معين شريف وحفل أكثر من رائع في البحر الميت – الأردن

مراسل حيفا نت | 26/12/2016

الإعلامية تغريد عبساوي
أقام الفنان اللبناني معين شريف حفلًا ساهرًا في فندق “كراون – بلازا” في البحر الميت – الأردن، حضره جمهور كبير من عرب الداخل الذي أتى خصيصًا للمشاركة.
تغريد عبساوي التقت بالفنان اللبناني معين شريف الذي تخرج من برنامج ستوديو الفن سنة 1994 وهو عاشق للعملاق وديع الصّافي، الذي كان يعتبره ابنه الرّوحي. لقب نفسه مطرب الجيلين ليجمع بين الجيل الصّاعد والمحافظة على التّراث اللبناني.
ويعتبر اليوم معين شريف من الفنانين الذين لهم أهميّة في الأحداث السياسية في لبنان، حيث أسهم بالمصالحة التي تمت بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وكان أوّل المهنئين للجنرال ميشيل عون بعد اختياره لمنصب رئيس الجمهورية؛ نظرًا للعلاقة الوطيدة التي تربط معين شريف بالجنرال.
ويعتبر معين شريف أنّ شركة الانتاج “روتانا” هي سبب إفساد الفن على مستوى الوطن العربي، كما كانت سببًا في تأخره فنيًا.
أغنية “شو بيشبهك تشرين” هي من حملت اسم معين شريف وعملت على انتشاره. ففي رصيده الفني 4 ألبومات، وأصدر مؤخرًا أغنية بعنوان “قطعلي قلبي” وصوّرها على طريقه الفيديو كليب مع المخرج سعيد الماروق. من فلسطين التي يحبّها معين شريف، ويعبّر عن ذلك بكل محبّة إلى الأردن جئت لكي ألتقي مع فنّان لا يشبه أحدًا.

– قبل البدء بالحديث عن أعمالك الفنيّة، أخذت وقتًا طويلًا في التّمرين وضبط مكبرات الصوت، لدرجه أنّك لم تغادر المسرح، وأخذت مزيدًا من الوقت المقرر للتمرين، إلى أن اطمأن قلبك..
نعم، لأنّ احترامي للنّاس يدفعني للقيام بكلّ ما يتوجّب عليّ من تجهيزات قبل بدء الحفل.

– عادّة لا يهتمّ الفنّان بكل هذه التفاصيل..
واجب كلّ فنان احترام صوته أمام الناس وإعطائه قيمة لنفسه ليقدّم نفسه بشكل صحيح.

– أستطيع القول بأنّك أبدعت في الحفل الذي أقيم في “كراون بلازا” – البحر الميت، والملفت أيضًا أنّك بدأت بالغناء للعملاق وديع الصافي، ومن ثم ملحم بركات، وأم كلثوم تحيّة لأرواحهم، ومن ثمّ للسيّدة فيروز.. لِمَ لم تبدأ بأغانيك الخاصّة؟!
مدّة الحفل كانت 3 ساعات، ومن الضروري أن تكون لفتة لروح المرحوم ملحم بركات، الذي افتقدناه مؤخرًا وأعزّه بشكل خاصّ. وطبعًا أنا أعتبر أنّ إحياء التراث العربي من مسؤوليتي، إن الله وهبني موهبة بحجم هذا التراث، لأحافظ على التاريخ الفني العريق، هذه الحضارة العربية وثقافة العرب. وقطعت عهدًا على نفسي بالحفاظ على ما تبقّى من هذا التراث، لأن الإعلام العربي، للأسف، دمّر الثقافة العربية بالانحلال والانحطاط الذي نشاهده اليوم عبر وسائل الإعلام. سأعمل جاهدًا قدر المستطاع للحفاظ على هذا التراث، لكي استطيع أن أنقل إلى الأجيال القادمة ما ورثناه من فنّ راقٍ.

– بما أنّك عاشرت الكبير وديع الصّافي، ماذا يمكنك أن تحدّثنا عنه؟
الأستاذ وديع الصّافي كان كتابًا مفتوحًا، والكلّ يعرف عنه كل شي. فتح بابه لجميع الصحافيّين، وعرفنا عنه أدقّ التفاصيل، وخاصّة بعد رحيله، أخوتنا طوني وجورج وفادي شرحوا للعالم ما لم يكن يعرفه النّاس عن العملاق وديع الصافي.

– ولكن بينك وبين الصّافي توجد أمورًا لا يعرفها أحد غيرك..
بيني وبين وديع الصافي علاقة لا يعلم بها غير الله سبحانه تعالى. سأحفظ السّر، فكلّ ما كان يخبرني به وديع الصّافي كان يبقى سرًّا بيننا ولن أخبره لأحد، وهذا السبب الذي يجعلني متكتّمًا ولا أبوح بشيء.

– لماذا؟
لأنّنا نحن عشائر ولدينا عادات وتقاليد؛ وشخص بحجم وديع الصّافي ليس بالفنّان العاديّ، وليس من المفهوم ضمنًا أن تحمل سرًّا له.. كان يطلب منّي أن لا أبوح بأيّ شي حتّى لأولاده، كنت محافظًا على أسراره ولن أبوح بها لأيّ شخص، وسأحافظ عليها وأحملها معي.

– إلى هذا الحدّ؟
نعم.

– كما رافقت وديع الصّافي خلال مرضه في المستشفى، كذلك قمت بواجب الموسيقار ملحم بركات، وكنت تزوره كلّ يوم بالمستشفى، هل تعتبر نفسك خليفةً للموسيقار؟
لا أحد يستطيع أن يكون خليفة لأحد، كلّ إنسان يأخذ دوره وحجمه بهذه الحياة.

– ماذا كان يقول ملحم بركات عندما كان يرقد بالمستشفى؟
الموسيقار كان موجّهًا ومربّيًا ومعلّمًا وأستاذًا، وحبّذا لو استطعنا أن نحقّق جزءًا ممّا حقّقه أبو المجد.

– حضرت الحفل شريحة واسعة من عرب الدّاخل، من الشّعب الفلسطيني، لتشارك معين شريف الحفل الرائع، كيف تعبّر عن محبتك لهذا الشعب المحب، وإن اختلف معك بالمبدأ؛ لماذا؟
لا يوجد شعب فلسطيني أو سوري أو لبناني، نحن نعتبر أنفسنا شعب بلاد الشّام. وأنا دائمًا أتعامل مع الشّعوب العربيّة بأنّها شعب واحد، وجميعنا أهل على مستوى الإنسانيّة. نحن منفتحون ولسنا كما يُقال عنّا ويعملون على تشويه صورتنا، نحن أكثر مَن نعترف بالآخر ونحبّ الحريّة. هذا التّقسيم نعرفه والقضيّة أصبحت معروفة، وهي تقسيم الوطن العربي. ولم يزل الوضع على ما هو وهناك إصرار على تقسيم الشّرق الأوسط إلى دويلات صغيرة ومقوقعات دينيّة وطائفيّة ومذهبيّة ونحن ضدّ كلّ هذا الفكر.

– ولكن هل للعرب الّذين بقوا بأرضهم ضرورة دفع ضريبة البقاء؟
لا أستطيع التحدث بالتفاصيل عن هذا الموضوع لأنّنا لا نعرف ظروف الناس والوضع أيضًا متشابك.

– جميع الدّول العربية ظلمت النّاس التي بقيت بأرضها، واتهمونا بأمور كثيرة ومنعونا من دخول الدول العربيّة.. وكلّ مَن أراد الانتشار فنيًّا وجب عليه الغناء للوطن فقط!
لكي يكون له انتشار أوسع في العالم العربي عليه أن يغنّي للوطن. طالما أن البلد جريح والقضية ما زالت قائمة، عليه أن يغنّي للوطن.

– سوريا جريحة أيضًا، ومعظم فنّاني سوريا تركوا بلدهم وأكملوا المسيرة خارج الوطن حاملين ثقافة بلدهم.
سوريا ما زالت تقاوم، الشّعب الفلسطيني كذلك، ولكن قسمًا منه انخرط بالوضع الجديد الذي رسم له، كما كان هناك تسليم بمكان معيّن(!). وكما سبق وقلت لك لا استطيع هنا أن أتوغّل بالموضوع. ولا شك بأنّ بقاء الشعب الفلسطيني بأرضه جعله يدفع ثمنًا غاليًا. أنا لست ممّن قاطع الشّعب الفلسطيني، ولا ما يسمّى “عرب الدّاخل” أو “الـ 48″، لأنّ القضيّة الكبيرة بعدها حيّة من خلال هذا الشّعب.

– ما هو جديد معين شريف؟
“قطعلي قلبي” من كلمات وألحان فارس اسكندر وتصوير فيديو كليب للمخرج الرائع سعيد المروق ولاقت انتشارًا كبيرًا.

– أنت تتفاعل مع المعجبين..
نعم. كحدّ أدنى من الاحترام المتبادل أتفاعل معهم، وكلّهم أمل بأن ابادلهم نفس الشعور. لا يجب على الفنّان أن يكون مغرورًا ومنغلقًا على نفسه.. من هذا المنطلق أنا أختلف عن غيري من الفنّانين.

– أين سيكون معين شريف ليلة رأس السنة؟
في بيروت، لأحيي حفلتين.

– أنت تكثر من حفلاتك الفنيّة في طابا..
نعم هذا صحيح. كلّ مَن يودّ متابعتي يمكنه أن يتابع صفحة الفيسبوك الخاصّة ليعرف كافّة التّفاصيل.

– في نهاية اللقاء، ماذا يقول معين شريف لكلّ محبّيه؟
رحلة الفنّ ستستمرّ ما حييت. الشّعب السّوري واللبناني والفلسطيني هو شعب واحد بالنسبة لي، بنظر المتحضرين أنا رجعيّ، لأني ما زلت أعيش زمنَ بلاد الشّام، ولن انسى ذلك ولا يهمّني المعاهدات التي حصلت، مثل “سايكس بيكو”. رغم أنّ الشّرق الأوسط جديد، إلّا أن حقيقة كوننا شعب واحد، لن يلغيها أحد.

– معين شريف وصيّ على التّراث وعلى شعب بلاد الشّام الواحد؟
لست وصيًّا، ولكن هذا تاريخي وأنا مصرّ على احترامه.

– ماذا تقول للشّعب الفلسطيني؟
لا تقنطوا من رحمة الله.

– شكرًا، وأتمنّى لك المزيد من النجاح والتألّق في مسيرتك الفنيّة.
unnamed-19

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *