المؤتمر السنوي الأول لتطوير المصالح في المجتمع العربي

مراسل حيفا نت | 29/07/2016

* إنّ المصالح في الوسط العربي، وفي حيفا بالذات، تواجه صعوبات جمّة * مقوّمات النّجاح عديدة، وتحتاج إلى دراسة وتفكير *

تقرير: نايف خوري
نظّمت “ماتي”، جمعيّة لتنمية المبادرات وتطوير المصالح، يومًا دراسيًّا في مقر الجمعيّة في حيفا، شارك فيه عشرات من أصحاب المصالح التجاريّة العرب، من حيفا والشّمال. وشمل هذا اليوم الدراسي على عدّة محاضرات وندوات تتعلّق بإقامة المصالح وتطويرها وتنمية مجالاتها. استطلعنا آراء المنظّمين، والمشاركين في هذا التّقرير.

* لييزي غولدشلاغر – مديرة مشاريع “ماتي”: الهدف من هذا اليوم الدراسي هو إثراء أصحاب المصالح في المجتمع العربي في حيفا خاصّةً، لأنّ مكاتبنا قائمة في البلدة التّحتا وقريبة من حي وادي النّسناس. ويحيط بنا العديد من المصالح التجاريّة، بمختلف مجالاتها وتخصّصاتها. ونريد توسيع نشاطنا في أوساط المجتمع، ولذا اخترنا مواضيع تهم أصحاب المصالح كاللّغة المصرفيّة، ووسم المصالح التجارية والحصول على القروض والتمويل من المصارف. ونحن نرافق هؤلاء المبادرين والمستثمرين منذ بلورة أفكارهم حول إقامة هذه المصلحة أو تلك، وكذلك فحص الجدارة والاستحقاق الاقتصادي، ومصادر التمويل والصناديق المختلفة التي توفر هذا التمويل، والمصالح التي ترغب بالتوسّع والنمو أكثر وأكثر. ونحن نقيم دورات وورشات عمل لعدّة لقاءات مع أصحاب المصالح، وهم يلتقون بالمختصّين ذوي الخبرات الاقتصاديّة، والاستماع إلى محاضرات وتوفير الأدوات والأفكار لتطوير الأعمال الاقتصاديّة. ومن ناحية ثانية نقدّم الإرشاد في كيفيّة إعداد الميزانيّات وصرف الأموال، والتسوّق المباشر وغير المباشر، عن طريق وسائل التّواصل بالإنترنيت.
إنّ الجمهور العربي هو جزء من جمهورنا الذي يتمتّع بخدماتنا، ونعمل ما بوسعنا على الدّوام من أجل تعميم الفائدة أكثر وتطوير السّبل التي نبلغ فيها إلى أكبر قطاع من المستفيدين، من أصحاب المصالح ورجال الأعمال.

* عيران ألفونته – مدير عام “ماتي”: نحن جمعيّة من أجل المبادرين، وقد تأسّست هذه الجمعيّة منذ 25 سنة، هدفها مساعدة المصالح الصّغيرة، والمتوسطة في بداية طريقها، والنمو بشكل صحيح. ولاحظنا عددًا كبيرًا من المصالح التي تحتاج لمثل هذه المساعدة، في مجالات متنوّعة، مثل إقامة المصلحة منذ فكرتها ومدى الحاجة إليها، ومرورًا بالحصول على التراخيص اللازمة من البلدية ومصادر التّمويل لإقامة المصلحة أو تطويرها، من المصارف أو الصندوق الخاص بالجمعية، فيحصل صاحب المصلحة على مبلغ حتى 200 ألف شيكل.
تشير الاستطلاعات والتّقارير التي بحوزتنا إلى أنّ حيفا تقع في مرتبة جيّدة نسبيًّا، بالنظر إلى المصالح العامّة في البلاد، ولكن إزاء هذا الوضع الاقتصادي فإنّ المصالح في الوسط العربي، وفي حيفا بالذات، تواجه صعوبات جمّة. وبموجب الإحصاءات يتم في البلاد إقامة نحو 50 ألف مصلحة تجاريّة بالسّنة، وبالمقابل تغلق 45 ألف مصلحة.
ونهدف إلى مساعدة المستثمر أو المبادر حتى يتغلّب على الصعوبات التي تواجهه، وتزداد فرص نجاحه في العمل. كما نشجّع فتح مصالح متميّزة في كل منطقة، وحتى لو وجدت مصالح مشابهة، لكن شرط أن تكون متميّزة. ومن ناحية أخرى نشير إلى أصحاب عدد من المصالح بعدم فتحها في منطقة معيّنة، بل يكون من الأفضل لو فتحوها في منطقة أخرى، لتنتعش وتنمو بصورة ناجحة.
وبما يتعلّق بالوسط العربي عمومًا، نجد كثيرًا من الموارد تتّجه نحو إقامة مناطق صناعيّة، وورشات عمل، ودعم للمصالح القائمة في المناطق السكنيّة، ونحن نقدّم المشورة والمساعدة لهؤلاء المستثمرين كي يحقّقوا النجاح في عملهم كما خطّطوا له. وكل مصلحة ترتكز على تميّز معين سنشجعها أكثر، ونوفر لها الشّروط المطلوبة للنّجاح والنمو.
وها نحن نشهد في الآونة الأخيرة زيادة في فتح المصالح الصّغيرة، كالمطاعم ذات الاختصاص. وعلى سبيل المثال سلسلة المطاعم في شارع بن غوريون، والتي ازدهرت بصورة منقطعة النّظير. كما تشهد منطقة وادي النسناس حركة نشطة من الزوّار اليهود الذين يأتون إليها للمشتريات أو للتّجوال والزيارات السياحيّة المحليّة والخارجيّة. وكذلك منطقة البلدة التّحتا والميناء، يأتيها الروّاد في ساعات المساء واللّيل، لقضاء بضع ساعات من التسوّق والتّرفيه.
أمّا المستقبل الذي نعدّ له ونخطّط لأجله، فإنّنا نشجع المبادرات التكنولوجيّة، ونجد في الوسط العربي عددًا لا بأس به من العلماء والخبراء الذين يعملون في مجالات الهايتك، وقد تخرّجوا من الجامعة أو من “التّخنيون”. كما نتطلّع لتوسيع خدماتنا في الوسط العربي، وها قد أقمنا هذا اليوم الدراسي كجزء من هذا المشروع، وسنحافظ على هذا التّواصل بيننا.

* هاني سلامة – خبير اقتصاديّ: قدّمت محاضرة للمشاركين في هذا اليوم الدراسي، عن التّجارب والخبرات التي اكتسبتها في عملي كمدير لأحد المصارف، وعملي في شركة اقتصادية التي ترافق المصالح التجاريّة والصناعيّة والخدمات. وأقدّم المشورة والنّصيحة لهذه المصالح خاصّةً في المعاملات المصرفيّة. وهكذا التقيت بعدد من أصحاب المصالح في “ماتي”، وتحدّثنا عن كيفيّة التّعامل مع المصارف، والحصول على القروض والدعم المادي، وهذا ما نسميه “اللّغة المصرفيّة”. ونحن نقدّم المشورة للمصالح التجاريّة والمستثمرين والمبادرين في عدّة مجالات، من بينها التطور التكنولوجي واستخدام الإنترنيت، وغيرها. وقد أسسنا مجموعة مستشارين في الناصرة لتقديم هذه الاستشارة للمصالح هناك، من بينها عمليّة تقديم القروض السّكنيّة والقروض القصيرة وطويلة الأمد.
وأمّا بالنسبة لهذا اليوم الدراسي، فقد تحدّثت إلى أصحاب المصالح عن اللّغة المصرفيّة، نظرًا لأنّي عملت مديرًا لأحد المصارف، ومن ناحية ثانية أنا مرافق لأصحاب المصالح التجاريّة أمام المصارف. وجرى الحديث حول إجراء المعاملات والتفاهمات المصرفيّة، لأنّه في كثير من الحالات نجد المواقف المتطرّفة والعلاقة المتوترة بين المصرف والزبون. ولكن يتضح في آخر الأمر أنّ الزبون لم يتفاهم مع المصرف ولم يعرف ماذا يريد منه وما هو هدف القرض الذي يطلبه. والمقصود باللّغة المصرفيّة، كما هو الحال في أيّ مجال تجاريّ أو صناعي أو علمي آخر له لغة خاصّة ومصطلحات محدّدة وتعابير تختص بهذا المجال.
وبإلقاء نظرة على السّوق المحليّة نجدها متعطشة جدًا جدًا للمرافقة المهنيّة من مختصّين في المجالات المصرفيّة. وعلاوة على ذلك فإنّ الزبائن الذين يطلبون القروض يفعلون ذلك وهم يشعرون كمن يستجدي المصرف للحصول على قرض معيّن، إن كان الزبون فردًا أو شركة أو صاحب مصلحة تجاريّة. بل الأمر متعلّق بضرورة الحصول على هذا القرض أو ذاك التمويل، علمًا أنّ المصرف ليس عدوًا للزبائن، ولا هيئة مرعبة، لكنّه يحتاج لمن يتفاهم معه.
وأوردت في الحديث ضرورة ألّا يتردّد صاحب المصلحة بالتوجّه إلى الاستشارة الماليّة المهنيّة، لأنّه بذلك يوفّر على نفسه كثيرًا من المصاريف الزائدة، والعديد من الإرباك والحيرة. وهذا يعتبر استثمارًا فعليًّا يعود بالفائدة على المصلحة. وبشكل عام فإنّ السّوق قاسية والأحوال صعبة، وبالمعدل نجد ما بين 40 – 45 ألف مصلحة تفتح سنويًا في البلاد، وفي أوّل سنة تغلق 30 ألف مصلحة أبوابها، وفي السّنة الثّانية تقفل 40% مما تبقى أو تتحوّل أعمالها إلى مجالات أخرى، وفي السّنة الثالثة يتبقّى ما يقارب 1000 مصلحة فقط، ويمكنها الاستمرار بعد ذلك في عملها. وهذا يدلّ على أنّه بالأساس فتحت المصلحة بالخطأ، وصاف صاحبها المشاكل العديدة في تقييم المصاريف، وتقدير الاحتياجات، وعدم الاختيار الصحيح لهذه المصلحة.
وليس كلّ مَن عمل في مصلحة كموظف ناجح، يمكنه أن يكون ناجحًا كصاحب مصلحة، لأنّ مقوّمات النجاح هنا عديدة، وتحتاج إلى دراسة وتفكير. والوضع الاقتصادي في البلاد غير مريح في الوقت الراهن، كما أنّنا عرضة للتّأثّر بالاقتصاد العالمي، والتجّار يشكون من السيولة المالية، والناس لا يدفعون بسهولة، لأنّهم يعتمدون كثيرًا على الاعتمادات المصرفيّة. وتجد الذين يرغبون شراء سيارة، أو الخروج في رحلة أو سفر للخارج يقومون بذلك اعتمادًا على قرض أو سلفة من المصرف. ولا يكون ذلك بما لديه من فائض أموال، بل يستدين المال من جهة أخرى. ولذا قد يتمكّن من القيام بمشروع معيّن، ويعجز عن القيام بمشروع آخر، وهذا نجده في العديد من القطاعات والمرافق الاقتصاديّة.
وما يجري في حيفا في المجالات الاقتصاديّة لا يختلف كثيرًا عن سائر البلاد، فهي ليست منطقة معزولة أو حصينة من المشاكل، وأخصّ بالذّكر العرب في حيفا، وهم لا يختلفون عن سواهم من العرب في أنحاء البلاد، يعانون من ذات المشاكل الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، وأهمّها الاعتمادات الزائدة التي يحصلون عليها من المصارف. فلا نجد ملاءمة بين دخل الفرد وبين مصروفه. ولدينا أشخاص يختصون بإدارة ميزانية المنزل، ويجب التوجّه إليهم لهذه الغاية. وأمّا أصحاب المصالح فيعانون من قلّة الجباية لديونهم من الجمهور والزبائن، وكذلك المرافقة المصرفية، ومن يعاونهم في إدارة مصالحهم، والتوفيق والتنسيق بين حصولهم على القروض والاعتمادات وبين متطلباتهم واحتياجاتهم الفعليّة لهذه الاعتمادات.
ولا نرى أصحاب المصالح يجرون تقييمًا صحيحًا لميزانيّتهم في آخر السّنة، لا يعرف هل هو يكسب في مجال ويخسر في آخر، ويبدو له واهمًا بأنّه الكاسب في مصلحته عمومًا، فمن يجري مثل هذه الحسابات؟ هل لدى صاحب المصلحة عشرة مستخدمين وهو بحاجة فعلًا لسبعة فقط؟ وهؤلاء الثّلاثة لا يقومون بأي عمل، بل يظنّ أنّه سيحتاج لخدماتهم يومًا ما.. ولذا نرى عدّة أسباب بحاجة للدراسة والتّفكير وإعادة النّظر فيها.
وأمّا ما يتعلّق بالمستقبل، فإنّ هذا مرهون بنا وبسياسة الحكومة حيال الشؤون الاقتصادية وخاصّة المصالح العربيّة. ونسمع هذه الأيام رئيس الحكومة الذي يعد بتحويل الأموال إلى الوسط العربي، وتطوير المناطق الصناعيّة وتحسين الخدمات والبنى التحتيّة. ونحن نأمل أن تتحقّق هذه الوعود. ولكن لا شيء يغني عن المبادرات الشخصيّة لأصحاب المصالح، والاهتمام المباشر والعناية الضروريّة لهذه المصالح، فهي الرّزق اليومي الذي يجب أن يستثمر به علميًّا وإداريًّا بالشّكل الصحيح.

* رلى بلال – مدرّبة تنمية بشريّة ومديرة مركز “أركان” للتّنمية البشريّة في الناصرة: بما أنّه المؤتمر الأوّل لأصحاب المصالح العربيّة، فهذا يهدف إلى تشبيك وتواصل بين أصحاب المصالح، وتطوير أعمالهم. ونشكر “ماتي” على مبادرتهم هذه التي تعود بالفائدة على أصحاب المصالح. خاصّة أنّ هذا اليوم شمل عدّة محاضرات قيّمة ألقاها على مسامعنا الخبراء والمختصون في المجالات الاقتصاديّة المختلفة.

* مطانس أبو وردة – صاحب مشروع التّسويق بالإنترنيت: كانت لي علاقة بمؤسّسة “ماتي” من قبل، حيث استعنت بهم وبخبراتهم للتقدّم بالمشروع الذي أعمل به. واليوم استمعنا إلى العديد من الإرشادات والمعلومات المفيدة، التي تساعد على تطوير العمل وتنمية المصالح التجاريّة بالطّرق الصّحيحة والسّليمة. ولاحظت أنّ “ماتي” تقدّم المعونة والإرشاد اللّازمين، في كافّة المرافق الاقتصاديّة.

* ريتا توما – تعمل في مجال تشغيل أيدٍ عاملة للمسنّين: ما سمعناه في هذا اليوم الدّراسي ألقى الضوء على الوضع الاقتصادي في البلاد عمومًا وعلى الوضع في الوسط العربي خصوصًا، وهذا يدلّ على ضرورة الاستعانة بالمختصّين الاقتصاديّين لإدارة الشّؤون الماليّة أو المصالح التّجاريّة. ومثل هذه الأيّام الدراسيّة أو المؤتمرات الاقتصاديّة تساهم بتوجيه أصحاب المصالح في تعاملهم مع جمهور الزّبائن.

كلام الصور:
رلى بلال – مدربة تنمية بشرية ومديرة مركز أركان للتنمية البشرية في الناصرة

الخبير الاقتصادي هاني سلامة

مدير “ماتي” يتحدّث في اليوم الدراسي

سامية عرموش وريتا توما شاركتا في اليوم الدراسي

جانب من الحضور

هاني سلامة يتحدث في اليوم الدراسي
f2b83555-1a70-4bad-bd08-35efb2310c72

15b1e64e-3092-4589-9fb1-d59ea511f396

c8bff667-80d9-4b2a-9432-384c492ec825

62656d14-c99d-4fb2-9c58-a5e936377552

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *