طائرات حربيّة، غوّاصات وحرائق..!

مراسل حيفا نت | 02/12/2016

مطانس فرح
فضحت هذه الحرائق، مجدّدًا، لا-جَهازِيّة إسرائيل وضعف مؤسّساتها، بالتّعامل مع أقلّ الكوارث سوءًا. فالنّيران الّتي أشعلت البلاد عليها أن تشعل لدى رئيس الحكومة نتنياهو، الضّوء الأحمر، لتذكّره وتبلّغه بعدم استخلاصه العِبَر من حريق الكرمل عام 2010!
إنّ إهمال حكومة إسرائيل، وعدم امتلاكها طائرات مدنيّة سلميّة لإخماد الحرائق بدل الطّائرات والغوّاصات الحربيّة، تحسّبًا لحالات الطّقس الطّارئة، ساهمت في إشعال المِنطقة، لا حبّ العرب الأصلانيّين لأرضهم ووطنهم وبلادهم وأشجار كرملهم.
تخيّلوا كيف أنّ هذه الدّولة “الأعظم”، والأقوى عسكريًّا في المِنطقة، بأساطيل طائراتها الحربيّة التّكنولوجيّة القاتلة ودبّابتها المُدمّرة، وغوّاصاتها الأكثر تطوّرًا وفتكًا في العالم، اضطّربَت وأخفقت في التّصدّي لوحدها، للنيران ومنعها من التهام الشّجر والحجر، لأنّها تملك طائرات تشعل حرائق وتفتقد لتلك التي تخمدها!
على مدار ستّة أيّام، لم تفلح الدّولة بكلّ جبروتها في السّيطرة على الحرائق، فاستغاثت مستنجدةً بدول العالم، وتلك الأخيرة لم تتوانَ، فلبّت نداء المستغيث؛ وتجنّدت لنجدتها، لوهن إسرائيل وخورها وعدم استعدادها وجَهازِيّتها لدرء أيّ خطر مُحدق، حريقًا كان، أو هزّةً أرضيّة، أو، الله أعلم ماذا! فكيف يمكن لهذه الدولة أن تواجه كارثةً أو خطرًا بيئيًّا، وكيف لها أن تحسم حربًا إن لم تستطع أن تحسم السّيطرة على الحرائق!
وتزامنًا مع تحريض رئيس حكومة إسرائيل على عرب هذه البلاد، والعنصريّة المتفشّية والتّخويف والتّرهيب من العرب واستباحة دم العربيّ في هذه البلاد، وفي البلاد المجاورة لدولة إسرائيل “الحربجيّة”؛ بات الأمر مُقلقًا، محسوسًا وملموسًا ومنفّذًا في بعض الحالات، أيضًا!
فتأتينا الأساطيل الحربيّة البحريّة والجويّة والبريّة لتزيد الأرض اتّقادًا والأجواء لهيبًا. لأنّ سياسة الحكومة والعقليّة الحربجيّة والعنصريّة المسيطرة على المجتمع اليهوديّ توتّر الأجواء وتشعلها. فتعجز هذه الدّولة “الأصلب” و”الأعظم”، بكلّ جبروتها وآليّاتها التّكنولوجيّة المتطوّرة وطائراتها ودبّاباتها وأسطولها البحريّ، عن التّصدّي لنيران العنصريّة والفاشيّة الّتي تعشّش في فكر وعقل اليهوديّ المتطرّف، والّتي تغذّيها الحكومة الإسرائيليّة وينتهجها بنيامين نتنياهو، لأنّها تملك دبّابات وطائرات وغوّاصات تُشعل النّيران والحرائق بدل تلك الّتي تخمدها!
إنّها دولة تغوص في مستنقع موحل من الفساد والكراهيَة والتّحريض على والتّرهيب من العرب، والتّطرّف والبطش والعنف، والعقليّة الحربيّة والاحتلال.. دولة إسرائيل “العظمى”، “القويّة”/الواهنة فعلًا، تخاف من اتّخاذ قرارات حاسمة جريئة لتحرير شعب يرزح تحت نير الاحتلال ومنحه حريّته واستقلاليّته، ومساواة مواطني هذه الدولة العرب الأصلانيّين، كي تضمن لشعب هذه الأرض الاستقرار، لكنّها ما زالت جبانة – وستبقى على ما يبدو – لأنّها تقف عاجزةً مخصيّةً أمام القرارات المصيريّة!
هذه الدّولة لا تؤمن بالسّلام، وبدل أن تسعى إليه، تحاول أن تستعيض عنه بالتّسلّح بأحدث وأخطر الآليّات والدبّابات والطّائرات والغوّاصات الحربيّة، لتوهم شعبها أنّها توفّر له الأمن والأمان، وأنّه في مأمن فعلًا من “الأشقّاء” العرب، بينما يواجه خطرًا من عرب هذه البلاد “الأشقياء”، من عرب الدّاخل!
(اقرأ تقريرًا موسّعًا عن انتفاضة التّحريض في هذا العدد)
395944_10150528069802914_723279051_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *