طالبة في جامعة حيفا: لم أقصد إهانة الذّات الإلهيّة ولا أيّة ديانة

مراسل حيفا نت | 13/01/2017

لم أقصد إهانة الذّات الإلهيّة ولا أيّة ديانة
* وسائل التّواصل الاجتماعيّ تضجّ جرّاء لوحات علّقتها شابّة عربيّة ضمن مساق تعلمي *

شاهين نصّار
ضجّت وسائل التّواصل الاجتماعيّ، هذا الأسبوع، بسبب صور نشرتها شابّة عربيّة تدرس الفن في جامعة حيفا، تختصّ بلوحات علّقتها الشّابة ضمن مساق تعلّمي.
الانتقادات للشّابة التي كتبت على سجّادة الصّلاة “الله مات، أكمل صلاتك”، انهالت على الشّابة من كلّ حدب وصوب ووصلت حدّ التّهديدات بالقتل وإباحة دمها. لكنّها اعتبرت أنّه تمّ تشويه صورتها وتشويه العمل الفنّي الذي قامت به.
وتؤكّد الشّابة في حديث لصحيفة “حيفا”: “قمت بهذا العمل في إطار مساق تعلّمي بموضوع الرّسم، عرض العمل لم يكن ضمن معرض إنّما كوظيفة، وما نقوم به داخل الدرس يمرّ بسيرورة عمل أو تحسين، وقد تمّ عرض هذا العمل في الصّف كعمل أوّليّ”.
وأضافت أنّ الفكرة من وراء العمل كانت “توجيه نقد لكلّ مَن يستغلّ الدّين واسم الله لتنفيذ أعمال عنيفة أو غير أخلاقيّة، وبذلك يموت الله في قلوبهم، وهم يكملون صلواتهم”.
وبالنّسبة للشّابة فإنّ هذا العمل لا يمسّ الدّين، بل ينتقد كلّ مَن يستغلّه الدين لأهداف أخرى.. قائلةً “لم أنتقد أيّ دين في هذا العمل وتشبيه موت الله في القلوب كمثل موت الرّحمة”؛ مشيرةً إلى أنّها لم تنتقد الذّات الإلهيّة، “إنّما انتقدت استغلال اسم الله لأهداف غير أخلاقيّة أو غير إنسانيّة. ولكلّ إنسان الحق بانتقاد العمل ما دام الانتقاد حضاريًّا ولا يصل حدّ التّهديد والشّتائم والتعدّي”..
هذا العمل الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لم يُنشر بمبادرة من الشّابة ولم يكن معلّقًا على إحدى الجدران أروقة الجامعة أمام أعين الجميع ولكلّ ناظر، وإنّما داخل غرفة صفيّة ضمن مساق تعلّمي – كما تؤكّد الشّابة، مضيفةً “لم أقم بنشر العمل، ولم أخطّط لذلك كما يدّعي البعض لسبب الشّهرة. تمّ التعدّي على خصوصيّتي وعلى حقوقي بالنّشر وتصوير العمل من قبل زميلتين من دون استئذان لنشره على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وتسريبه لصحف محليّة”. واسترسلت قائلةً: “لم أقصد إهانة الذات الإلهيّة ولا أيّة ديانة. كفنّانة قمت بهذا العمل لجمهور لهدف واضح وليس لمواقع التّواصل الاجتماعي أو للصحف”.
واختتمت كلامها قائلةً: “لم تنتهِ جملتي “بموت الذات الإلهيّة” بل أكملتها لإيصال فكرة أعمق.”
هذا وتوجّهت الفتاة إلى الشّرطة وقدّمت شكاوى ضدّ عدد من الشّخصيّات التي اتّصلت وهدّدتها، كما تقدّمت بشكاوى ضدّ كلّ مَن هدّد عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، والتي وصل بها الحد للتّهديد بالقتل والذبح والنّفي لها ولأفراد عائلتها، لكن “المثير للسّخرية هو أنّ هذه التهديدات أثبتت الفكرة الّتي أردتُ إيصالها من خلال هذا العمل. فكان لا بدّ لي أن أتوجّه للشّرطة لحمايتي وحماية عائلتي”!
هناك من انتقد الشّابة وعملها على أنّه “ليس فنّيًّا” على حدّ تعبيرهم، لكن لا يمكن حصر الفنّ بتعريف معيّن، فبنظرها “الفنّ المعاصر هو الفنّ الّذي يثير العقل ويجعله يفكّر ويثير المشاعر والتّساؤلات لدى المتلقّي، ولا يتطرّق للأمور بشكل واضح ومباشر إنّما يعطي للمتلقّي الفرصة للتّفكير والتّحليل والفهم والنّظر بصورة أعمق. كما أنّ أحد أهم أركان الفن هو التّعبير عن الرّأي، ولا يمكن حصر هذا الرّكن أو تعليقه بمجتمع أو دين أو علم أو سياسة”.
unnamed (13)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *