لحيفا فتاة حانة عتيقة

مراسل حيفا نت | 28/11/2016

رشدي الماضي

السكينة المنجزة
بعد غضب الرّبّ
رجاءٌ… من الغرق…
تحرِّضُ الطوفان أن؛
يوزّع الجرح
على كؤوس الغائبين في حجرة النّأي
باعتدال…
****
لا أنين من وجوه في مرايا الحديد
حين اجتمعت
مترفّهةً
بحقيقتها في العُزلة
بعيدا
عن عظام لم يخدشها الجزّارون
وعن خيولٍ تعفنتْ في المسالخ
****
ويكم!!!
لا وقت يؤمن بأولاده اللقطاء
والسّاعة في محنتها السابعة
وساوس سنبلة
وأحد عشر عقربا في حبّةِ القمح
لم يتبادلوا السَّير مع
أنبياء خيّبوا السَّبع السِّمان!!!….
أُفٍ
من زمن في فؤاده أسى
على وجهه تهيم القفار
تتكسَّر القناديل بالزّيت فيها
ولا نقاء في بزرة قمح ضنيت بسفر طويل…
****
كم من آلهة لا تُعدُّ
صعدت من أحشاء البئر
بعد ابتعاد الماء
وغيم كان يصعد في البخار
****
أي فتاة حانتي العتيقة؟!!
لا تغلقي أبوابك
أين سأذهب بعد نفاد الشِّتاء دما على دم؟!!
ما يحدثُ للدَّم
يحدثُ للماءِ كلَّ يوم وكلماتي تتحرَّك بما ليس من شأن الكلام
رفّهي عن السَّفْكِ
ترفّهُ عنك أشلاءٌ تُردِّدُ إنشادِ السَّكاكين
ألْسِنةً من عِظام….
****
الغياب مُترفٌ
والرؤوس المتدحرجة تتعلَّم حِكمة الصُّعود
وتهذيب الردوس القادر على إرباك الخلود….
اجمعوا العظام أيها الموتى بما ورثتُم من آراب الرَّحيلْ
لا تسرقوا مِنَ الموْتى
ما لم يخطر ببالِ الموتِ من موتٍ جميل!!!
****
أنا هو الذي رأى كلَّ شيء
إلى تخوم حيفا
الأبرياء المحتشدين بقناديلهم
أنا هو الذي عرف يا فتاة الحانة العتيقة
كلَّ شيء
لا تغلقي بابا إذا دنوتُ
ولا تُحكمي مزلاجهُ!!!
حيفا فردوس
لن يستقرَّ فيه تقصير
ولا معصية
هي ثقة العذرةِ بالعذري
وتحمل في رحمها طينةَ الآلهة
إليّ
نفضُّ الفروج في نِكاح العتبات للأبواب
الجدران للنّوافذ
دون أن نُذعر منازل
حظيت بعودتها الأولى
حياةً
تكيلُ السَّبع السِّمان
سُكَّرةً سكَّرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *