إحياء ” تراث العرس العربي الفلسطيني ” في ابتدائية مدرسة راهبات النّاصرة في حيفا.

مراسل حيفا نت | 07/06/2017

التّراث هو ثروة تجارب حياتيّة، فكريّة وعاطفيّة يورثها الأجداد للأبناء والأحفاد.
الحالي هو امتداد لما مضى وليس مفصولا عنه. والتراث ليس بعض الأدوات التي كانت تستعمل فقط، إنما هو فكر، وثقافة، وعراقة، وأناس شعرت، فكرت، كتبت، وتركت لنا موروثُا عميقًا.

وبناء عليه، وإيمانًا منا بأهميّة المطالعة، ودورها في بناء جيل قارئ ومثقّف ومتألّق، انتقينا ضمن فعاليّاتنا السّنويّة الخاصّة باللّغة العربيّة في مدرستنا لعامنا هذا، وضمن فعالياتنا اللامنهجية، تكريس هذه السّنة الدّراسيّة للتّركيز على موضوع التّراث ضمن مشروع “مسيرة الكتاب”، والّذي قد تمّ اختتامه يوم الجمعة الماضي تحت شعار “كتابي وكتب أجدادي”.

” بالسّلام وببركة الرب نبدأ يومنا وبالزغاريد ندعو ونعلن فرحتنا
لكل طالب عزيز ينوي مشاركتنا فعاليات يوم التراث العربي في مدرستنا
وعلى أنغام فرقة ” زفات أبو دراع” نحيي عرسنا”
بهذه الكلمات كُلِّلَتْ بطاقة دعوتنا للمشاركة في إحياء يوم التراث في صرحنا العريق.
ففي صباح يوم الجمعة الماضي، تحول محيط ساحة مدرستنا راهبات الناصرة الابتدائية في حيفا إلى متحف للتراث الشعبي في يوم أطلق عليه “يوم التراث”، حيث انتشر في ساحاتها العديد من المحطات الهادفة منها والمتعلقة بالموضوع، مثل “صمدة العروس”، الحناء، تحضير علب الحلويات والمأكولات التي أعدتها الأمهات باختلاف أنواعها، ومن ثم العرس الفلسطيني، والدبكة الشعبية، والتهاليل.
ففي جوِّ من البهجة والفرح أحيت المدرسة يوم التراث الفلسطيني، ونظمت عرسًا عربيًا تراثيًّا بأجواء واقعية جدا، جاء كتتويج لمشروع المسيرة بالتنسيق مع فرقة “زفات أبو دراع” بقيادة الفنان ضابط الإيقاع إيهاب خوري الملقّب بـ ” أبو دراع” الذي رافقنا منذ ساعات الصباح، وواكب على جميع الفقرات والأغاني العربية التراثية الفلسطينية كأغاني “الحنّة والزفة وزيانة العريس” والفلكلور الفلسطيني “حلالي يا مالي” و “تجلاية العروس”، والدبكة… ضمن البرنامج، وتحت إشراف وموافقة ودعم مديرة المدرسة الابتدائية المربيّة هيفاء نجّار، ومبادرة وتخطيط مركزة اللغة العربيّة المربية ميرفت شقير، وتنظيم نائب المديرة المربيّة ابتسام أبو الهيجاء، وبتعاون طاقم اللّغة العربيّة ومعلم الموسيقى، المربي وسيم خشيبون.
شارك طلاب المدرسة في العرس العربي بعد أن تمَّ الشرح لهم مسبقا عن كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد المتبعة في عرسنا العربي الفلسطيني، والتراث العربي الفلسطيني تحديدًا، ومكانته في الحضارات من خلال عرض فيلم قمنا بتحضيره خصيصًا لهذا الموضوع، وتجسيده بمعرض تراثي أقيم في قاعة المدرسة للأدوات القديمة التي استعملت في زمن أجدادنا، والملابس والمطرزات وغيرها.
أمّا دور العريس فقد مثّله في العرس العربي الفلسطينيي بالزي الفلسطيني العريق الطالب “عدي يونس”، بينما مثّلت دور العروس الطالبة “جويل روزا”، واللذان قاما بتجسيد التقاليد العربية الفلسطينية المتّبعة من خلال احتفاليّة العرس بمشاركة كل من حضر البرنامج من طلاب ومعلمين وأهالٍ. حيث بدت علامات دموع الفرح على وجوه الأهالي الذين أشادوا بهذا اليوم المميز. والذي خلق جوًّا من الواقع للعرس الفلسطيني الأصيل.
والجدير بالذكر أن فعالية العرس الفلسطيني تخللت جميع فقرات العرس، من استقبال العريس، وطلعة العروس، ويوم الزفاف، والسحجة العربية، والإكليل، حيثُ أضفى “العرس الأصيل” البهجة والحماس على قلوب الجميع. كما وقد تمّ دعوة الفنان الكبير المطرب ” زهير فرنسيس” ليختتم برنامج يومنا وَ “عرسنا الكبير” في فقرة فنية أبهرت الجميع.

هذا، وقد تخلل اليوم أيضًا تناول “طعام الأعراس” والذي قد أعد من قبل ذوي الطلاب الذين تطوّعوا بتحضير الطعام والمشروبات الباردة، والحلوى التي وزعت على الحضور خلال الحفل. الأمر الذي أعطى رونقاً آخر للاحتفال، حيث شعر الجميع أنهم في عرس حقيقي.

ومن الجدير ذكره أيضًا أن الطلاب شاهدوا تمثيل مراسيم الإكليل والطقوس المتبعة في الكنيسة، كما وتضمن الإكليل فقرة روحية تمّ الشرح لهم من خلالها عن رموز ومفهوم الإكليل والزواج.

مُديرة المدرسة هيفاء أكّدت في كلمتها على أهمية إنشاء تواصل حقيقي بين الجيل الحديث وعالمه، وبين التراث الفلسطيني، وأشارت إلى أهمية القديم في تقويم الجديد،
كما وشكرت بدورها كل من ساهموا وعملوا جاهدين لإنجاح هذا اليوم المميز والثري بالقيم والمعايير الاجتماعية، حيث تكلل بالنجاح والعطاء والذي يصب في نهاية الأمر بمصلحة الطلاب، خاصة بالذكر نائبها المعلمة ابتسام، ومركزة الموضوع المعلمة ميرفت، وطاقم اللغة العربية، والطلاب، وأولياء أمورهم الذين لم يبخلوا على أولادهم بالدعم المادي والمعنوي ولو بالشيء البسيط، قبل، خلال وبعد البرنامج.
وختامًا أقول: إن تراثنا بكل صوره وأشكاله يعكس ثقافتنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وتطلعاتنا وأحلامنا. فكل عام وهويتنا بألف خير.
IMG-20170526-WA0033

IMG-20170526-WA0042

IMG-20170526-WA0044

IMG-20170526-WA0048

IMG-20170526-WA0053

IMG-20170526-WA0058

IMG-20170526-WA0075

IMG-20170526-WA0076

IMG-20170526-WA0196

IMG-20170526-WA0200

IMG-20170526-WA0204

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *