“كيميديا” تكرّم ثلاثة مبدعين حيفاويّين

مراسل حيفا نت | 09/02/2017

تقرير خاص بصحيفة “حيفا”
(تصوير: وائل عوض)

أقامت مؤسّسة “كيميديا” للفنون في حيفا أمسيّة احتفاليّة تكريمًا لثلاثة مبدعين، وهم: الشّاعر رشدي الماضي، الكاتب الدكتور ماجد خمرة، الكاتب والإعلامي نايف خوري.
وتضمّن الحفل الذي تولّى عرافته المصمّم فادي ضو، الّذي قال: “باسم أسرة مركز “كيميديا” للثّقافة والفنون الواسعة، إدارة وزميلات وزملاء، نقدّم لكلّ أخ وأخت منكم باقة ورود من أجمل بساتين الإبداع. لقد جعل الفنّان كميل ضو من هذا المركز ورشة دافئة، تحتضن أبناءَنا وبناتنا الّذين يختزنون طاقات إبداعيّة هائلة، ليمكّن الواحد منهم، بعد تزويده بكل مفاتيح قواعد وأسس الخط العربي، فتح الأبواب على مصاريعها ليشقّ طريقه في عالم الحروفيّة والفن.”
“الشّكر الجزيل لجميع من ساهم في تحضير وإعداد وإنجاح هذا الحدث الثّقافي. نخصّ بالذّكر صحيفة “حيفا” لصاحبها الأخ راني عبّاسي، جمعيّة التّطوير الاجتماعي ومديرتها المحامية جمانة اغباريّة – همّام، الوادي للأدوات الموسيقيّة لصاحبها الفنّان بشارة ديب وجمعيّة الكرمل للموسيقى ومديرها الفنّان ألبير بلان.”
“نشكر مسرح “الميدان”، الإدارة، وطاقم العاملين. نودّ أن نلفت انتباهكم إلى أن اللوحات المعروضة هي للبيع. نشكركم على دعمكم للمكرّمين، للفن وللخط العربي”.
ثمّ دعا المدير الفنّي لمركز “كيميديا” – الفنّان كميل ضو ليلقي كلمته، الذي قال:
“شرف لمركز “كيميديا” للثّقافة والفنون مشاركتكم لنا هذه الأمسية – معرضًا وتكريمًا. وأحد أهداف مركز “كيميديا” هو الحفاظ على تراث الخط العربي. هذا الخط الذي أدهش الجميع بروعته وجماله، ليس فقط الحفاظ على هذا التراث، بل تطويره نحو رؤى جديدة وبعيدة. تحدّ كبير لنا جميعًا، خاصّةً في عالم الحوسبة، لنستطيع الحفاظ على هذا التراث الرائع، وذلك بتعليم أولادنا قواعد الخط العربي. ثم ندعمهم وندعهم يبدعون من خلال الحرف والحروفيّة. ونحن اليوم في هذا المعرض نكرّم الشّاعر رشدي الماضي والأديب د. ماجد خمرة والأديب الإعلامي نايف خوري، الذين تحوّلت إبداعاتهم إلى لوحات حروفيّة..”
“ليس بالأمر السّهل على مبدع أن يبدع بعد يوم عمل مضنٍ في مجال التربية والتعليم، وأتكلّم عن خبرة في هذا المجال. ولكن كما قال السيّد المسيح: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ”، هذا ما عمله المربّي والشّاعر رشدي الماضي على مدى حوالي أربعة عقود من الخدمة لأبناء شعبنا في مجال التربية. وهو مجبول بحيفا ويعشق حيفا، حتّى أنّه يقول: “حيفا حضور تختبئ فيه الحياة”. وها هو اليوم في قمّة العطاء والإبداع.”
“في سياق الحديث عن التّربية والتعليم والعمل الجماعي المشترك، لا بدّ وأن أذكر إنسانًا عزيزًا على قلبي أعطى الكثير لحيفا وخارجها، إنسانًا غاب عنّا ليس من مدّة بعيدة، طيّب الذكر، الأستاذ المربّي حسين اغباريّة الذي نذكره مربّيًا للأجيال ومديرًا لجمعيّة التّطوير الاجتماعي، حيث زرع زرعًا جيّدًا لذلك، والحصاد كان جيّدًا ووفيرًا. لتكن ذكراه عطرة.”
“الأديب د. ماجد خمرة الذي قدّم الكثير من خبرته ولا يزال يعطي ويدعم العمل التّربوي في مدارس حيفا ومؤسّساتها، لم يبخل علينا بأيّ أمر، فقد كان ولا يزال سبّاقًا في الدّعم والمساندة، ليظهر لنا أجمل عرض للثّقافة والتربية. نقول له ألف شكر على عمله وتضحيته ودعمه المتواصل لمدارسنا ومؤسّساتنا. كما توثّق كتاباته تاريخ حيفا وتحفظ لنا هذا النّوع من التّراث لمدينتنا العريقة. ومقولته الرائعة، التي حوّلتها إلى لوحة حروفيّة: “العودة إلى حيفا هي العودة إلى الإنسانيّة”.”
“أمّا الأديب الإعلامي نايف خوري فقد أتحفنا على مدى عقود ببرامجه الشيّقة ومؤلّفاته الهامّة وعمله في الإعلام والمسرح والإذاعة. كما أنّه واكب أعمالي منذ البداية، بداية السّبعينيّات. كان داعمًا لي منذ البداية، وقد ألّف كتابًا عن أعمالي “جماليّة الحرف في فنّ كميل ضو”، تحليل للّوحات الحروفيّة بطريقة عميقة وشيّقة تدعو للفخر. ألف شكر لك أبا الياس وأدامك الله لنا إعلاميّا لامعًا بارزًا. كما تقول في مقولتك المعروضة من خلال معرض الحروفيّة والتي حوّلتُها إلى لوحة: “السّعادة تكمن بالتقرّب إلى الله وبالدّنو أكثر من أخينا الإنسان”.
“حيفا مدينتي، وحاراتها مرتعي، جوامعها آذاني، كنائسها أجراسي، أناسها إخوتي، كرملها جبلي، وإنّني ولدت وعشت ومتّ على أنّني باقٍ في حيفا” – هذه الكلمات للدكتور ماجد خمرة يؤدّيها غناء الفنان المبدع بشارة ديب الذي سيقدّمها من تأليفه الموسيقي.
أمّا الشّاعر رشدي الماضي فولد في مدينة حيفا، وأمّا جذوره فتعود إلى قرية إجزم المهجّرة والمدمّرة، عمل في جهاز التّربية والتّعليم قرابة 40 عامًا، معلّمًا ومربّيًا ومديرًا. كُتبت عنه دراسات مستفيضة في أكثر من موسوعة شعريّة وأنطولوجيا، إضافة إلى ما يُنشر عنه في الصّحف والمجلات الأدبيّة. تُرجمت قصائده إلى: الإنجليزيّة والفرنسيّة والعبريّة. فاز بجائزة الإبداع الأدبي لعام 2006 وجائزة القدس للثّقافة والإبداع لعام 2016/2017. من مجموعاته الشّعرية: “مالحة في فمي كلّ الكلمات”، “مفاتيح ومنازل الكلمات”، “تهاليل للزمن الآتي”، “عتبات لعودة زمن الخروج”، “هدهد خارج نبوءة المطر”، “شمال إلى حجر الانتظار”، “قنديل الانتظار”، “صمت الحروف… صوت الألوان” و”قصائد المدينة”.
أدعو الشاعر رشدي الماضي لإلقاء كلمته: “أيّها الأخوات والإخوة، سأقرأ على مسامعكم قصيدة وضعتها تكريمًا للشّاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور، بمناسبة زيارته إلى حيفا، لأوّل مرّة بعد غيابه القسري عنها.. تذكّرت من يبكي عليّ/ فلم أجد سواي على جيل الذبيحة باكيًا.. حيفا ميلاد ونزوح، الحلم والعودة، سنتان بين ميلاده ونزوحه، وبين الميلاد والنزوح توافق زمني لافت.. فقد نزح مع عائلته بعد سنتين بالتّمام والكمال من يوم ولادته”.
ثمّ قرأ الشّاعر قصيدة بعنوان: “إلى أين تأخذك حيفا يا أحمد؟!”
والمكرم الآخر في هذه الاحتفاليّة الدكتور ماجد خمرة الذي ولد في حيفا لعائلة حيفاويّة عريقة الجذور، أنهـى رسالة الدكتوراه في أكاديميّة العـلوم البلغاريّة. وعاد عام 1990 إلى حيفا ليعمل في معهد إميل توما للأبحاث السياسيّة والاجتماعيّة. ومنذ العام 1992 بدأ العمـل في بلديّة حيفـا، حيـث تبوأ عدّة منـاصب مهمّة تختص بشؤون السـّكّان العرب. يعمل الآن مديرًا لوحدة تطوير التـّعليم العربيّ في البلديّة. أصدر كتابًا بعُنوان “مار غاروش”. في العام 2012 تقلّد جائزة نادي الروتاري للتّسامح والعيش المشترك. أدعوه لإلقاء كلمته:
“بادئ ذي بدء أودّ بكل وقار وإجلال القول: هنّ ثلاث، لهنّ الإسهام الكبير في هذا الحفل التكريميّ، زوجاتنا ورفيقات دربنا اللواتي أتحنَ لنا الفرصة وهيأنَ لنا صفو الجو دون كلل أو(آخ وإيخ) لكنّ الشكر.”
“أن تكون مكرّمًا هي الشّهادة الصادقة بالبرهان والدليل لنجاعة أعمالك ونشاطك وإسهامك المجتمعيّ في مجالات متعددة. ويشهد مجتمعنا وحيّزنا الحيفاوي على الأقل في الآونة الأخيرة ظاهرة مميّزة بتكريم شخصيّاته الحيّة والفاعلة والنّاشطة، نابضة القلب ولا ينتظر غيابها عن هذا العالم المركّب. فإكرام المبدع الحيّ – إكرامه.”
“أن تكون مكرّمًا يعني أنّك مراقب ومرصودة خطواتك بمرقب ومراقب مجتمعيّ، وكأن قرينة تلازمك يمينًا ويسارًا من غير أن تدري. فسرّ التّكريم يكمن بتفاصيل سريّة المواكبة على محوريّ الزّمان والعطاء.”
“إذ قام كميل وجمعيّته الكيميديّة بمحاورتك سرًّا، وهمس في أذنك أن تعالى إليّ أيّها المبدع، فقد اصطدتك في حوانيت الشعر والأدب والإعلام والموسيقى. عاينتك مليًّا واقتفيت أثر صنيعك، ووجدت أنّك جدير بهذا التكريم والتقدير، وكفؤ لحروفيّتي التي تتلاءَم مع نسيج أقوالك وإبداعاتك، النصيّة والسمعيّة والبصريّة والحركيّة. فاللوحات وهي معروضة أيضًا للاقتناء والدعم، عبارة عن تجسيد فنّي وحروفيّ للذات المفكرة.”
“كميل، حقًا إنّك صيّاد ماهر لأنّك صِدتنا، ونحن نتلوّى ونتأفعى في حركاتنا وقمة نشاطنا، في بحر سيرنا الذاتيّة، وإن كانت مقتضبة أو مفصّلة فهي إنتاجيّة ومعطاءَة. لك الشكر وسالف الامتنان لصيادين آخرين لأسماك جدد”.
“تكريمنا اليوم لا يختزل بشهادة أو درع أو لوحة تعلّق على الحائط. فهي صكّ الالتزام – الالتزام الفردي والشخصي لذاتك والالتزام أمام المجتمع للمزيد من العطاء دون (آه وإيه).”
والمكرّم الثّالث في احتفاليتنا هو نايف فايز خوري، كاتب وإعلامي، من مواليد قرية الرامة عام 1950 لعائلة مهجرة من قرية إقرث، يحمل شهادة البكالوريوس في المسرح واللّغة العربيّة، ومؤهّل للماجستير في المسرح. عمل في وسائل إعلاميّة متعدّدة مرئيّة، مسموعة ومقروءة. كان محرًرًا لعدد من الصحف والمجلات المحليّة، نُشرت مقالاته النقدية ودراساته الفنيّة والأدبيّة في مواقع التّواصل الاجتماعي وفي الصحف والمجلات. كتب وأخرج عددًا من الأعمال المسرحيّة وساهم بتنظيم عدد من المهرجانات الفنيّة. حصل على عدد من الأوسمة وشهادات التقدير والجوائز الإبداعيّة. منها جائزة الإبداع الأدبي لعام 2006. ترجم عدة كتب من العبريّة إلى العربيّة.
من مؤلّفاته: “عدالة الأمير”، “دم للبيع”، “على مسرح الحياة”، “جماليّة الحرف في فن كميل ضو”، “راجع بعد غياب”، “حفلة عرس”، “مصارحات”، “بكرة العيد”، “تذكار”، “لماذا أراك غريبًا؟”.
نرى الآن عارضة محوسبة لسيرة ومسيرة الأديب والإعلامي نايف خوري وبعدها سيغنّي الفنّان بشارة ديب من تأليفه الموسيقي نصا شعريًا للإعلامي نايف خوري.
أدعو الكاتب نايف خوري لإلقاء كلمته: “أتتجلى الأنوار، ويتّفتّق البهاء في مسرح “الميدان” في هذه اللّيلة فقط؟ مسرح “الميدان” الذي كان لي شرف المشاركة بتأسيسه عام 1995 مع نخبة من المتحرّقين والمصابين بداء المسرح، الذي لا يشفى منه.. وها أنا أقف مرّة أخرى أمام جمهور منتخب كما وقفت على المسرح لأوّل مرة في أوّل الشباب، ولكن هذه المرة لا لأمثل بل لأتلقّى التكريم الذي أعتبره لفتة تقديريّة من مؤسسة يتقن صاحبها تقدير المبدعين، فنًّا وأدبًا وشعرًا.. ألا وهو الأستاذ فنّان الحروفيّة كميل ضو، ومؤسّسته “كيميديا”..”
“أحبّتي.. على صهوة حصان الشّعر، فوق شموخ كرمل الفن، وعلى متن قمم الأدب، تصدح بلابل الغناء، والتّرنيم والموسيقى.. كلما صادفتُ احتفالًا تكريميًّا قلت في نفسي ما شاء الله.. ما شاء الله على مبدعينا الّذين يستحقّون هذا التكريم، وأصبح عددهم وافرًا غيرَ محصور.. وهذا ما يسعد النّفس ويفرح القلب.. لم نعد نتغنّى بالمبدعين العرب لأنّنا نفتقر لأمثالهم، ولا بالمبدعين العالميّين لأنّنا نتوق لتقليدهم.. أصبح مبدعونا يحتلّون مرتبة أدبيّة مرموقة، ومكانة شعريّة متميّزة، ومحلًّا مضمونًا في دنيا الفن، ومستقرًّا ثابتًا في عالم الإبداع الذي ينطلق من حيفا، وعكّا، والنّاصرة، ويافا، والقدس وغزّة ورام الله وسائر المدن والقرى، ولم يعد يقتصر على غيرنا وعلى سوانا دوننا.. ها هم مبدعونا في كافّة المجالات والأبواب والميادين يحرزون قصب السّبق، تبرز أسماؤهم عاليًا وتتكلّل أعمالهم بالجوائز وشهادات التّقدير المحليّة والعالميّة..”
“طوبى لمن يكرّم مبدعيه، طوبى لمن يقدّر قيمة الإبداع، طوبى لمن يسهم في صنع الثّقافة، طوبى لمن يسهم في تشكيل الحضارة.. طوبى لكم أيّها الحضور الكريم، وطوبى لكيميديا ولكميل العلَم الحروفي، وللميدان ولرعاة هذا الحفل.. دمتم بخير”.
ومسك الختام، كان مع الفنّان ألبير بلّان الّذي أتحفنا بمعزوفة موسيقيّة يرافقه فيها الفنان روبرت شهلا على الدف والفنان نبيل صليبا على الأورغ.
سيبقى المعرض مفتوحًا حتّى يوم الاثنين 13.2.2017 في مسرح “الميدان”.
DSC_0977

DSC_0982

DSC_0990

DSC_0992

DSC_0994

DSC_0996

DSC_1000

DSC_1002

DSC_1004

DSC_1007

DSC_1010

DSC_1015

DSC_1016

DSC_1018

DSC_1022

DSC_1026

DSC_1029

DSC_1042

DSC_1046

DSC_1049

DSC_1055

DSC_1065

DSC_1070

DSC_1077

DSC_1079

DSC_1083

DSC_1089

DSC_1090

DSC_1096

DSC_1099

DSC_1101

DSC_1102

DSC_1102_1

DSC_1107

DSC_1108

DSC_1110

DSC_1114

DSC_1117

DSC_1122

DSC_1128

DSC_1132

DSC_1139

DSC_1141

DSC_1142

DSC_1146

DSC_1151

DSC_1155

DSC_1158

DSC_1164

DSC_1166

DSC_1171

DSC_1173

DSC_1176

DSC_1179

DSC_1183

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *