فرقة ترشيحا للموسيقى العربية تحيي حفلا موسيقيا بعنوان “بلدياتي”
نايف خوري
أحيت فرقة ترشيحا للموسيقى العربية حفلا فنيا في قاعة كريغر على جبل الكرمل، وكان بعنوان “بلدياتي” بقيادة الموسيقي الفنان مهران مرعب. تضمن الحفل مجموعة من الأغاني المصرية البلدية والشعبية التي اشتهرت في سنوات الستين والسبعين والثمانين. وقد تأسست فرقة ترشيحا للموسيقى العربية عام 1988 بهدف جمع المواهب الموسيقية والغنائية، والعمل على نشر الثقافة الموسيقية. وتقدم الفرقة في عروضها الأدوار، الموشحات، الرحبانيات والأغاني والمعزوفات العربية الكلاسيكية. وفي هذا السياق قدمت الفرقة في عرضها الأخير الذي حمل اسم “بلدياتي” مجموعة من الأغاني لمطربين قدامى ومعاصرين، مثل: صالح عبد الحي ونجاة الصغيرة وشريفة فاضل وغيرهم. واختار قائد الفرقة الموسيقي مهران مرعب عددا من الأغاني ذات الطابع المرح والشعبي، عن طريق قصص الحب ولواعج الشوق التي تبثها هذه الأغاني في نفوس الجمهور. ومن هذه الأغاني تلك التي تشير إلى أهمية نهر النيل الذي يعتبر رمزا للعطاء والخصب والنماء. وجاءت بتوزيعات جديدة ولطيفة كما فعل بأغنية شريفة فاضل، عن الفلاح.
وكان أعضاء الفرقة المنشدون هم: إلياس معيكي، ليلى صباغ، شذا بشارة، فادي خوري، رودين بيطار، كاتيا دوحا، عبد الرحمن وتد، لولو عبليني، هناء أبو عقصة، إميل حداد، صول سعد، جوانا أيوب، بشارة عودة، أوديت دكور، نيروز معيكي، لؤي خوري، رنا جبران، مونيت عودة، يحيى سليمان، ميادة عبليني، علاء فاخوري.
والعازفون على الكمان: لؤي بشارة، سميح توتري، حسن بكري، لؤي نداف، علي بكري، جولين صافي، يسري الشيخ، سكينة دراوشة، أنطونيو شقور، غاندي سعد، وريبال سرور. على العود: لؤي خليف، فيليب شاهين. البزق: مطانس نحاس. أكورديون: إيهاب خوري. إيقاعات: فادي داوود، نابغ أبو نقولا، رامي كسابري. تشيلو: عادل جبران، سهيل كنعان، طيبة سعد. فلوت: ريم حامد. ناي: جميل بشتاوي، كونتراباص: هشام خوري. بيانو: لؤي أبو سني.
ضيوف البرنامج: الفنان ألبير مرعب، الفنانة رنين بشارات إسكندر، الراقصتان: تمارا نقولا، ماريا دلة.
إخراج: فراس روبي. تدريب وتوزيع الفنان مهران مرعب.
وتدير فرقة ترشيحا جمعية بيت الفن للمعرفة والثقافة، التي تأسست عام 1988، وهدفها المبادرة، الاستيعاب وإقامة الحفلات الموسيقية والفعاليات الفنية والثقافية، والارتقاء بالأعمال الموسيقية ورعايتها. وتعمل الجمعية على تنمية المواهب الشابة وتثقيف الجيل الصاعد وتعريفه على الموسيقى العربية الكلاسيكية.
ومن اللافت أن الفنان الموسيقي نسيم دكور أشرف في بداية طريق الفرقة على تدريبها، ثم تلاه الفنان هاني بحوث، وجاء من بعده الدكتور تيسير حداد حتى عام 2011 ثم عاد الفنان نسيم دكور لتدريبها حتى العام الماضي، واليوم يشرف على التدريب الفنان مهران مرعب. شاركت الفرقة بمهرجانات محلية وعالمية، وكان أحدها في دار الأوبرا في القاهرة.
أما العرض الذي أقيم في حيفا فكان بغاية الدقة والإتقان، وأضفت عليه الفنانة رنين بشارات إسكندر جوًا لطيفا ومرحا، مما جعلها محببة إلى قلوب الجمهور. كما قامت الفنانتان تمارا نقولا وماريا دلة بالرقص التعبيري على أنغام بعض الأغاني.
وكذا جاء العزف الموسيقي الرائع الذي قاده الفنان مهران، بحيث استطاعت الآلات أن تتناغم في ما بينها، وتتناسق بأنغامها، وعزفها الانفرادي والجماعي. وكان ذلك بالتعبير الجميل في العزف على العود، أو الرق، أو القانون الذي تولاه مهران نفسه، وكذا الكمان، والأورغ وغيرها من الآلات.
واكتمل العرض بالغناء، وبالأصوات التي صدحت بالأغاني الشعبية والطربية القديمة والأكثر حداثة، وكانت الأصوات تتنافس في بلوغ جمالات ومستويات كالقمم الشماء، وجاءت العُرب الصوتية ملبية لكل نغمة وترخيم واندفاع وترجيع، وامتلأت الأصوات بالمشاعر المتدفقة والعواطف الجياشة، وامتلكت أفئدة الجمهور الذي صفق طويلا لكل أغنية ولكل مغن ومغنية. وكان الفنان القدير ألبير مرعب متميزا بصوته وحضوره وأغنيتيه، فنحن نعرفه من عروض فنية سابقة حين أحيا حفلات قدّم فيها الأغاني الجميلة للسيد درويش والشيخ إمام وصالح عبد الحي وغيرهم.
بالإجمال، نجد ترشيحا بلدا مصدّرا للفنانين قديما وحديثا، وفرقتها الموسيقية والغنائية هي واحدة من الفرق الغنائية الأخرى، التي تحيي الحفلات الموسيقية والغنائية بين الحين والآخر. وكلما سمعنا عن حفلة أو مهرجان يتم تنظيمه في ترشيحا، نكون على يقين بأننا سنستمع إلى أجمل الأصوات في أجمل العروض.