مواقع من تراث بكين – الصين

مراسل حيفا نت | 17/07/2016

أتابع في هذا المقال الكتابة عن بعض أهمّ مواقع التراث التي زرتها خلال جولتي في مدينة بكين. سأقدّم بدايةً، لمحة عامّة عن المدينة وبعض المزارات فيها.

بكين – لمحة عامّة
تتواجد مدينة بكين في الجزء الشّمالي من الصّين، ومن هنا جاء مصدر اسمها في اللّغة الصينيّة “Běijīng” وهو يعني “العاصمة الشّماليّة”.
تعتبر بكين في أيّامنا واحدة من أكبر مدن العالم، إلّا أنّها كانت أكبر مدينة في العالم، خاصّةً بين السّنوات 1425 – 1650. كما أنّ المدينة المعاصرة اكتسبت شكلها الحالي خلال فترة سلالة “مينغ” (التي حكمت بين السّنوات 1368 – 1644).
تعود بداية المدينة إلى ما بين الأعوام 221 – 473 ق.م، حينها كانت عاصمة الدّولة “يان”، والتي كانت واحدة من أبرز الممالك القديمة في الصّين. في عام 1215، قام المغول بحرق المدينة وسيطروا عليها قرابة مائة عام، حتّى أنّ القيصر “مينغ” قام بهدم المدينة كليًّا عام 1368.
في عام 1403، قام القيصر الثّالث من عائلة “مينغ” بتحويل اسمها إلى بكين، وحوّلها إلى عاصمة المملكة، كما بنى فيها “المدينة المحرّمة”، التي تمّ إنهاء أعمال بنائها عام 1420.
في عام 1937، احتلّها اليابان، إلّا أنّ “ماو تسي تونغ” أعاد السيطرة إلى الصّين عام 1949 وعادت المدينة لتكون عاصمة الجمهوريّة الصّينيّة.

المدينة المحرّمة
هي عبارة عن مجمع مبانٍ، تشكّل القصر الملكي الذي تواجد فيه القيصر يوميًّا لإدارة شؤون المملكة (الصورة رقم 1 – ساحة أماميّة للقصر). ويعتبر القصر في أيّامنا أكبر قصر قديم في العالم والّذي يمثّل قمّة الفن المعماري الصّيني القديم. في عام 1989، أعلنت عنه منظّمة اليونسكو الدّوليّة موقعًا تراثيًّا عالميًّا.
بدأ بناء القصر عام 1406 واستمرّ بناؤه قرابة 14 عامًا، لتنتهي بذلك عمليّة البناء عام 1420.
كانت المدينة المحرّمة مسكنَ القياصرة منذ العام 1368 وحتّى العام 1911 وقد سمّيت المدينة المحرّمة، لأنّها كانت ممنوعة لدخول الزوّار أو الخروج منها إلّا بإذن القيصر، إذ سكنها فقط القيصر وحاشيته.
اعتبر القيصر في العصور القديمة، على أنّه ممثّل الآلهة على الأرض. من هنا، بُنيت المدينة وفقًا لما اعتقده الصّينيّون آنذاك، بأن يكون شكل مدينة القيصر في الجنّة. جميع مباني المدينة المحرّمة مبنيّة من الخشب. هذا الأمر فرض على المهندسين والمعماريّين الأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة الحرائق التي من شأنها أن تمحو جميع المباني بسهولة. من هنا، تمّ تخطيط المدينة بشكل مميّز، يمكنه الصمود بشكل معيّن أمام النّيران في حال اندلاعها.
على سبيل المثال، فقد كانت السّاحات بين المباني مرصوفة بالطوب، ووضعت فيها العديد من الأقدار الكبيرة المصنوعة من النّحاس، وقد امتلأت في الماء لتستعمل لإخماد الحرائق فيما لو اندلعت.
يحيط المدينة المحرّمة سور، ومن حوله تتواجد قناة مياه طولها 3800 متر وعرضها 52 مترًا وعمقها ستّة أمتار، والتي تشكّل حاجزًا واقيًا للمدينة. داخل المدينة يوجد 90 قصرًا، 980 مبنًى وأكثر من 8704 غرفةً (الصورة رقم 2 – غرفة استقبال المستشارين للتّداول معهم في شؤون الدّولة).

معبد الجنّة
كان المعبد مكان صلاة القياصرة من سلالة “مينغ” و”تشونغ” (الصورة رقم 3). يعتبر المعبد واحد من أبرز المواقع السياحيّة في بكين، وهو بدوره مبنيّ من الخشب من دون استخدام معادن أو مواد بناء أخرى فيه على الإطلاق.
بُني المعبد بين الأعوام 1406 – 1420 في جنوب المدينة ويشمل عدّة مبانٍ: المعبد “معبد الجنّة”، ويسمّى أيضًا “معبد السّماء”، المذبح وقاعة الصّلاة (الصورة رقم 4) التي كانت تستعمل للصّلاة طلبًا من الآلهة بتوفير محاصيل زراعيّة غنيّة وجيّدة.
إنّ المعبد دائريّ الشّكل، مبنيّ من ثلاثة طوابق. خلال العصور القديمة، تمّ طلاء المعبد بثلاثة ألوان: الطّابق الأرضي طُلي باللّون الأخضر، رمزًا لعامّة الشّعب والحياة على الأرض، أمّا الطّابق الثّاني فتمّ طلاؤه باللّون الذّهبي وهو لون القياصرة الذين يشكّلون وفقًا للحضارة الصّينيّة، حلقة الوصل ما بين الإنسان والآلهة. والطّابق الثّالث الذي يرمز إلى الآلهة، فتمّ طلاؤه باللّون الأزرق وهو لون السّماء.
(د. كميل ساري، يكتب خلال جولة له في الصّين)
9a4fcb29-f3d9-4ad9-a630-08f254d58866

6f557a1b-d678-4e32-b25b-4992f6756022

d8ad25fb-3d20-4833-9541-c494e884ffea

88fc25a1-e674-42f4-8190-37fccf18dc2b

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *