هل تعود أصول الإنسان المعاصر إلى المغرب؟!

مراسل حيفا نت | 18/06/2017

بعد العثور على اكتشاف أثريّ هام
هل تعود أصول الإنسان المعاصر إلى المغرب؟!

هل يمكن أن يكون أصل الإنسان المعاصر مغربيًّا؟!
هذا هو السّؤال الذي طرحه الباحثون في الآونة الأخيرة، في أعقاب الاكتشاف الأثريّ الهام في المغرب.
قبل نحو ثلاث سنوات تمّ العثور على جمجمة في المغرب تعود لإنسان قديم من نوع “الإنسان المفكّر” (“هومو سابينس” – Homo Sapiens)، وقبل أيّام معدودة تمّ التّأكد من نتائج فحص تاريخ الجماجم التي تحدّد الفترة التّاريخيّة، إلى أنّ الجمجمة تعود إلى أكثر من 60 ألف عام (60,000).
لقد ساد الاعتقاد حتّى الآن، بأنّ الإنسان المفكّر ظهر على سطح الكرة الأرضيّة قبل نحو 195 ألف عام (195,000) في جنوب إفريقيا وأثيوبيا، وافترض الباحثون أنّ هذا الإنسان انتشر من تلك المناطق إلى باقي أرجاء العالم. وقد ارتكزت تلك النظريّة على أن هذا الإنسان تطوّر بشكل بطيء من من نوع آخر من الإنسان القديم (لقد نشرنا مقالةً عن الموضوع في العدد 299 من صحيفة “حيفا” – في تاريخ 04-12-2015).
أمّا الاكتشافات الجديدة التي جاءتنا من المغرب، فقد أتت بنتائج تُظهر بأنّ هذا النّوع من “الإنسان المفكّر” عاش قبل 100 ألف عام من الاعتقاد السّائد للباحثين، إذ اتّضح لهم أنّ تاريخ الجماجم التي اكتشفت يعود إلى 300 ألف عام (300,000).

المغرب – أصل الإنسان المفكّر؟!
تمّ العثور على المكتشفات الأثريّة في جبل أرهود (المغرب)، والذي يتواجد قرابة مِائة كيلومتر غربي مدينة مراكش. لقد بدأت الحفريات الأثريّة في الموقع عام 2004، وتمّ خلالها العثور على العديد من المكتشفات التّابعة لعصور ما قبل التّاريخ، من بينها: عظام لحيوانات (مثل الغزلان)، وبعض أجزاء من الجماجم البشريّة (أسنان، فك وعظام طويلة) تخص خمسة أفراد على الأقل.
ولسبب أهميّة الاكتشاف، تمّ تشكيل طاقم خاصّ من الباحثين من بلدان مختلفة. وقد استعمل الطّاقم طرق بحث جديدة ومتطوّرة، مثل تحديد التّاريخ بواسطة الإشعاع الحراريّ (في اللاتينيّة thermo-luminescence)، وهي طريقة تستخدم على الأدوات المصنوعة من الصّوان التي تعرّضت للحريق أو لإشعاع قوي، إلى جانب استخدام طريقة خاصّة لتحديد تاريخ الجماجم بواسطة فحص تاريخ الأسنان. وقد كشفت النتائج على أنّ تاريخ المكتشفات يعود إلى 300,000 عام! وتعتبر هذه أقدم آثار لإنسان مفكّر – والّذي تطوّر منه الإنسان المعاصر – تمّ اكتشافها.
يجدر الذكر بأنّ المكتشفات كانت عبارة عن مفاجأة كبرى ومدهشة، خاصّةً وأنّ البحث الأثري حول هياكل الإنسان القديم ارتكز في جنوب إفرقيا؛ بينما يأتي هذا المكتشف في المغرب، بمنطقة لم يُتوقّع العثور فيها على بقايا لإنسان قديم، تمّ اكتشافه صدفةً قبل نحو 50 عامًا خلال استخراج الكلس، ليغيّر الاعتقادات.

أهميّة الاكتشاف
إلى جانب كون هذه المكتشفات هي الأقدم في العالم حتّى الآن (المتعلّقة بالإنسان المفكّر – Homo Sapiens)، فإنّ للاكتشاف أهميّة كبرى في دراسة تطوّر الإنسان القديم، إذ يطرح هذا الاكتشاف بعض الأسئلة الهامّة، ومن أهمّها: هل تعود أصول الإنسان المفكّر إلى المغرب؟! حيث عرفنا حتّى الآن أنّ أقدم آثار لإنسان مفكّر تمّ العثور عليها في جنوب إفريقيا وأثيوبيا.
كما يطرح هذا الاكتشاف سؤالًا آخر يطرحه حول التّبادل الحضاري بين المجموعات التي عاشت آنذاك. في الواقع، فإنّ التكنولوجيا المستخدمة من قبل سكّان جبل “أرهود” البشريّين القدامى، تبدو مشابهة لتلك المستخدمة في أماكن بعيدة، مثل الشّرق الأوسط، وأوروبا فيما بعد أيضًا. مما يضع احتمالًا كبيرًا لوجود تبادل ثقافيّ وحضاريّ وفنيّ بين هذه المجموعات.

الصور المرفقة:
1. صورة الفك الذي تمّ اكتشافه في المغرب (تصوير – EPA)
2. محاولة استرجاع شكل الجمجمة – تصوير “رويترز”
3. الباحث الفرنسي يحمل الجمجمة (المصدر: “نيويورك تايمز” – لوس أنجلس)

תמונה 3

תמונה 1

תמונה 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *