أظهرت المعطيات الأخيرة التي رصدتها مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد في البلاد ان العطلة الصيفية الأخيرة حصدت ارواح 25 ضحية من جيل 0 حتى 18 عام على مستوى البلاد جراء تعرضهم لإصابات غير متعمدة. ويتضح ان معظم حالات الوفاة التي سجلت خلال شهري تموز وآب كانت جراء حوادث الطرق بمجموع 14 حالة وفاة و6 حالات وفاة جراء التعرض للإصابة في المنزل او المحيط القريب منه، بما في ذلك ساحات المنزل إضافة لـ5 حالات وفاة بسبب التعرض للإصابة في الأماكن العامة.
ويستدل من المعطيات أيضا انه ومنذ مطلع شهر حزيران لهذا العام حتى نهاية شهر اب، فقد تم رصد 31 حالة غرق لأولاد من جيل 0 حتى 18 عام، من بينها 10 حالات انتهت بالوفاة، مقارنة مع العام المنصرم 2015 والذي شهد 7 وفيات جراء الغرق في نفس الفترة.
وعن حالات نسيان الأطفال داخل السيارة، فقد تم تسجيل حوالي 37 حالة لنسيان وترك أطفال داخل السيارة، 4 حالات منها انتهت بوفاة الأطفال في الأشهر ما بين حزيران حتى اب من هذا العام، في حين ان العام 2016 وحتى كتابة هذه الاسطر سجل 5 وفيات لأطفال جراء تركهم بالسيارة مقارنة مع حالة وفاة واحدة عام 2015 وحالتين وفاة في نفس الظروف عام 2014.
وفي تحليل للمعطيات يتضح ان هناك ارتفاع بنسبة الإصابة لأطفال من جيل صفر حتى 4 عام 2016 حيث تم رصد 14 حالة وفاة مقابل 9 حالات فقط بالمعدل للعام الواحد في الـ 4 سنوات الأخيرة، وأيضا فيما يتعلق بحالات الوفاة جراء الغرق بمجموع 10 حالات لهذا العام مقابل 8 حالات بالمعدل في السنوات الأربع الأخيرة.
وعن احتمال التعرض للوفاة جراء الإصابة خلال العطلة الصيفية بحسب الفئة العمرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، يتضح ان الفئة العمرية من جيل سنة واحدة حتى 5 سنوات كان نصيبها حوالي 32% من مجمل حالات الوفاة أي ما يقارب ضعفي نسبتها من مجمل فئة الأولاد والشبيبة. اما فئة الجيل أبناء 17 عام فكان نصيبها 15% من مجمل حالات الوفاة أكثر بـ 3 اضعاف من نسبتها الاجمالية في فئة الأولاد والشبيبة. يذكر ان الفئات العمرية الأربعة التي ذكرت أعلاه كان نصيبها 16 حالة وفاة خلال العطلة الصيفية أي ما يعادل 64% من مجمل حالات الوفاة التي وقعت حتى الان في العام الحالي أي اكثر بـ 3 مرات من نسبتهم الاجمالية في فئة الأولاد والشبيبة.
وقالت السيدة كيتي نويصر مسؤولة الأمان في مؤسسة “بطيرم”، ان المعطيات المذكورة تؤكد ان العطلة الصيفية كانت كارثية حصدت ارواح العديد من الأولاد وأضافت أيضا:” الإصابات غير المتعمدة تحصد سنويا حوالي 115 من أرواح ابناءنا، فيما يصاب حوالي 182 طفل اخر جراء هذه الإصابات ويضطرون للتوجه للمستشفى لتلقي العلاج. العديد من هذه الإصابات كان بالإمكان منعها إذا ما تصدر موضوع امان الأطفال سلم أولويات المجتمع والجهات المعنية. لذا من المهم المبادرة للعمل على تطبيق خطة قومية بالتعاون مع كافة المؤسسات من اجل تقليص حوادث إصابات الأطفال كما هو متبع في دول عديدة في العالم. اناشد الحكومة المصادقة على الخطة القومية لأمان الأولاد سريعا قدر الإمكان كي لا نعد المزيد من الضحايا، اذ انه من شان خطة كهذه ان تساهم في توفير إجابات محددة لموضوع امان الأطفال بما في ذلك القيام بنشاطات لرفع الوعي لدى الاهل واعداد برامج وخطط تربوية للأولاد وتأهيل مهنيين للعمل في هذا المجال”.