إزاحة السّتار عن تمثال رمسيس الثّاني

مراسل حيفا نت | 30/04/2017

د. كميل ساري
unnamed (10)

unnamed (11)

unnamed (12)

unnamed (13)إزاحة السّتار عن تمثال رمسيس الثّاني

أعلنت وسائل الإعلام المصريّة والدولة عن العثور على تمثال رمسيس الثّاني. وقد تم اكتشاف التّمثال من قبل طاقم من الباحثين المصريّين والألمان.

من هو رمسيس الثّاني؟
رمسيس الثّاني هو ابن الملك المصري والفرعون ستي الأوّل، من السّلالة الـ19، ورث الحكم بعد والده وحكم مصر قرابة 66 عامًا (1279 – 1213 قبل الميلاد). كان متزوّجًا من سبع نساء (من سلالة ملكيّة) وله قرابة 200 عشيقة. وُلد له 96 ولدًا و60 بنتًا.
يلقّبه المؤرّخون “رمسيس الكبير” (باللّغة الإنجليزيّة Ramses the great) لأنّه يعتبر من حيث الإنجازات أكبر الملوك الفراعنة. أما معنى اسمه فهو “الإله رع ولده” (رع كان آلهة الشّمس والآلهة الرّئيسيّة التي تدافع عن العاصمة للملكة المصريّة).
ليس واضحاً أصل رمسيس الثّاني، فهنالك من بين الباحثين من يرجّح أنّ أصل سلالته يعود إلى “شعوب البحر”، أي إلى قبائل وصلت مصر عبر البحار واستوطنت في منطقة الدّلتا. يستند الباحثون المؤيّدون لهذه النّظريّة على أنّ أسماء جدّه وأبوه كان “ستي” (أحد الآلهة الرئيسيّة عند شعوب البحر) واعترافه بملوك “شعوب البحر” إلى جانب حبّه للآلهة الكنعانيّة (إذ سمّى إحدى بناته على اسم الآلهة الكنعانيّة “عنات”)، كلّ هذا أدّى إلى افتراض بعض الباحثين بأنّ أصل سلالته يعود لـ “شعوب البحر”. هنالك من يختلف مع هذا الرّأي ويدعون أنّ أصل رمسيس يعود إلى الفرعون المصري الأصل الّذي هزم شعوب البحر عام 1640 ق.م. ولهذا لقّب باسم “ستي” احتفالًا بهذا الانتصار.

أعمال رمسيس الثّاني وإنجازاته
بنى رمسيس الثّاني العديد من المدن والمباني الهامّة؛ ونذكر من بين مشاريعه البنائيّة: معبد “رمسيوم” (صورة رقم 1): معبد تذكاريّ بُني في “طيبة” (اليوم الأقصر) مدينة الموتى في مصر القديمة ليخلّد ذكرى رمسيس الثّاني. يشمل العديد من التّماثيل والنّحوتات لرمسيس، واحدة منها تصف انتصاره على الحيثيّين في معركة قادش (المتواجدة اليوم في سوريا). معابد أبو سمبل (صورة رقم 2): وهو المعبد المنحوت في الصّخر (في منطقة النّوبة) في مدخله أربعة تماثيل ضخمة يزيد ارتفاع كلّ واحد منها على 20 مترًا. في عام 1979 تمّ الإعلان عن المعابد في أبي سمبل، موقع تراث عالميّ. في عام 1964 تمّ نقلهم لسبب العمل على مشروع بناء سد أسوان.
إلى جانب أعمال البناء هذه قام رمسيس بالعديد من الإنجازات العسكريّة والسّياسيّة؛ ففي عهده تمّ إعادة السّيطرة المصريّة على كنعان، مملكة “أمورو” (التي تواجدت آنذاك في منطقة سوريا ولبنان) والحرب ضدّ الحيثيّين (الذي كان مركزهم في منطقة تركيا).
ورغم الحرب الطّويلة ضدّ الحيثيّين إلّا أنّه عقد معهم معاهدة سلام، يعتبرها المؤرّخون أوّل اتفاقيّة سلام يوثّقها التّاريخ.

العثور على التّمثال
عثرت البعثة الأثريّة المصريّة – الألمانيّة على التّمثال في منطقة عين شمس الأثريّة، في منطقة انتشرت فيها بقايا معبد لرمسيس الثّاني (صورة 3 و4 التّمثال أثناء العثور عليه – تصوير وكالة “رويترس”).
وقد عثرت البعثة على تمثالين، واحد من بينهم للملك ستي الثّاني، أمّا التّمثال الآخر فهو للملك رمسيس الثّاني وقد كان مكسّرًا، حيث عُثر من أجزائه على صدر التّمثال والرّأس. وتبيّن بعد إخراج التّمثال أنّ نحو 60% من التّمثال حُفظ، لذا سيحاول طاقم الخبراء إعادة بناء التّمثال من جديد. وبعد الانتهاء من إعادة البناء سيوضع التّمثال أمام مدخل المتحف المصريّ، الّذي سيتمّ افتتاحه عام 2018.

إزاحة السّتار
ولمناسبة أخرى هذا الأسبوع، تمّت إزاحة السّتار عن ترميم تمثال آخر للملك رمسيس الثّاني، وهو مشروع ترميم استمرّ ستّة أشهر لأحد التّماثيل الذي أعيد نصبه أمام معبد رمسيس في الأقصر. وكان التّمثال قد تضرّر عبر العصور، وقد كان مكسّرًا إلى ما يقارب 57 قطعة/جزءًا، وهو مصنوعًا من حجر الجرانيت الرّمادي وهو واحد من ضمن ستّة تماثيل كانت منصوبة أمام المعبد. تطلّبت عمليّة التّرميم بداية، إجراء توثيق ودراسة للتّمثال، وبعدها كان بالإمكان مباشرة أعمال التّرميم من قبل طاقم من الخبراء المصريّين.
وقد أزال السّتار عن التّمثال المرمَّم وزير الآثار د. خالد العناني؛ حيث أكّد على أنّ الوزارة ستبدأ قريبًا في إعادة ترميم وتجميع تمثالين آخرين للملك رمسيس الثّاني في معبد الأقصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *