اللهم – ربما – ما عدا المقاعد والمناصب والوظائف، فهي غالية جداً على أصحابها.
وبعبقريتك حوّلت ما كان يشبه الهزيمة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلى انتصار ساحق غير مسبوق، بإشارة صغيرة منك، وبفضلنا نحن العرب، إذ لولا وجودنا هنا لربما لم تكن لتفلح في ذلك…!
وأفلحت في الإعداد لتشكيل إئتلاف، حتى قبل إجراء الانتخابات، وانتزعت تشكيل الحكومة ورئاستها ذات مرّة من فم أكبر حزب وصاحب أكبر عدد من المقاعد البرلمانية وتفوقت على هؤلاء بفضل حكمتك وحنكتك السياسية!
وصحيح أنك تعرضت للقيل والقال، لكن ما لك وللشائعات المغرضة؟
وماذا إذا تصرفت حرمك المصون بشكل لا يروق لبعض موظفي دار الرئاسة؟ ألا يعرفون أن الدنيا – والناس – مقامات، وأنها صاحبة القول الفصل وأنّهم موظفون ليسوا ربّما ذوي شأن أكثر من الخدم والحشم؟
وماذا حتى إذا حكمت محكمة ما أن يجري تعويض بعض هؤلاء بمبلغ من المال؟
ألم تحكم لك المحكمة في قضية أخرى؟ ألا يسرّ الناس أن تكسب أنت محكمة؟
ألم تشرق شمس العدل ويظهر الحق ويزهق الباطل فتكسب تلك القضية التي رفعتها ضدّ ذلك الصحفي إيّاه؟ أليس هذا انتصاراً عظيماً ومؤشراً على أن الحقّ الناصع يسيرنّ في ركابك أنت وصاحبة الصون والعفة حرمكم المصون؟
وماذا إذا جرت تحقيقات معك في أكثر من ملفّ، “أليس لن يكون شيئاً لأنه لم يكن شيء”؟
وهل أنت مسؤول إذا دارت، مثلاً، بعض “الشائعات” حول صفقة الغواصات، قدس أقداس الأمن؟
ألم تبذل المستحيل لتستبدل سلطة البثّ أو الإذاعة القديمة بتنظيم جديد عصري، ولصالح المواطنين جميعاً وحرصاً على تقديم الأفضل إليهم عبر الإذاعة والتلفزيون؟
إنهم لا شكّ يظلمونك يا صاحب المعالي، ويتجنّون عليك، وربّما أن الحقّ مع السيدة حرمك المصون التي قالت للسيدة ترامب ما معناه إن الإعلام لا يحبّكم كثيراً، على عكس الأكثرية الساحقة من الشعب والتي تحبّكم!
فهنيئاً لكم بحبّ أكثرية الشعب لكم يا صاحب المعالي!
unnamed-4-8-221x300-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *