منشية زبدة

مراسل حيفا نت | 28/11/2016

تتواجد منشية الزبدة في الجزء الشمالي من مرج ابن عامر. تأسست القرية الحالية عام 1945 بيد ثلاث أشخاص من أبناء عائلة عبد الحليم (أصلهم من قرية عيلوط)، حينها كان اسم القرية “خربة زبدة”. لاحقا انضمت إلى القرية عائلات أخرى وسكنت في القسم الجديد منها، وعام 1948 أصبح اسمها “منشية الزبدة” بمعنى قرية “زبدة” الجديدة.
الأبحاث الأثرية ونتائجها
بدأت الأبحاث الأثرية في منشية الزبدة عام 1973، ضمن المسح الأثري لمنطقة مرج ابن عامر الذي قامت به الجمعية للمسح الأثري بدعم سلطة الآثار. لاحقا أجريت حفريات أثرية، كان آخرها عام 2000.
أشار المسح إلى وجود موقعين “خربة زبدة” وخربة “منشية الزبدة” ضمن حدود القرية الحالية (المواقع رقم 63-64 في الصورة رقم 1 التي تشير إلى المواقع الأثرية في المنطقة). كشف المسح عن وجود استيطان في الموقع “خربة زبدة” ابتدأ من الفترة الهلينية (القرن الرابع ق.م) استمرارا إلى الفترة الرومانية (القرن الأول – الثالث ميلادي). وشملت المكتشفات المواقع المنحوتة في الصخر الجيري مثل القبور، آبار المياه، معاصر الزيتون وغيرها. على سبيل المثال القبر في الصورة رقم 2 المرفقة، مستطيل الشكل من حوله منحوتة قناة لتجميع مياه الشتاء وتحويلها دون أن تدخل القبر. هذا النوع من القبور شاع استعماله ابتدأ من الفترة الهلينية وحتى الفترة البيزنطية.
أما الموقع منشية الزبدة المتواجد في القسم الشمالي من القرية، فأشار المسح إلى وجود استيطان في الموقع ابتدأ من الفترة الرومانية وامتدادا إلى الفترات الإسلامية الأولى (القرن السابع – التاسع ميلادي) واستمرار إلى الفترات الصليبية والمملوكية. وقد شملت المكتشفات بعضا من بقايا المنازل، جزء من أرضية فسيفساء، أجزاء من أعمدة مبان إلى جانب بعض القبور المنحوتة في الصخر في الجهة الغربية من الموقع الأثري. كما يبدو، فقد تضرر الموقع في الماضي جراء أعمال الزراعة في المنطقة التي أضرّت بشكل كبير، خاصة أرضيات الفسيفساء من الفترة الرومانية والبيزنطية.
من الأثريين من ينسب الموقع “منشية الزبدة” الأثري، إلى زبدة “الجليلية” التي ورد ذكرها في المصادر العبرية، التي كتبت بين الأعوام 300 – 500 ميلادي، والتي وفقا للمصادر التاريخية، ضمّها القائد الروماني بومبيوس (106 – 48 ق.م) إلى سيطرة مدينة صيدا. إلا أن تلك النظرية لم يتم إثباتها حتى الآن.
أما الحفريات الأثرية من العام 2000، فقد كشفت عن بقايا قبر منحوت في الصخر، تم العثور عليه خلال أعمال التطوير في القرية. ويتكون القبر من غرفتين واحدة منها كان منحوت في جوانبها 13 كوخا لوضع صناديق الموتى (الصورة رقم 3). كما يبدو فقد سرقت المغارة في العصور القديمة. وفقا لأدوات الفخار والزجاج تم تحديد تاريخ المغارة إلى القرنين الثاني والثالث ميلادي.
نستدل مما تم الكشف عنه خلال الحفريات والمسح الأثري، أن أبرز الآثار تعود إلى الفترة الرومانية، إذ لم تكشف الحفريات حتى الآن عن آثار تابعة لفترات أخرى، على أمل أن الحفريات واستمرار الدراسة في المستقبل ستزيد من معلوماتنا عن تاريخ القرية وماضيها.
كميل ساري

الصور المرفقة بلطف سلطة الآثار

unnamed-8

unnamed-7

unnamed-5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *