عوارض السّالمونيلّا، طرق العلاج والوقاية

مراسل حيفا نت | 19/08/2016

د. أشرف أبو شقارة

نسمع في الآونة الأخيرة الكثير عن مصانع اضطرّت إلى سحب مُنتجاتها من الأسواق وحتّى إغلاق أبوابها، وفقًا لطلب وزارة الصحّة، بسبب وجود جراثيم سالمونيلّا في تلك المنتجات.
السالمونيلّا عبارة عن تلوّث في الجهاز الهضمي، ناتج عن عدوى جرثومة السالمونيلّا التي تدخل إلى الجسم عبر الفم وتصيب الجهاز الهضمي، وخاصّةً الأمعاء، ما يؤدّي إلى حالة إسهال شديدة، وغيرها من العوارض كآلام حادّة في البطن، الغثيان والتقيّؤ.
سميت جرثومة السالمونيلّا بهذا الاسم، نسبةً إلى العالم الأمريكي الّذي كشفها، دانيال سلمون (1850-1915)، وقد وصفها بالعصويّة المعويّة سلبيّة الغرام. (للتوضيح: شكلها كالعصا، تصيب الأمعاء، ولا تحفظ بصبغة الكريستال البنفسجي في بروتكول صبغة غرام في المختبر).
كما ذكرنا أعلاه، تنتقل هذه الجرثومة إلى داخل أجسامنا عن طريق الفم، وخصوصًا لدى تناول طعام ملوّث غير معقّم، وعدم الاهتمام في النّظافة الشخصيّة.. يجب غسل اليدين قبل تناول الطّعام أو تحضيره.
وهنالك عوامل تساهم في رفع احتمال العدوى، والإصابة بالسالمونيلّا، ومنها:
– وجود الجرثومة في اللّحوم النيّئة والدّواجن، الحليب ومنتجات الألبان الأخرى والبيض.
– وجود الجرثومة في مياه شرب ملوّثة قد تتواجد في بيوتنا أو في أماكن عموميّة.
– التعرّض إلى أو لمس براز بشريّ أو حيوانيّ، مُصاب بجرثومة السّالمونيلّا.
– الاحتكاك مع الحيوانات المنزليّة، وبالأخص الزّواحف، كالافاعي والسّلاحف والسّحالي.
– تكثر السّالمونيلّا في الطّعام المُعلّب في المصانع، وذلك بسبب عدم الوقاية التّامة في طريقة تحضير الطّعام قبل تخزينه.
على الطّعام أن يمرّ بغليان للتخلّص من السّالمونيلّا، وبعد الغلي يجب أن يخزّن الطعام بدرجة حرارة تصل إلى 5 درجات مئويّة فقط، وفي حالة لم يتم ذلك، تزداد الخطورة لوجود الجرثومة في الطّعام الذي يُباع للمستهلكين في الأسواق.

عوارض السّالمونيلّا:
– الإسهال الشّديد الذي يمكنه أن يؤدّي إلى جفاف بدرجات مختلفة، قد يحتاج فيه المُصاب إلى مصل للسّوائل.
إنّ بعض أنواع السّالمونيلّا قد تسبّب إسهالًا دمويًّا يسمّى ديسيزتيريا (dysenteria).
– الحمّى: في أغلب الحالات فإنّ السّالمونيلّا قد تسبّب ارتفاعًا في درجات الحرارة.
– الغثيان والتّقيّؤ.
– آلام شديدة في البطن وانقباضات Cramps.
في حالات خطيرة للسّالمونيلّا قد تنتقل الجرثومة من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدّم فتسبّب تلوّثًا عامًّا يسمّى بـ”تعفّن الدّم” – septecemia، ما قد يسبّب:
* إلتهابًا في العظام والمفاصل (rieter syndrome).
* إلتهابَ السّحايا meningitis.
* إلتهاب التامور pericarditis.
إنّ انتقال جرثومة السّالمونيلّا من الجهاز الهضمي إلى الدّم تتمّ، غالبًا، لدى المرضى الّذين يعانون مشاكل في جهاز المناعة، قد يكون ضعيفًا أو مُحبطًا، أو لدى مرضى تحت تأثير علاج كيماويّ، أو مرضى من دون طحال.

التّشخيص:
يبدأ تشخيص المرض عادةً يبدأ باستجواب يقوم به الطّبيب للمريض ويحوي بعض الأسئلة الّتي تتمحور في العوارض (الإسهال، الحمى، أوجاع البطن، التقيّؤ والتّعب المُفرط)، أنواع الأطعمه التي تمّ تناولها خلال 72 ساعة، الاستفسار عن نظافة الطّعام وتحضيره أو عن شرب مياه ملوّثة أو التعرّض لبراز بشري أو حيواني.
وخلال التّشخيص المخبري يتمّ فحص وجود الجرثومة في الدّم، أو في البراز؛ إضافةً إلى فحص قيم الكريات الدّم الببضاء والـ CRP.

* العلاج:
من أهم عوارض العدوى الإسهال الشّديد، لذا في حالات معيّنة يفقد المصاب كميّات كبيرة من السّوائل ويزداد لديه احتمال الإصابة بالجفاف، لذلك يوصى بشرب كميّات كبيرة من المياه لتعويض السّوائل المفقودة، وفي حالات معيّنة يجب التوجّه إلى غرفة الطّوارئ في المستشفى للحصول على سوائل عبر المصل.
إنّ العلاج بالمضادات الحيويّة (antibiotics) في مثل هذه الحالات غير مألوف، إلّا في حالات صعبة، لمرضى يعانون ضعفًا في جهاز المناعة أو قد طوّروا مضاعفات كتعفنّ الدم، السحايا أو التهاب التّامور.

* الوقاية:
– الحذر من تناول الأطعمة الملوّثة، أي الأطعمة التي تُطهى في أدنى درجات النّظافة والوقاية.
– الحذر من تناول الأطعمة التي تُعلّب وتخزّن في المصانع غير المرخّصة من قبل وزارة الصحّة (لا تُغلى في درجات الحرارة المطلوبة والموصى بها).
– الحذر من الشّرب في أماكن غير مضمونة.
– الحذر من تناول الدّواجن واللّحوم والبيض الّذين لم يخضعوا لأيّ رقابة من قبل الجهات المختصة.
– غسل الأيدي قبل تناول الطّعام دائمًا، والمحافظة على النّظافة الشخصيّة.
– توخّي الحذر من الحيوانات البيتيّة، الزّواحف والسّحالي، ومن برازهم.
– الابتعاد عن مرضى يعانون إسهالًا أو عوارض أخرى، كآلام في البطن وحمّى إلى أن يتمّ شفاؤهم.
11168148_431657803684103_7428206029947614683_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *