” لن تصل الشعوب مصاف ألأمم المتحضرة اذا لم تفهم ان خشبة المسرح تحمل رسالة كانت منذ بدء الخليقة مصدر وحي
والهام لاولئك الثائرين الذين سعوا لتغيير الاوضاع والمفاهيم”
الكلية تحتفل بتخريج الفوج الأول من طلبة المسرح والتمثيل ،بحضور المئات من المهتمين بالفن والمسرح والاعلام وشخصيات بارزة واهالي الخريجين.
“اقف اليوم امامكم بفرح واعتزاز شديدين مع تخريج الفوج ألأول من طلبة المسرح والتمثيل في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل- حيفا والعرض ألأول لمسرحية عرس الدم واشعر بغبطة وافتخار يوازيان فرح الوالد بابن يرى النور من رحم المعاناة ويحقق النجاح بعد ان قطع مشواراً محفوفاً بالصعوبات .لا اخفيكم سرا ان احداً لم يتخيل حينما قررت بموافقة مجلس الأمناء اطلاق فرع المسرح والتمثيل، لم يتوقع احد ان نصل بعد أعوام ثلاثة الى تخريج الفوج الأول باحتفال ضخم ومميز يعرض فيه طلاب فرع المسرح في الكلية مسرحية عرس الدم للكاتب فيدريكو غارسيا لوركا، التي لم نخترها عبثاً بل عمداً باعتبارها رائعة عالمية تعالج قضية تقض مضاجعنا في هذه البلاد وفي هذه المنطقة ..قضية سفك الدماء البشرية دون سبب ودون حق. .مسرحية تحمل رسالة رفض العنف والقتل واحترام حق الانسان في الحياة الحرة والكريمة، وهي راية نقشتها الكلية على رايتها “…هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكلية ألأكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا في مستهل كلمته الاحتفالية في بداية مراسم تخريج الفوج الأول من طلبة المسرح والتمثيل في الكلية.
وأضاف المحامي كمال:” إقامة فرع المسرح والتمثيل في الكلية لم يكن قراراً عادياً رغم اننا اتخذنا في السابق قرارات عديدة بافتتاح مسارات جديدة، وذلك لانني اعتبر هذا الفرع الجديد، مساقاً خاصاً ومميزاً يحمل في طياته إضافة الى معانيه وابعاده الاكاديمية والتعليمية ابعاداً إضافية تربوية وحضارية وثقافية وتوعوية ، انطلاقاً من ايماني المطلق واعتقادي الراسخ بان الشعوب لن تتقدم ولن تتحضر اذا لم تدرك حق الادراك أهمية المسرح والفن في صياغة المفاهيم الإنسانية والحضارية التي تقدس حرية التعبير والرأي وتدافع عنها اشد دفاع، وان الشعوب لن تصل مصاف الشعوب المتحضرة اذا لم تفهم ان خشبة المسرح تحمل رسالة كانت منذ ألأبد ومنذ بدء الخليقة مصدر وحي والهام لاولئك الذين سعوا الى التغير والتبديل والى اعلاء شأن التعددية وقبول الغير وعملوا من أجل تغيير المفاهيم والوصول الى ثورة ناجحة وبناءة تضع حداً للمفاهيم البالية وتدعم مفاهيم التحرر والابداع ،ولذلك قالوا: اعطني مسرحاً اعطيك شعباً ،وأضافوا: اعطني شعباً، اعطيك ثورة”..
وواصل المحامي زكي كمال حديثه مؤكداً ان الفرع الجديد اعتمد اقسى المعايير من حيث المواد التدريسية واستقدم افضل أصحاب الخبرات في مجالات الإخراج والكتابة والابداع والفنون إضافة الى وضع شروط غير متساهلة للقبول لهذا الفرع وذلك وصولاً الى اختيار افضل المرشحين للدراسة وبشكل يضمن لهم بعد تخرجهم العمل في افضل المسارح والمعاهد في البلاد والعالم .
وكانت قاعة المسرح في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا قد غصت مساء الثلاثاء بالمئات من الشخصيات البارزة اجتماعياً واقتصادياُ وإعلامية واكاديمية والمهتمين بالفن والمسرح والابداع وجمهور عريض من أهالي الخريجين والمدعويين من كافة انحاء الوسطين العربي واليهودي وممثلة صندوق “سرفانتس ” التابع للسفارة الاسبانية في البلاد الذين وصلوا للمشاركة في حفل تخريج الفوج الأول والذي بدأ بعرض احتفالي لمسرحية عرس الدم للاسباني لوركا، ولاقت اعجاب الحضور الذين اثنوا على مستواها الرفيع نصاً وتمثيلاً واخراجاً واضاءة وغيرها من المقاييس التي استوفتها المسرحية وبامتياز اثار الفرح والسعادة وأكد للقاصي والداني ان الأفضل آت وان هذا المشروع قد انطلق الى الحياة بشكل يضمن له البقاء والتقدم والازدهار .
المسرحية تحكي قصة عروس وعشيقها، ليوناردو، يعشقان بعضهما عشقا بلا حدود ولكنه عشق لن يتحقق ابدا: ليوناردو متزوج من ابنة عم العروس، وهي تتجهز للزواج من رجل اخر. وهذا الاخر ينتمي لعائلة كل أبنائها قتلوا على يد أبناء عائلة ليوناردو. عشق الصبا الذي عشعش في قلب ليوناردو والعروس ينقلب لموجة غضب عارمة تقتحم حياتهما وتزعزع قوانين المجتمع. العروس ومن اجل تحقيق رغبتها، تختار ان تهرب مع ليوناردو في ليلة زفافها، وعائلة عريسها المهان تقرر في الحال ملاحقتها بطلب ازالة العار الذي لحق بها. هذه المطاردة الشرسة والقاسية تمنعهما من تحقيق رغباتهما وتوصلهما الى قدرهما المحتوم
يذكر ان المسرحية من ترجمة وإخراج الفنان والمخرج صالع عزام، وتمثيل : عبير عثمان، آلاء محمد، كارم كنعان، ندى ذياب، ليالي أبو ليل، علا قسيس، تونا أبو شحادة، احمد مداح، دعاء زيداني، امير بدرية، امير يعقوب، مهند طه ،يارا شلش، والممثل الضيف حسن طه.
هذا وتولى عرافة الحفل الإعلامي البارع نادر أبو تامر وحضره أعضاء مجلس إدارة الكلية القاضي المتقاعد يوسف إسماعيل وعامر عيسمي والاعلاميون فيدا مشعور رئيسة تحرير صحيفة ” الصنارة” وياسر عطيلة مدير التلفزيون والإذاعة بالعربية والإعلامي محمد بكرية وفهيم أبو ركن وغيرهم .
