مئات اللّاجئين الأجانب بينهم عرب يحاولون الانتحار سنويًّا في ألمانيا

مراسل حيفا نت | 21/05/2017

مئات اللّاجئين الأجانب بينهم عرب يحاولون الانتحار سنويًّا في ألمانيا
الإعلامي أحمد حازم
(يكتب من برلين)

محاولات الانتحار في المجتمع الألماني حالة منتشرة بكثرة وتأخذ في التّزايد، رغم الرّفاهية التي يتمتّع بها المواطنون الألمان. والأمر الذي يحدث قلقًا كبيرًا في المجتمع الألماني، أنّ شخصيّات ألمانيّة بارزة وفي منتهى الثّراء والشّهرة تقدم على الانتحار.
في العام الماضي انتحر طيّار ألماني شاب بإسقاط طائرته الإيرباص فوق جبال الألب في رحلتها المتّجهة من برشلونة إلى ألمانيا، الأمر الذي أسفر عن مقتل كافّة ركّاب الطائرة المِائة والخمسين، وقبل عدّة سنوات انتحر حارس مرمى المنتخب الألماني لكرة القدم “روبرت أنكه” وكان آنذاك في الثّانية والثّلاثين عامًا من العمر، ممّا ترك استفسارات عديدة حول أسباب الانتحار، وأيضًا حول سبب إقدام الشّباب على الانتحار، حيث يتجاوز عدد المنتحرين الألمان سنويًّا الثمانمِائة شخص.
لكن حالات الانتحار لم تتوقّف على الشّعب الألماني فقط. فقد انتشرت هذه الحالات المتنوّعة في صفوف اللّاجئين الأجانب، بينهم عرب أيضًاَ. وقد كشفت صحيفة “أوسنابروكر تسايتونغ” اليوميّة الألمانيّة، مؤخّرًا، في تقرير لها عن زيادة كبيرة في عدد محاولات الإنتحار بين اللّاجئين في ولاية ساكسونيا السّفلى. واستندت الصّحيفة في تقريرها إلى معلومات حكومة الولاية حول محاولات الانتحار من قبل اللّاجئين فيها.
معلومات وزارة الداخليّة في الولاية أكّدت أنّ خمسين محاولة انتحار أقدم عليها لاجئون، شهدتها ولاية سكسونيا السّفلى العام الماضي، أدّت أربع منها إلى الموت في 13 بلديّة من أصل 49 بلديّة في الولاية. لكن العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار في الولاية بشكل عام أكبر من ذلك، لأنّ باقي البلديّات في الولاية التزمت الصّمت ولم تنشر إحصائيّاتها عن ذلك. والأمر المثير للقلق هو ازدياد هذه الحالات بشكل مخيف.
تقرير الصّحيفة الألمانيّة يُشير إلى أنّ الزّيادة الكبيرة في عدد محاولات انتحار اللاجئين لا تقتصر على ولاية ساكسونيا السّفلى فقط، إذ أنّها تضاعفت ثلاث مرّات عام 2016 مقارنة بعام 2015 بوصولها إلى 162 محاولة انتحار.
وحسب وزارة الدّاخليّة في ساكسونيا السّفلى، فإنّ سبب هذه الزيادة الكبيرة يعود إلى الوضع النّفسي والأزمات النفسيّة التي يعاني منها هؤلاء اللّاجئون، وحالات الاكتئاب وتناول حبوب ومخدرات، إضافةً إلى اليأس وفقدان الأمل بعد رفض طلب اللجوء حيث كان هذا أيضًا من الأسباب التي تدفع اللاجئ إلى الانتحار.
منظّمة “برو أزويل” التي تدافع عن اللّاجئين، ذكرت أنّ الوضع النّفسي للّاجئين يزداد صعوبة، وكثيرون يعانون من صدمات نفسيّة، حيث يعود ذلك إلى الوضع في ألمانيا والذي يُتعب اللّاجئين، لأنّ كلّ شيء يتعلّق بوضع اللّاجئ وطلبه يدوم ويستغرق فترة طويلة، وتوقّعات هؤلاء كانت مختلفة تمامًا. كما أنّ لم شمل العائلة وإيجاد فرص عمل من الأمور التي تُتعب اللّاجئ كثيرًا وتزيد معاناته.
وفي الحقيقة إنّ هؤلاء اللّاجئين، وحسب المنظّمة المذكورة، ينهارون مع كلّ آمالهم ولا يمكن حلّ هذه المشكلة ببساطة، لكن المؤكّد هو أنّ المشكلة معقّدة وأكبر بكثير ممّا تشير إليه أرقام محاولات الانتحار، علمًا بأنّ العدد الحقيقي أكبر ممّا هو معلن بكثير، حيث تعتقد المنظّمة بأنّ هناك مئات اللّاجئين في ألمانيا يحاولون الانتحار سنويًّا.
المعلومات المتوفّرة تشير إلى أنّ موضوع لمّ الشّمل العائلي من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها اللّاجئ، إذ أنّه وبعد تشديد قانون اللّجوء العام الماضي قرّرت الحكومة الاتّحاديّة وقف لم الشمل العائلي لمن يحصلون على الحماية الجزئيّة حتّى مارس/آذار عام 2018. وتؤكّد المعلومات على أنّه حتّى في حال السّماح للّاجيء بلم شمل عائلته، فإنّه يصطدم بحائط البيروقراطية والإجراءات المعقّدة، وهو ما يعقّد الوضع النّفسي للاجئ، وخاصّة الأب الذي يكون قلقًا حول وضع عائلته في بلده الأصلي أو بلد آخر، حيث يشعر بالذّنب لأنّه يعيش بأمان، في حين لا تزال عائلته تعيش في وضع صعب.
ah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *