الثّقافة مقاومة! اختتام فعّاليّات “ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة”

مراسل حيفا نت | 18/05/2017

الثّقافة مقاومة!
اختتام فعّاليّات “ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة”

لمراسل “حيفا”
انطلقت، يوم الأحد، السّابع من شهر أيّار الجاري، في المسرح البلديّ بمدينة رام الله، أعمال “ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة”، بمشاركة عشرات الأدباء والرّوائيّين الفِلَسطينيّين والعرب، والّذي استمرّ على مدار خمسة أيّام، ليختتم في العاشر من أيّار، بعرض للمسرحيّة الرّائعة “ألاقي زيّك فين يا علي” لرائدة طه، وبتكريم المشاركين.
ونظّمت وزارة الثّقافة الفِلَسطينيّة هذا الملتقى في دورته الأولى هذا العام تحت عنوان “دورة القدس.. دورة نبيل خوري”، ومن المقرّر أن يُعقد الملتقى كلّ عامين.
ويشارك في “ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة”، عدد من الكتّاب والرّوائيّين العرب من الجزائر وتونس والأردن والكويت ومصر والعراق وسورية وليبيا والمغرب، حيث يقيم عدد منهم في المهجر.
ويعتبر الكتّاب والرّوائيّون الفِلَسطينيّون هذا الملتقى فرصةً للتّفاعل مع الرّوائيّين العرب لتبادل التّجارب معهم، ولإحداث نوع من التّفاعل بين الرّوائيّين العرب والفِلَسطينيّين، ونقل صورة واضحة عن الرّواية الفِلَسطينيّة، لهدف تعزيز الثّقافة الفِلَسطينيّة وكسر الحواجز وفّك الحصار والعزلة الّتي تعاني منها فِلَسطين.
وشمل الملتقى عقد ندوات وورش عمل وعرض مؤلّفات جديدة لعدد من الكتّاب والرّوائيّين المشاركين في أعماله.
وقال د. إيهاب بسيسو، وزير الثّقافة الفِلَسطينيّة في كلمته: ينطلق ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة في العام 2017، في ذكرى مرور مِائة عام على وعد بلفور وسبعين عامًا على قرار التّقسيم في عام 1947 وخمسين عامًا على احتلال القدس الشّرقيّة في عام 1967، وثلاثين عامًا على الانتفاضة الأولى في عام 1987، ليؤكّد على رسالة الصّمود الفِلَسطينيّ رغم كلّ التّحديّات، وعلى أهميّة دور الثّقافة والرّواية الفِلَسطينيّة والعربيّة في مواجهة رواية الاستعمار الاستيطانيّ الإسرائيليّ، ولتعزيز الوعي الثّقافي من خلال مدّ الجسور مع المبدعين والمبدعات العرب وتنمية وتفعيل سبل التّعاون الثّقافي العربيّ كجزء أساسيّ ومحوريّ في دعم الصّمود الفِلَسطينيّ.
إنّ عقد هذا الملتقى في فِلَسطين في ذكرى ميلاد شاعرنا الكبير الرّاحل توفيق زيّاد في السّابع من أيّار 1929 يحمل رسالة الأرض والذّاكرة ويجسّد عمق الانتماء للوطن تاريخًا وجغرافيًّا وحلمًا ورؤيةً، كما يؤكّد على صمود شعبنا أمام مختلف العراقيل التي تعيق مسار الحريّة.
كما يأتي هذا الملتقى برسالة واضحة تؤكّد على أهميّة دور الفعل الثّقافي في دعم مسيرة شعبنا النّضاليّة، لا سيما بعد إعلان أسرى الحريّة إضرابًا مفتوحًا عن الطّعام في 17 نَيْسان 2017، اليوم الّذي أقرّه المجلس الوطني الفِلَسطينيّ منذ عام 1974 يومًا للأسير الفِلَسطينيّ وفاءً للأسرى وتضحياتهم في السّجون والمعتقلات الإسرائيليّة.
تحمل الدّورة الأولى لملتقى فِلَسطين للرّواية العربيّة اسم القدس عاصمة دولة فِلَسطين واسم الكاتب والإعلاميّ والرّوائيّ الفِلَسطينيّ القدير نبيل خوري (1929-2002)، صاحب “ثلاثيّة فِلَسطين”، وذلك تأكيدًا على أهميّة الإحتفاء بمكانة القدس – العاصمة في الخطاب الثّقافيّ الفِلَسطينيّ وضرورة تعزيز حضور القدس في الخطاب الثّقافي العربيّ واحتفاءً بالسّيرة الإبداعيّة لابن القدس نبيل خوري، الّذي سجّل روائيًّا احتلال القدس الشّرقيّة في عام 1967، من خلال روايته الشّهيرة “حارة النّصارى”.
إنّ وزارة الثّقافة الفِلَسطينيّة تثمّن عاليًا دور الرّوائيّين والرّوائيّات والنّقاد الفِلَسطينيّين وأصحاب دور النّشر الفِلَسطينيّة في المساهمة في رسم ملامح الخطاب الثّقافيّ الفِلَسطينيّ، كما تثمّن عاليًا المشاركة العربيّة المميّزة من روائيّين وروائيّات وأصحاب دور نشر عربيّة لإرساء دعائم ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة كحدث ثقافيّ عربيّ نأمل ونسعى لأن يصبح جزءًا فعّالًا ضمن خارطة الفعل الثّقافي العربيّ.
إنّ الوجود العربيّ على أرض فِلَسطين، رغم كلّ التّحدّيات والصّعوبات والعراقيل، يعزّز من رسالة التّضامن العربيّ المنشود الّذي نسعى جميعًا لأن يكون عُنوانًا مستمرًّا لدعم الصّمود الوطنيّ الفِلَسطينيّ.

* لدار النّشر ومكتبة “كل شيء” الحيفاويّة حضور بارز وهام *
ويذكر أنّ الأستاذ صالح عبّاسي، صاحب ومؤسّس دار النّشر ومكتبة “كل شيء” الحيفاويّة، شارك في الدّورة الأولى لملتقى فِلَسطين للرّواية العربيّة، ضمن ندوة بعُنوان: “تحدّيات النّشر والتّوزيع وحقوق المؤلّف في العالم العربيّ”، إلى جانب عدد من النّاشرين، حيث أدار النّدوة فتحي البس.
يذكر أنّ صالح عبّاسي من مواليد مدينة حيفا عام 1950، حاصل على اللّقب الأوّل في اللّغة العبريّة والتّاريخ من جامعة بئر السّبع في النّقب. عمل في سلك التّعليم. أسّس مكتبة “كل شيء” للنّشر، حيث حصلت الدّار في العام 2016 على جائزة “البوكر” عن رواية “مصائر” للرّوائي الفِلَسطينيّ ربعي المدهون. أقام عبّاسي مركزًا مميّزًا لأدب الأطفال “براعم الزّيتون” لجميع الفئات العمريّة.
وقد تمّ تكريم صالح عبّاسي مع باقي المشاركين في فعّاليّات ملتقى فِلَسطين الأوّل للرّواية العربيّة.
من الجدير ذكره أنّ كبار الأدباء والشّعراء والكتّاب وأهل الأدب حضروا الملتقى، حيث ساد النّظام والتّرتيب والانضباط وتميّز بحسن الضّيافة والتّرحاب على مدار أيّامه الخمسة.
unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *