“الأخوة حيفا” من أقدم النوادي الرياضية، ولا يزال يربي أجيالا طلائعية

مراسل حيفا نت | 27/11/2016

لقاء مع نايف خوري
رامي خوري مدير فريق الأخوة حيفا، الذي يرأسه والده المدرب المعروف عيسى خوري، والذي يعتبر أقدم المدربين ورؤساء النوادي الرياضية في العالم والذي أسس الفريق عام 1959. ويمضي رامي البالغ من العمر 42 سنة على خطى والده في إدارة هذا النادي ورعايته وتهيئة كل ما يلزم للفريق. تخرج من صفوف هذا النادي عدد من نجوم الكرة العرب الذين لمع اسمهم في الملاعب. تحدثنا مع رامي خوري حول “الأخوة الأخوة” ومستقبل النادي العريق.
– منذ متى رأس والدك هذا النادي؟
– منذ 58 سنة. ولا يزال يعطي ويشرف ويرشد، لأن هذا النادي أسسه بحبات العرق، وبالجهد الذي لا يلين، وبتخطي العديد، العديد من الصعوبات التي عصفت بالفريق وكادت تقضي عليه عدة مرات. لكن إصرار الوالد عيسى خوري، ومحبته لأعضاء النادي الصغار والكبار، واعتباره أن الرياضة لا تقل عن أي مجال آخر في تعليم وتربية النشئ الجديد، هذا جعله يواصل عمله وتضحياته من أجل النادي.
– ألا يزال النادي يواجه صعوبات؟
– الصعوبات دائمة وهدفنا تذليلها. ولذا نسعى على الدوام كي يبقى هذا النادي صامدا، ويقدم خدماته لمئات الأعضاء الصغار والكبار. علما أن والدي جمع حوله قبل أكثر من 58 سنة مجموعة من الأصدقاء، واعتبرهم إخوة له، وأسسوا هذا الفريق الذي لا نزال نطلق عليه اسم “نادي الأخوة حيفا”
– كم عدد الأعضاء في النادي؟
– حوالي 300 عضو.
– بماذا تتمثل الصعوبات؟
– أولا إن تحصيل الميزانيات أمر بغاية الصعوبة، ونحن جمعية رسمية مسجلة. وما نحصل عليه هو الميزانية التي تخصصها لنا بلدية حيفا، المتمثلة بما يرصد المحاسب جاكي واكيم مشكورا. ولكن من ناحية ثانية تجد الأهالي، وأعضاء النادي يدفعون رسوم عضويتهم أقل بكثير مما يدفع آخرون في باقي النوادي في حيفا، ونحن نتفهم أوضاع الأهالي، وقدراتهم المادية المحدودة. وليس المهم رسوم العضوية بقدر ما يهمنا استمرار العضوية.. وخذ على سبيل المثال أن إحدى الأمهات ـاخرت سنة كاملة عن دفع مستحقاتها لقاء عضوية ابنها، أو أن رجلا طلب ان نمهله وقتا كافيا حتى يستطيع سد أقساط تعليم ابنه في المدرسة. وقلنا له إننا نعتبر النادي مدرسة أخرى ولا تقل عنها في مجال التربية.
– إذن يجب على الجمهور أن يتجاوب معكم، ويساهم هو الآخر في تربية أبنائه رياضيا وأخلاقيا.
– صحيح، ولكننا نعتبر الأهالي شركاءنا في تربية أعضاء النادي والسهر على مصلحتهم. وبالتالي سيصبح هؤلاء الأطفال شباب ورجال المستقبل، أصحاء الجسم، ويتمتعون بلياقة عالية، ويعيشون كأفراد صالحين في مجتمع صالح.
– كم تتراوح أعمار أعضاء النادي؟
– يبدأ الأعضاء عندنا من سن الخامسة وما فوق. وهم يتلقون التدريب المناسب لأجسامهم ولقدراتهم، ويلعبون الرياضة الجميلة والمحببة إلى قلوبهم وهي كرة القدم وكرة السلة. وينتظم هؤلاء بخمسة فرق للأولاد بإدارة ورعاية المدرب عزات عثمان، وثلاثة فرق للشباب وفريق للكبار بإدارة أيمن عيد، وفريق آخر لكرة السلة بإدارة المدرب طوني سعيد.
– هل جميع الأعضاء من منطقة وادي النسناس؟
– لا، لدينا أعضاء من الكرمل ومن خارج الوادي، وكذلك من العرب ومن اليهود. لكن الغالبية هم من منطقة الوادي.
– وكيف تتم التدريبات لهذه الفرق؟
– معظم التدريبات تجري هنا في النادي في بيت الكرمة، لأننا استأجرنا المكاتب وغرف الملابس والملاعب. ولدينا خمسة مدربين ومساعدَين اثنين.
– وهل تشاركون في مباريات الدوري؟
– طبعا، لدينا أربع فرق تشارك في المباريات، وهناك الربح والخسارة. وكذلك نشارك في دوري المدارس.
– لماذا لا يبقى اللاعبون في فرق نادي “الأخوة” ويصعدون مع الفريق إلى درجات عليا؟
– لعب في صفوف فرقنا عدد كبير من اللاعبين، ولكننا لم نستطع أن ندفع لهم الرواتب والمرتبات التي تدفعها الفرق الكبيرة والنوادي الأخرى، ولذا تخرجوا من عندنا والتحقوا بفرق أخرى. وقد تخرج من عندنا عدة أفواج على مر السنين. وأصبحنا نرى أسماء لامعة في عالم كرة القدم وكرة السلة الذين تخرجوا من نادي “الأخوة”.
– أي أسماء مثلا؟
– من المشهورين أيمن خلايلة، حنا فرهود، سمير برانسي، حمودي بشتاوي، مرادونا ديبي وغيرهم. وكم تكون السعادة والاكتفاء كبيرين عندما ترى هذه الأسماء التي تحقق أهدافها وتحرز أهدافا لفرقها. والمتعة كذلك عندما ترى الأطفال يلعبون بانتظام والتزام، وبعد عدة سنوات يصبحون شبابا ورجالا يرفعون اسم النادي عاليا. ومنذ دخول الولد إلى النادي نجعله يشعر بأنه داخل عائلة وهو جزء لا يتجزأ من هذه العائلة. هكذا بدأ والدي، أمد الله بعمره، وهكذا نعمل نحن.
– أنت كمدير للنادي، لا بد من بصمتك الخاصة على هذا النادي.
– رغم أن والدي أبا ربيع، هو رئيس النادي، لكنه يمنحني الصلاحية الكاملة لأتقدم بالنادي إلى الأمام. وأنا اليوم، وإن سرت على خطى والدي، لكني أتميز كإنسان ببعض الأمور، وسيتطور النادي بإدارتي بصورة تختلف عما كان في السابق، ولكن التغييرات ليست جذرية وإنما ستتقدم الأمور نحو الأمام. والتغير أمر طبيعي وبديهي لن العصر يتطور، والشباب يتطورون والعالم كله ينمو ويتطور.
– ما أهم الأمور التي تطورونها في الفريق؟
– نحن نحاول أن نصل إلى وضع نحتفظ فيه باللاعبين، وألا يخرجون للانضمام إلى فرق أخرى تدفع لهم الرواتب. ونصبو كي يصبح لدينا فريقا ناجحا يعمل فيه الأعضاء احترافيا، ليرتقوا به إلى درجات الدوري العالية. وهذا يتطلب ميزانيات وموارد مالية كبيرة.
– لماذا تكتفون بميزانية البلدية؟ هناك ميزانيات تستحقونها من الوزارات ومن مؤسسات تدعم الرياضة، وهذه غير قليلة.
– صحيح، كنا نتلقى دعما متواضعا من وزارة الثقافة والرياضة، حيث أننا جمعية رسمية مسجلة، بعض المؤسسات الداعمة ترفض أن تعطينا مباشرة إلا عن طريق ميزانيات البلدية. وهنا نود الإشادة بدور جاكي واكيم الذي يحرص على تحويل هذه المبالغ إلينا. ومع ذلك فالوضع غير كاف، ونحن بحاجة إلى دعم وزاري ومؤسساتي أكبر، لأننا نكبر عاما بعد عام، ويجب أن تتمتع الفرق عندنا بمستحقاتها من الميزانيات الحكومية تماما كما يتمتع أعضاء سائر النوادي, نحن لسنا ناديا من عام واحد، إننا قائمون منذ حوالي خمسين سنة، فلماذا تحجب عنا الميزانيات!!
– هذا سؤال يجب توجيهه إلى أعضاء الكنيست، إلى الوزراء المعنيين، إلى المؤسسات الداعمة للنشاطات الرياضية.
– صحيح، وبكل تأكيد. ونجن بصدد الاتصال والتواصل مع كل هذه الجهات، وسنطرق كافة الأبواب، ونرفع صوتنا عاليا في وجه الإجحاف وحرمان شبابنا من ممارسة الرياضة بشكل لائق. لماذا يجب أن يبحث اللاعبون عن فرق رياضية أخرى كي يتقاضوا رواتبهم في تلك الفرق؟ لماذا يجب أن نبقى في درجة منخفضة في الدوري، ولماذا لا نزيد من عدد الأعضاء أو المدربين؟ إننا نرغب، ونطمح كي نصبح فريقا ذا إمكانيات، وقدرات وميزانيات، فنقدم أفضل الخدمات لأبنائنا وشبابنا.
– رامي، كيف ترى مستقبل النادي والفرق الرياضية فيه؟
– أولا لا بد من تقديم الشكر والامتنان لبلدية حيفا، من رئيسها إلى موظفيها وخاصة محاسب البلدية جاكي واكيم. وثانيا نود ألا يتوقف هذا الدعم الذي نتلقاه من البلدية. وثالثا سنعلن قريبا عن حملة خاصة على مستوى النادي لدعمه بحفلات ومهرجانات، وكذلك التوجه إلى سائر الوزارات المختصة لمطالبتها بإلحاح بتخصيص ما نستحق من ميزانيات. ولذا أتحدث متفائلا، واعتمادا على الإرادة القوية للجمهور الداعم لنا بأننا سننجح بتحقيق مطالبنا.
– نتمنى لكم التوفيق والنجاح.
– شكرا جزيلا.
unnamed-1

unnamed-19

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *