كابول

مراسل حيفا نت | 05/08/2016

د. كميل ساري (مدير قسم الرّقابة، الأبحاث وصيانة الآثار)b28a3af3-bf74-4c94-8c9f-33466d5911c1

a593600c-ec37-4fc8-ba01-07f2ea38b8bf

f970e631-7656-4bee-9f11-eec04a97685b
تقع كابول في الجليل الأسفل – الغربي الى الشمال من طمرة. اختلف الباحثون في آرائهم حول معنى الإسم، إلا أن غالبية الباحثون يرجحون ان كابول تعني “الأرض الخصبة للزراعة” إذ تقع كابول ضمن حدود “وادي جدرو” أو “وادي عكا” والمعروف اليوم باسم “عيمق يزراعئيل” (עמק יזרעאל).
المصادر التاريخية والموقع
أختلف الباحثون فيما بينهم حول موقع كابول الأثرية، إذ رجح البعض منهم، أن تكون قرية كابول الحالية هي التي ذكرت في التوراة: بداية، في سفر يشوع على أنها ضمن أراضي “سبط آشير”، لاحقا تذكر في سفر الملوك واحدة من المدن التي أعطاها الملك سليمان الى “حيرام” ملك مدينة صور لأنه أرسل له خشب الأرز لبناء الهيكل. كذلك ذكرها المؤرخ يوسف بن ماتتياهو، على أنها الموقع الذي اختبأ فيه اليهود، عندما أرسل كاسوس جالوس (الحاكم الروماني لمنطقة سوريا خلال القرن الأول) جيشه لتدير القرى المجاورة لعكا خلال الثورة ضد الرومان.
يميل غالبية الباحثون اليوم الى أن كابول التي ذكرت في التوراة، تتواجد في الموقع المعروف في أيامنا باسم “خربة راس الزيتون” (المتواجدة قرابة 1.5 كم الى الشمال من كابول الحالية – سوف أوفي عنها بتقرير لاحق) التي عثر فيها على آثار إستيطان منذ 1200 عام ق.م.
اما قرية كابول الحالية فقد ذكرت في الترجمة السبعينية (الترجمة باللغة اليونانية للعهد القديم من القرن الثالث ق.م) تحت الإسم “شابولون” (Chabulon). بينما ذكرت في “الفولغاتا” (النسخة من الكتاب المقدس باللغة اللاتينية من القرن الخامس ميلادي قام بها جيروم “هيرونيموس”) تحت الإسم “شابول” (Chabul). ذكر إسم كابول في عدة أشكال أخرى، مثلا تذكر خلال الفترة الرومانية أيضا تحت الإسم “جبالا” (Gabala) وفي الفترة الصليبية تحت الإسم “كابور” (Cabor).
الحفريات الأثرية
البحث الأثري الأول للمنطقة يعود الى القرن التاسع عشر، حيث يوثق الباحث (تومسون) جزأ من طريق رئيسية بالقرب من منحدر الجبل. عام 1875، يذمر الرحالة فيكتور جرين على وجود العديد من آبار المياه، بقايا مبان (حجارة بناء وأعمدة)، جدران والعديد من النواويس المزخرفة بنقوش متنوعة. عام 1877، زارت الموقع البعثة للمسح في غربي فلسطين بإدارة الباحثان “كوندر وكيتشنر”.
مسح أثري منتظم وجذري في كابول، جرى بين الأعوام 1993-1995 بإدارة جامعة بن جوريون في النقب (الباحث جونر ليهمن) وبإشراف سلطة الآثار (الصورة رقم 1 – خارطة بالمواقع التي عثر عليها خلال المسح الأثري)، تم خلاله الكشف على أن بداية الإستيطان في الموقع تعود الى الفترة الفارسية والهيلينية (القرون 5-4 ق.م)، ليستمر خلال الفترات الرومانية والبيزنطية وحتى الفترة المملوكية.
الحفريات الأثرية جرت ابتدا من العام 1971 ولا زالت حتى أيامنا. تشير مكتشفات الحفريات الى بداية الإستيطان خلال الفترة الهيلنية (الحفريات من العام 2003 بإدارة الباحثة هناء أبو عقصى من سلطة الآثار) حيث تم توثيق مبان زراعية من تلك الفترة وبعض الآثار من الفترة البيزنطية والمملوكية (الصورة رقم 2 – الحفريات من العام 2003). كذلك تم العثور على بقايا حمام عمومي تاريخه الفترة البيزنطية (الصورة رقم 3 – غرفة المياه الساخنة الحفريات من العام 2009 بإدارة رافع أبو ريا من قبل سلطة الآثار).
تم الكشف أيضا على البعض من الكهوف التي استعملت قبور خلال الفترات الرومانية والبيزنطية (تم تحديد تاريخها ما بين القرن الأول ق.م وحتى القرن الرابع ميلادي). البعض منها احتوت على النواويس المصنوعة من الفخار. اما المكتشفات الصغيرة داخل القبور فشملت الحلى وأدوات الزجاج المميزة.
تشير المكتشفات الأثرية في كابول على ان بداية الإستيطان تعود الى الفترة الفارسية استمرار خلال الفترة الرومانية والبيزنطية. هذه المكتشفات تساند المصادر التاريخية من الفترة الرومانية وهي تعزز من مصداقية النظرية حول أن كابول الحالية تعود الى الفترة الرومانية. اما كابول التي ذكرت من التوراة فهي في موقع آخر من المحتمل انه خربة راس الزيتون الى الشمال من كابول المعاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *